تقرير - عبد الله إلهامي: رغم الترخيص لـ 98 جمعية خيرية حتى أبريل الماضي، إلا أن بعضاً من هذه الجمعيات وبحسب رأي نواب ورؤساء جمعيات خيرية، توجه الأموال التي تجمعها لدعم أعمال الشغب من خلال الصرف على عبوات البنزين والإطارات المستخدمة لترويع الآمنين. النواب ورؤساء الجمعيات طالبوا بفرض أقصى العقوبات على من وراء هذه الأعمال وتتبع مصادرها والقائمين عليها، مؤكدين الحاجة لإغلاق الجمعيات الخيرية إذا ثبت تورطها في الإرهاب بناءً على توصيات المجلس الوطني، كما تعاقب المادة «14» من المرسوم الصادر عن جلالة الملك طبقاً لتوصيات المجلس الوطني، بالسجن المؤبد أو السجن الذي لا يقل عن 10 سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن 100 ألف دينار ولا تجاوز 500 ألف دينار، كل من جمع أموالاً لغرض إرهابي.وقالت النائبة سوسن تقوي إن الجمعيات الخيرية والدينية يجب أن تنفذ السياسات والآليات التي رخصت لأجلها، إذ إن البعض منهم استغل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وفهمه الخاطئ للديمقراطية في التعدي على القانون، كما إن توصية المجلس الوطني بتجفيف منابع الإرهاب، دليل وجود دعم خفي.وأضافت أن هناك فئة من المواطنين تدعي بأن لديها مطالب معيشية، في حين أنها توجه الأموال التي تجمعها لدعم أعمال الشغب من خلال الصرف على عبوات البنزين والإطارات المستخدمة لترويع الآمنين، لذلك نطالب بفرض أقصى العقوبات على تلك الأعمال بعد تتبع مصادرها والقائمين عليها، فهم المسؤولون بشكل رئيسي أمام القانون البحريني.وأشارت إلى أنه لو أن أموال الزكاة والتبرعات توجه لأصحابها بشكل صحيح لما ظل في المملكة محتاج، لذلك فيجب على تلك الجمعيات جميعها أن يكون لديها آلية ورقابة صحيحة كي لا تتحول أهدافها إلى المحاصصة، مشددة على أن المسؤولية الكلية تقع على عاتق وزارتي العدل والتنمية في محاسبة المخالفين على ضوء القانون والمذكرة تفسيرية لقانون الجمعيات السياسية، كما حدث مع جمعية أمل في السابق وأصدر الحكم بإغلاقها.وزارة التنمية الاجتماعية سبق وأن بينت أن جميع المتقدمين لطلب الترخيص يتعهدون بالقرار الوزاري رقم 27 لسنة 2006 بشأن نظام الترخيص للجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية الخاضعة لإشراف الوزارة بجمع المال، حيث يجب على المتقدمين طباعة اسم الجمعية أو النادي على جميع المطبوعات الخاصة بهم، وتقديم كشف للوزارة يظهر حصيلة التبرعات والمفردات والإيرادات والمصروفات مشفوعة بالمستندات الدالة على صحتها خلال 15 يوماً من تاريخ انتهاء المدة المحددة لجمع المال.كما إن من بين الشروط أن يكون الغرض من جمع المال مرتبطاً بمشروع أو نشاط يقام في تاريخ ومكان محدد أو مناسبة معينة أو لمواجهة ظروف طارئة، ولا يجوز استعمال الأموال المحصلة في غير الغرض الذي جمعت من أجله إلا بموافقة الوزارة، وألا تزيد المدة المحددة لجمع المال عن شهرين من تاريخ صدور الترخيص، ولا يجوز منح ترخيص جديد لجمع المال إلا بعد تصديق الوزارة على تصفية التراخيص السابقة.بدوره شدد رئيس جمعية الآل والأصحاب عبدالناصر العبيدلي على إغلاق الجمعيات الخيرية التي يقوم عليها أصحاب الأيادي السوداء ممن يستغلون طيبة أهل البحرين، وحرصهم على التبرع والمساهمة في الخير، بتوجيه أموالهم إلى ما يضرهم، لذلك يجب على المجتمع أن يعي بشكل أكبر ويتأكد من قنوات التبرع تلك ويبتعد عن التي تسعى للإضرار بالوطن والمواطن والتضييق عليهم.وأوضح أن الأصل يكمن في توجيه الدعم إلى مستحقيه، خدمة للمحتاجين والفقراء، وأن تصرف تلك المبالغ في أوجهها الصحيحة التي تنمي الفرد والمجتمع، ولا تكون معول هدم، مؤكداً أن المراسيم التي أصدرها جلالة الملك حيال ذلك، وتوجيهات الحكومة تأتي من باب الحرص على إدامة الأمن والأمان، ونحن كجمعية خيرية نقف مساندين لذلك بشكل قاطع، من أجل تشديد العقوبات على مخالفي تعهدات ترخيص تلك الجمعيات، التي ينبغي عليها خدمة المجتمع، وكل ذلك بهدف الوقوف في وجه من يستغل المجتمع في تعزيز الفساد وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.ويعاقب القانون بالحبس وبغرامة لا تتجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بجمع أموال للأغراض العامة دون الحصول على ترخيص وفقاً لأحكام هذا القانون، ويعتبر جمع المال لغير الأغراض العامة المنصوص عليها في هذا القانون ظرفاً مشدداً. ويعاقب على مخالفة باقي أحكام هذا القانون والقرارات الصادرة تنفيذاً له بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز خمسمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين. وفي جميع الأحوال تقضي المحكمة بمصادرة الأموال التي تم جمعها أو أية أموال مساوية لها في القيمة تكون مملوكة لمرتكب الجريمة، وتؤول الأموال محل المصادرة لصالح الأعمال الخيرية التي تحددها الوزارة.أما رئيس جمعية التربية الإسلامية الشيخ عصام إسحاق فأكد أن من يتورط في صرف صدقات وزكوات المسلمين التي استأمنوا عليها من الناس لدعم الإرهاب لابد أن يتعامل معه بالحزم والحسم المناسب، وأن يكون ذلك رادعاً لأية مؤسسة يسول لها نفسها الإفساد في الأرض، مؤكداً أن الأصل في الجمعيات الخيرية أن لا تفعل ذلك.وأضاف: لا شك في أنه ليس هناك إنسان سوي لا يعرف خطر الإرهاب وضرورة اجتثاثه، فهو يتمثل في ترويع الآمنين وتخريب المؤسسات ومرافق الدولة وإيذاء الناس، وكل دولة قائمة على أسس سليمة عليها أن تفعل اللازم لمحاربة الإرهاب وإقامة دعائم العدل، الذي لا يمكن أن يستقيم والإرهابيون يرتعون بلا حسيب أو رقيب.