فالشعر أجمل ما يكون ببابِهِتسعى لكيْ تحظى بقرب جنابِهِوالقلب يخفق في هوى أحبابِهَبالحبّ والإكرام في ترحابِهِلمّا رماني الدهر من أوْصابِهِوبهمْ تعود إليهِ روح شبابِهِيوما بمن قد ضاق من جلبابهِريحَ الصبا والماء في تسكابِهِويبوح بالقول الجميل النّابِهِللشعر عند ذهابِهِ وإيابِهِأنْ يرتقي سعياً لحسن مآبِهِـإبصار مدّثراً بعين صوابِهِوأسير فوق الماء... فوق حَبابِهِالفينيق ينهض منْ رماد غيابِهِوجْدي تذوب بنارهِ ومصابِهِأملاً وكلّ الخير في استتبابِهِوصفي وإلحاحي لكشف نقابِهِأسعى بجهدي لاكتمال نِصابِهِانحسرتْ أزيد الكأس منْ أعنابِهِأخشى على نفسي بفيض سحابِهِإلا ببحر منْ نمير عبابِهِحلّقتُ شعراً في سماء رِحابِهِوالشعر والكلمات طوع رغابِهِتستلهم المعنى بحلو عتابِهِممهورة سلفاً بختْم كتابِهِأخذتْ بلبّ القلب بلْ بلُبابِهِفي الشعر قد لمعتْ بلمْع شهابِهِشربَتْ وأحلى الشعر منْ أكوابِهِكانتْ تشير إلى رفيع قبابِهِشرفتْ بمقْدمِهِ وحُسنِ جوابِهِوأقام فيها الصرْح منْ آدابِهِوقف الجميع على صدى إعجابِهِلمّا أطلّ بمُزْنِهِ وربابِهِوفصولها اكتملتْ بفصْل خطابِهِوالخير والإحسان ملء إهابِهِفكأنّ كلّ الناس من أترابِهِبجبلّةٍ جعلتهُ من أربابِهِحتّى كأنّ الأمر طوْع طلابِهِفهو الحليم بعفوهِ وعقابِهِمنْ طيب عنصرهِ وطهْر ثيابِهِفليتّقوا الله الذين بِبابِهِقلبي أبثّك نفثةً ممّا بِهِوطني وروحي من غبار ترابِهِحلّو القصيد يكون في إطنابهِطيرٌ يغرّد والغِنا منْ دابِهِـذاك الحسود بحزنِهِ وعذابِهِالأولى وكلّ الشعر منْ أسبابِهِإنْ جاءني أحدٌ بجرْد حسابِهِشهر الصيام بفضلهِ وثوابِهِللهِ داعٍ قام في مِحرابِهِألْقيتُ قافيتي على أعتابِهِوأتيتُ تحملني حروف قصائدٍلبيّتُ دعوتهُ فأسرع خافقيحسبي بأني إذْ أراه يحوطنيويعيدُ أجوائي التي أنسيتهافالشعر ينبض في غرام أحبةٍما كنتُ بِدْعاً في الحروف ولمْ أكنْأنا شاعر غنّى فأطرب حرفُهُينساب حرفي كالنمير نقاؤهُوإذا انزويتُ فإنّ تلك عوائدٌتلقاه مرتفعا وغاية حلـمهويغيب حتّى لا تراه بأعين الـهذا أنا أطأ النجوم بأحرفيلأعود في شرخ الشباب كطائروترى الحسان الغيد حين أبثّهاأنا مذْ نشأتُ أرى الجمال بناظريولذا تراني ما حَييتُ أزيد فيلا أدّعي ما لا أطيق وإنّماأسقي الحروف بكأس خمرٍ كلّماوأبثّ فيها الروح حتّى إننيوأخاف من غرقٍ ولستُ بغارقٍأعني أبا سلمان ذلكم الذيأبلغْ هنالك مَنْ تريد بأنّنيوبأنّ أبياتي وكلّ قصائديهي منه راجعة إليهِ كأنّهاتمضي السنون وللقصائد رنّةٌشوقاً إليهِ نطقتُ كلَّ خريدةٍمنْ كأس حكمتِهِ وروح ودادهِمنذ البداية حينما أنشدتُهاكانتْ بجدحفص الحبيبة حينمادار (سليمان الحكيم) ثوى بهاإنْ أنس لا أنسى البديّع حينماأمْ كيف أنسى في المنامة موقفاًأو فِي المحرّق والمحرّق قصةٌملك أفاء على الجميع بظلّهِوفتىً أبى إلا السماحة والندىفي طيبةٍ وشهامةٍ وتواضعٍيزداد في ضنك الأمور بشاشةًوتراه عند البأس يضحك باسماًورث السماحة كابرا عن كابرٍما قال لا أبداً لطالب حاجةٍإيهٍ أبا سلمان جئتك حاملاًوأنا أبن هاذي الأرض طيب أديمهافاعذر حروفي إنْ أطالتْ إنّمالولا الملامة ما انتهيتُ لأننيفَذَر العذولَ وما يقول وخلّ هـيبقى مقامك في الفؤاد قصيدتي وتظلّ أنت ربيع كلّ قصائديواللهَ أسأل أن يعيد عليكمُويديم نعمته عليكمْ ما دعى
قصيدة الشاعر محمد هادي الحلواجي التي القاها أمس
28 يونيو 2015