أجرت اللقاء – سماح علام:يطلق الأتراك على شهر رمضان الكريم اسم «سلطان الأشهر 11».. يعدون له كل جديد وسط تنوع ثقافي وديني متناغم جداً.. ويشعر التركي المسلم بخصوصية الشهر ويعيش كل تفاصيله دون المساس بحرية غير المسلمين الذين يمارسون حياتهم الطبيعية في رمضان.. سفيرة تركيا في البحرين هاتون ديمرير تأخذ «الوطن» في رحلة استكشافية لأجواء رمضان في تركيا، نقترب فيها من تفاصيل الحياة اليومية التركية الرمضانية، ونتعرف على أشهر الأطباق التي تتزين بها المائدة التركية، ونرصد تفاصيل تميز رمضان في تركيا عن غيرها من الدول.تقول سفيرة تركيا: يوصف شهر رمضان في تركيا بأنه سلطان أشهر السنة ال 11، فمن خلال الشهر نحاول جميعاً استشعار المعنى الحقيقي للإسلام بكل معانيه، فالمسلمون يصومون بكل تفان في محاولة لضبط النفس، والأعمال الخيرية تزيد بمعدل عال والجميع يحاول مساعدة المحتاجين.وعن العادات المتبعة في شهر رمضان في تركيا تقول إن عادات الشعب التركي في رمضان لا تختلف كثيراً عن عادات باقي المسلمين في بقية الدول الإسلامية، فنحن نستمر في العمل خلال شهر رمضان كالعادة ولكننا نتابع بكل تفان واجباتنا الدينية مثل الصلاة والصيام، وتناول وجبة الإفطار مع الأسرة والأصدقاء والجيران باعتبارها تقاليد مشتركة.وتزيد: من التقاليد الشائعة للشعب التركي زيارة مقابر المتوفين من أعضاء الأسر، إضافة إلى زيارة الأقارب من كبار السن، وفي وقت متأخر من كل ليلة يعتبر المسحراتي جزءاً من العادات والتقاليد المتبعة في تركيا، قبل الفجر يقوم المسحراتي بالتجول في شوارع المدينة لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور باعتبارها الوجبة الأخيرة قبل صيام يوم جديد.رمضان البهجة ولرمضان في تركيا طابع خاص، تتحدث عنه سفيرة تركيا قائلة يستقبل الناس الشهر الكريم بفرح كبير، يشترون الأشياء الجديدة ابتهاجاً به، فلهذا الشهر طابع ممتع ومميز.وتردف قائلة: يعتبر شهر رمضان شهر لمّ الشمل للأسرة التركية، خصوصاً في وقت الإفطار والسحور، فالإفطار مثلاً مهم جداً لدى الأسرة، ويتم التحضير له بشراء الأواني التي تقدم فيه أو بتنويع أنواع الطعام، خاصة وأن لدينا أصنافاً معينة من الأطعمة تقدم في رمضان دون سواه، كما يتم شراء التمور قبل رمضان استعداداً للشهر الكريم، وغيرها من المواد الغذائية التي تحتاجها الأسرة بناء على مستوى الأسرة الاقتصادي، وحسب ما تضعه لميزانية رمضان.لمة الإفطار ..عيد«المائدة التركية الرمضانية منوعة وملونة وطازجة» .. هكذا وصفت السفيرة التركية المائدة الرمضانية وزادت في القول إن أمهاتنا يحاولن بكل جد أن يحولن مائدة الإفطار في كل يوم إلى عيد بالنسبة للأسرة التركية، فبالنسبة لوجبة الإفطار يتم تقديم الشوربة، وتقديم الفواكه المجففة من الخوخ والمشمش، إضافة لطبق الخضراوات المطهو بزيت الزيتون ويبطن بالخبز ونطلق عليه اسم بايد، ويمكن للزائر أن يراه على كل مائدة طعام، أما عن الحلويات فيتم تقديم الحلويات بالحليب وخصوصاً الجلاش وهو نوع حلويات يتم تحضيره خصيصاً في رمضان.