القاهرة - (وكالات): أعلن الجيش المصري أنه قتل 100 إرهابي في الهجمات التي شنها متطرفون على نقاط تفتيش في محافظة شمال سيناء. وهي هجمات أسفرت أيضاً عن مقتل 17 من أفراد الجيش بينهم 4 ضباط.وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون المصري إن قوات الجيش تواصل ملاحقة المتشددين «لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود» من شمال سيناء. وقالت وكالة فرانس برس في وقت سابق، «قتل 70 شخصاً من الجنود والمدنيين أمس و38 إرهابياً من صفوف الفرع المصري لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في هجمات واشتباكات غير مسبوقة في مدينة الشيخ زويد في سيناء استخدمت فيها مصر طائرات «إف 16»»، بينما تعرضت مدن مصرية عدة لأكثر من 17 تفجيراً في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، راح ضحيتها عدد من المدنيين والإرهابيين، وذلك بعد يوم واحد من جريمة اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات في تفجير كبير لسيارته بحي مصر الجديدة في القاهرة.وشن مقاتلو التنظيم الإرهابي هجمات على حواجز للجيش ومنشآت أمنية أخرى في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء وهي الهجمات الأكثر تنظيماً وقوة منذ بداية الاضطرابات إثر عزل الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013.وانسحب المقاتلون من المدينة بعد 8 ساعات من المواجهات، وفق ما أكد مسؤولون.في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة المصرية مقتل 9 مطلوبين من جماعة الإخوان خلال مداهمة شقة في حي 6 أكتوبر غرب القاهرة قالت جماعة لإخوان المسلمين إنهم جميعهم من قياداتها، في حين قال محام للجماعة إن بينهم ناصر الحوفي القيادي في الجماعة والنائب السابق.وتعتبر منطقة شمال سيناء الواقعة شرق البلاد معقلاً لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي الذي بات يطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء» منذ أن بايع تنظيم الدولة «داعش» المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا. وقال مسؤول كبير في الجيش في وقت سابق «إنها حرب (...) لم نشهد مثل هذا العدد من الإرهابيين ونوعية الأسلحة المستخدمة من قبل». واعتلى مسلحون أسطح البنايات وأطلقوا النيران من مدافع الأر بي جي على قسم شرطة الشيخ زويد بعدما لغموا الطريق المؤدي له لمنع وصول أي إمدادات للقسم، حسبما قال عقيد في الشرطة. وقصفت طائرات «اف 16» مصرية مواقع المقاتلين في الشيخ زويد شرق العريش، حسبما أفاد مسؤول أمني وشاهد عيان في المدينة. وقالت المصادر الأمنية والطبية إن معظم القتلى من الجنود وبينهم مدنيون، فيما قتل 38 إرهابياً في المواجهات المستعرة. وأوضحت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة على موقعها الإلكتروني إن 60 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح في المواجهات. وحذر مسؤول طبي من أن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر بكثير دون أن يكون بوسعه ذكر عدد محدد، وأضاف المسؤول لاحقاً «الضحايا يتوافدون ولا يمكن حصر الأعداد الآن». وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعازيه لمصر بعد هذه الهجمات، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وتبنى فرع تنظيم الدولة «داعش» في مصر «ولاية سيناء» هذه الهجمات الدامية ضد الجيش. وأوضحت مصادر أمنية أن الهجمات تمت باستخدام «سيارة مفخخة وقذائف هاون وقذائف ار بي جي»، مشيرة إلى أن «الهجمات أدت إلى تدمير كبير للغاية في حاجزي أبو رفاعي وصدر أبو حجاج في الشيخ زويد».وتجري اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الجيش تستخدم فيها مروحيات الأباتشي العسكرية بحسب نفس المصادر. من جانبه أوضح الناطق باسم الجيش المصري في بيان على صفحته على فيسبوك أن «قرابة 70 عنصراً إرهابياً هاجموا 5 كمائن «حواجز» في قطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن». وقال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب إن مصر في حالة حرب.وعلى ضوء هذه الهجمات، أقرت الحكومة المصرية قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب يطالب خصوصاً بتسريع إجراءات الاستئناف، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.وينتظر أن يصادق الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة على القانون بعدما وعد بتشديد التشريعات من أجل «مكافحة الإرهاب». وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من اغتيال النائب العام هشام بركات في القاهرة وقبل يومين من الذكرى الثانية لعزل مرسي على يد الجيش في يوليو 2013. وبركات أرفع مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات متطرفة تنفيذها رداً على الاعتقالات والأحكام التي صدرت بحق متطرفين منذ الإطاحة بمرسي في يوليو 2013.وتعرضت مدن مصرية عدة لأكثر من 17 تفجيراً في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، راح ضحيتها عدد من المدنيين والإرهابيين. وتحدث هذه الاعتداءات رغم اتخاذ الجيش المصري إجراءات أمنية للحد من هذه الهجمات منها إقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة كذلك فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في قطاعات كبيرة من شمال سيناء. ووفقاً للسلطات قتل مئات الشرطيين والجنود في هجمات شن القسم الأكبر منها الإرهابيون في شمال سيناء منذ 2013. وقتل في بعض الهجمات أيضاً شرطيون وجنود في القاهرة.من جهة أخرى قتل 9 مطلوبين من قيادات الإخوان بينهم ناصر الحوفي أحد قيادات الجماعة والعضو السابق في مجلس النواب المسلمين خلال عملية مداهمة نفذتها الشرطة المصرية، بحسب مسؤولين في الشرطة ومحام من الجماعة. وقالت جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي إن القتلى جميعهم من قياداتها.من جهة أخرى كشفت مصادر أنه سيتم التحقيق مع مرسي، بخصوص علامة «الذبح» التي يظهر وكأنه أشار بها داخل قفص الاتهام، خلال محاكمته في قضية التخابر مع قطر، وذلك بعد وقت قليل من حادث اغتيال النائب العام هشام بركات. وسيتم التحقيق معه لمعرفة ما إذا كان متورطاً في حادث الاغتيال أم لا، إضافة إلى التحقيق مع بعض قيادات الإخوان المسجونة على ذمة بعض القضايا، بشأن الحادث.يذكر أن مرسي ظهر في قفص الاتهام في فيديو، وكأنه يشير بعلامة الذبح فيما قيل إنها رسالة لمدير مكتبه أحمد عبدالعاطي وبعض المتهمين الآخرين، بعد وقوع حادث اغتيال النائب العام مباشرة.
الجيش المصري: مقتل 100 إرهابي و17 عسكرياً في هجمات شمال سيناء
02 يوليو 2015