بغداد - (الجزيرة نت): في غرفة حديدية شرق بغداد أُطلق عليها «مخيم الاعتقال» احتجز زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر مجموعة من المنتمين لتياره بعد اتهامات بالفساد والاستيلاء على منازل بطرق غير شرعية. ويقود الصدر حملة واسعة في صفوف تياره ضد «الفساد والمفسدين والمنتفعين الدنيويين الذين يسيئون للإنسانية وللدين وللتيار»، وسط انتقادات للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي كونها تجري خارج إطار الدولة.وأكد الصدر قبل أيام تصميمه على قيادة «حملة إصلاح واسعة في صفوف أنصاره ضد الفساد والمفسدين والمنتفعين الدنيويين الذين يسيئون للإنسانية وللدين وللشعب ولنا». ودعا - في بيان صدر عن مكتبه - إلى الوقوف معه لإنجاح حملة «الويل لدواعش الفساد»، مشدداً على التصدي لهم بـ»عقلانية وتنظيم». وأشار إلى أنه تم «إلقاء القبض على ثلة ضالة مضلة مفسدة سنعلن عنها في بيان مفصل لاحقاً»، دون أن يوضح التهم الموجهة إليها. ونشر موقع الصدر الإلكتروني صوراً خلال زيارته معتقلين بسجن الخيمة ويبدو عليهم الندم، حيث ظهروا وهم يبكون أمامه.وقال عضو كتلة الأحرار جمعة ديوان إن «الحملة التي أطلقها السيد مقتدى ضد المفسدين ستشمل المحافظات كافة، وسيتم عرض كل مقصر ومتورط بفساد على لجان متخصصة وعلى القضاء العراقي إذا تطلب الأمر ذلك». وأضاف ديوان أن «هناك شخصيات فاسدة ومفسدة اختبأت تحت عباءة السيد الصدر سيتم كشفها وعرضها على لجان متخصصة في النجف الأشرف ومحاسبتها»، مبينا أن «الصدر بريء من هؤلاء ومن أفعالهم ولا يقبل منهم الأعذار». وكانت ميليشيا «سرايا السلام» الجناح العسكري التابع لزعيم التيار الصدري قد دهمت بعد أيام من الإعلان عن الحملة بناية وسط بغداد واعتقلت العشرات.ونقل عن شهود قولهم إن «قوة مسلحة من السرايا اعتقلت متورطين صدريين بقضايا عقارات تابعة للدولة بمناطق مختلفة من بغداد». وكان المكتب الخاص للصدر قد دعا كل من يملك دليلاً قانونياً في قضية فساد ضد من منتمي للتيار الصدري تسليمه مباشرة إلى مقتدى الصدر في النجف، مؤكداً استعداده لاستلام أي «دليل قانوني» ضد أشخاص بالتيار الصدري بتهم فساد إداري ومالي وغيره.وبعد أيام من زيارة الصدر للمعتقلين أعلن العفو عنهم، وقال إن الإفراج عن معتقلي حملة «دواعش الفساد» لا يعني براءتهم، وهدد باتخاذ إجراءات ضد كل من يعود للفساد.وتعرضت حملة اعتقالات الفاسدين إلى انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تتم خارج أطر القانون والدولة، وسخر ناشطون من طريقة زج المعتقلين في بيت جاهز الصنع ثم إخراجهم بعد أيام.وقال الناشط عدنان العراقي في تعليق له على حملة «دواعش الفساد» على موقع فيسبوك «غداً سأقف في حينا السكني وأعتقل كل شخص يمر، وأحتجزه في غرفة المنزل ثم أعفو عنه بعد أيام بحجة حلول شهر رمضان».بالمقابل، أشار القانوني عزيز البياتي إلى وجود ميليشيات متنفذة في العراق لم يذكرها بالاسم تقوم باعتقالات خارج إطار القانون، وتجري محاكمات خاصة في مقار حزبية أو مكاتب شخصية لتلك المليشيات. وكان الصدر أول جهة أقامت ما تسمى «محاكم شرعية» بمدنية النجف جنوب العراق تحكم وفق المذهب الشيعي، وقد اعتقل وحوكم أشخاص على هذا الأساس خلال السنوات الماضية.