وتنوه السفيرة التركية إلى ارتباط المائدة التركية بالموسم بشكل وثيق وعنها تقول: ترتبط الأصناف المقدمة في المائدة التركية بالموسم، فلدينا باقة من الأطعمة التركية مثل «زيتية على فاصوليا» و»زيتية على دولما» و»محشي الخس»، كما إننا نهتم بتقديم مأكولات تحتوي على القرع والباذنجان والرز، وأيضاً لدينا «الخوشاف» الذي نأكله ونشرب ماءه وشراب «الإيران» وهو روب مخلوط بقليل من الماء والملح.وبخلاف ما يراج في الخليج بالنسبة «للغبقة» تقول السفيرة التركية ليس لدينا وجبة ثالثة في تركيا كما هي لديكم هنا، فمن بعد الفطور يتم انتظار السحور الذي عادة ما يكون عبارة عن وجبة خفيفة ذات مكونات بسيطة من البيت كالروب والبيض مثلاً، ولكن الحلويات تأخذ لدينا حيزاً مهماً على المائدة، فبين البقلاوة والكنافة والقلاش تتزين المائدة بحلويات جميلة لا تخلو منها المائدة التركية.الشارع التركي«الحياة نشطة».. هكذا وصفت السفيرة الشارع التركي، وفصلت قائلة: نشهد نشاطاً عاماً، فأماكن الحلويات تلقى كثافة في الإقبال، وهناك طوابير وسرعة في الحركة للوصول على موعد الفطور، ويتم التخابر عن الأذان، للبدء في الإفطار، وهنا نبين أن تركيا كبيرة جغرافياً، ويتم الإعلان عن موعد الفطور حسب المناطق فالحياة جميلة والأجواء الرمضانية تسير بما يحمله الشهر من جمال وخير كثير.وتلفت النظر إلى أمر مميز في تركيا يتعلق بوجود «الأراجوز» وعنه تقول: تتميز ليالي تركيا لدينا بوجود شخصية «الأراجوز» التي تقدم عروضاً مبهجة للأطفال والأسر خلال ليالي الشهر الكريم، وعادة ما يحب الأطفال مثل هذه العروض ويقبلون عليها كثيراً.وعن الأنشطة والفعاليات المقامة تقول: تتم مشاهدة التليفزيون ليلاً لتقديمها البرامج الرمضانية، كما تقوم الجهات المحلية بتنظيم عروض وحفلات رمضانية بدخول مجاني، وهذا يعتمد على الطقس فيمكن تقديم عروض في أماكن مفتوحة تلقى اهتمام وقبول الناس.العمل الخيري سفيرة تركيا هاتون ديمرير تتحدث عن العمل الخير باهتمام كبير، وتربطه بالحياة الرمضانية في تركيا بصفته أساس الشهر الفضيل وعنه تقول نرى موائد الرحمن في الشارع وبجانب المساجد، ونشعر برمضان في كل تفاصيل الحياة في تركيا، فعمل الخير والعطاء يزداد خلال الشهر، ففي تركيا تقوم البلدية على تقديم وتنظيم موائد الرحمن، وقد أخذت في الانتشار والتوسع في السنوات الأخيرة لأن الوضع الاقتصادي تحسن، كما إن عمل الخير والزكاة والمساعدة تلقى رواجاً كبيراً في رمضان، فهو شهر الخير.وعن أشهر المساجد تقول لدينا مساجد كثيرة في تركيا، وهي مساجد عريقة وتاريخية، ولكن مسجد السليمانية له جو خاص، وهو ما نراه في الصور التركية كأحد أشهر المعالم في تركيا، فهو من أهم الآثار المعمارية العثمانية، هذا ويتردد المصلون الأتراك على المساجد بمعدلات أعلى من ذي قبل، فالمساجد في رمضان تكون مكتظة بالمصلين، ويستمتع الناس بصلاة الجماعة.عمل متواصل «العمل في تركيا مستمر وروتين الحياة طبيعي».. هذا ما أوضحته السفيرة التركية بقولها لا يوجد تغيير في مواعيد العمل، ساعات العمل طويلة وساعات الصيام طويلة أيضاً مقارنة بالخليج، ولا يوجد اختلاف في مواعيد العمل، فالحياة تسير على طبيعتها، والمطاعم أيضاً مفتوحة في تركيا خلال الشهر الفضيل، لأن هناك تنوعاً دينياً وثقافياً، إذ يتم احترام رمضان مع إتاحة العيش بشكل طبيعي لغير المسلمين، فنحن لا نرى من يأكل في الشوارع العامة مثلاً، ولكن الحياة تسير بشكل عادي وعلى طبيعتها، والكل يحترم الآخر ويحترم حريته.