كتب - حذيفة إبراهيم:جسدت الشراكة المجتمعية أمس بالمحافظة الجنوبية صورة للتلاحم فيما بين المواطنين ورجال الأمن، بعد مشاركة المتطوعين في الحفاظ على أمن وسلامة المساجد، بالتعاون مع رجال الشرطة.وتواجد المتطوعون مع رجال الأمن، وأغلقوا المنطقة الواقعة بالقرب من جامع أهل البيت، ولمسافة 200 متر، كما تم تفتيش جميع المصلين والداخلين للمسجد من رجال شرطة المجتمع.وشهدت جميع مساجد البحرين وجود متطوعين من أهالي المنطقة والمسجد، للحفاظ على الأمن، والمساهمة في عمليات التفتيش، وغيرها مما قد يحتاجه رجال الأمن، فيما تواجدت أيضاً عناصر من الشرطة النسائية بالقرب من مصليات النساء.ومنعت سهولة الإجراءات الأمنية وجود أي ازدحامات أو تذمر من المواطنين، الذين أثنوا على دور رجال الأمن والمتطوعين في الحفاظ على اللحمة الوطنية، وعلى أمن وسلامة الوطن والمساجد ودور العبادة من أيدي العابثين.وقالوا إن تلك الإجراءات إنما تجسد لحمة الشعب البحريني، إذ يوجد متطوعين شيعة يقفون قرب مساجد السنة، والعكس أيضاً، دون تفرقة من بين أي من المتواجدين هناك، في مشهد يعكس طبيعة شعب البحرين الأصيلة.من جانبه، قال محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة إن الشراكة بين المواطنين ورجال الأمن مستمرة، وهي على ثلاث مستويات، المساهمة في التنظيم، والإسعافات الأولية للمصابين في حالات الكوارث، ومساعدة رجال الدفاع المدني في حال وجود أي مشاكل.وأشار في تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش زيارته لمسجد أهل البيت في مدينة عيسى، إن جميع التحركات الأمنية بالبحرين هي ضمن توجيهات وزير الداخلية، للاهتمام بجميع مناطق البحرين.وتابع نتواجد في مدينة عيسى، والتي تضم جميع طوائف المملكة منذ تأسيسها وحتى الآن نرى في المسجد إجراءات أمنية حازمة وشراكة مجتمعية من الأهالي، وهي بناء على توجيهات وزارة الداخلية باستحداث برنامج المتطوع الأمني.وأوضح أن البرنامج يعد تكملة للجهود التي بذلتها الجنوبية منذ سنوات عديدة في تدريب وتأهيل الكوادر المدنية لمعاونة رجال الأمن وقت الحاجة، وحينها كان يطلق على البرنامج اسم «برنامج الحمية».وقال إن تلك الجهود تساهم في جمع الوحدة الوطنية والحفاظ على اللحمة، تفادياً لأي تهديد خارجي قد يطرأ علينا في مختلف المناطق، مشيراً إلى أن تلك الجماعات لديها نمط مستمر في عملياتها، ولكن في البحرين لا يوجد تهاون أو مساومة على أرواح الناس، ويجب بذل أقصى درجات الحذر في هذا الأمر الدخيل على المجتمع البحريني، الذي يجب نبذه.وطالب محافظ الجنوبية من المواطنين تعاونهم مع رجال الأمن، مشيراً إلى وجود تقبل تام من قبل المواطنين للإجراءات الأمنية، كونها وصلت لـ«تهديد الأرواح»، وكل ما نراه من تعاون إيجابي نحث عليه.من جهته، قال مدير شرطة المحافظة الجنوبية الشيخ خليفة بن أحمد إن المتطوعين أبدوا نجاحهم منذ اليوم الأول في المحافظة الجنوبية من خلال برنامج «حمية» والذي كان له شعار ولبس خاص، مشيراً إلى أنه تم استدعائهم للمشاركة في الحفاظ على الأمن.وقال لـ«الوطن» إن التعاون واضح من خلال الشراكة المجتمعية والترابط، وليس هناك أي تذمر من المواطنين حول إغلاق بعض الشوارع أو عمليات التفتيش للداخلين إلى المسجد، كون الأمور في مصلحتهم.وتابع الإجراءات الموجودة حالياً ليس دائمة، وهي حالة استثنائية تتطلب ذلك، ونرفع أو نخفض درجات الاستعداد بحسب التهديدات.وتواجد القائمون على المسجد من أهالي مدينة عيسى إلى جانب رجال الأمن، وذلك لتمييز الوجوه، ومعرفة الأشخاص الذين لم يترددوا سابقاً إلى المسجد بهدف إبلاغ الشرطة المتواجدة هناك، فيما قضت صلاة الجمعة في مساجد المحافظة الجنوبية بكل أمان ويسر.ولم تشهد أي من مساجد المحافظة الجنوبية تذمراً من المواطنين حول الإجراءات الأمنية الموجودة، والتي ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب وجود بعض التهديدات الإقليمية، فيما أشاد العديد من المواطنين برجال الأمن والمتطوعين في المملكة.إلى ذلك، قال مسؤول منطقة مسجد أهل البيت النقيب محمد السماهيجي، إن الشرطة حافظت على الأمن من خلال 15 عنصر أمني و10 من المتطوعين لمساعدة رجال الأمن في معرفة الأشخاص والتعرف إليهم.وقــــال لـ«الوطــن»، طوقنــا المنطقــة بحوالي 200 متر بعيداً عن المسجد، والعناصر الأمنية متواجدة لتفتيش المصلين، وهناك أيضاً مشاركة للشرطة النسائية في الحفاظ على الأمن وتفتيش المصليات.وأوضح أن الأمور جرت بـ«سلاسة كبير» والمتطوعين أبدوا جهداً كبيراً في الحفاظ على الأمن، مشيراً إلى أن المواطنين تقبلوا تلك الفكرة ولم يتذمروا من بعد المسافة التي يسيرونها.من جانبها، قال الملازم أول سارة ناجي الهاشل، مشرفة دخول النساء في مسجد أهل البيت، إن الوضع كان «طبيعياً» والجميع متعاون من قبل النساء، ولم يتواجد أي تذمر أو شكوى حول التأخير أو التفتيش.وحول الشراكة مع المتطوعين، أكدت الهاشل أن الشراكة قديمة فيما بين المواطنين ورجال الأمن، والجميع متعاون دون أي تخاذل.أما مسؤول التفتيش في المسجد، الشرطي إبراهيم عبدالله، فأشار إلى أن التعاون ما بين المتطوعين ورجال الشرطة كبير، وأن إدارة المسجد زودتهم بكل ما يحتاجونه من متطوعين، مؤكداً أن وزارة الداخلية تمارس واجبها على أكمل وجه.وقال إنه فتش جميع المصلين الداخلين، ولم يكن هناك أي مشاكل، وهي مجرد احتياطات أمنية، وكل شيء سار على ما يرام. وفي السياق نفسه، أشار إمام جامع مدينة عيسى الشمالي محمد رضا، إن على الخطباء في البحرين أن يكونوا متلاحمين، ويسعوا للتلاحم بين صفوف المجتمع، مشيراً إلى أن الأخوة بين السنة والشيعة في البحرين قديمة وموجودة، وليست هناك أي مشاكل.وتابع» هذا الوضع الأمني الذي نراه هو للحفاظ على أمن الجميع، والمتطوعين يحافظون على أنفسهم وعلى أصدقائهم، ونشكر جهاز الأمن على الوضع القائم وجهودهم في حفظ الأمن.وأشار إلى ضرورة أن يكون الإمام المعتلي لمنبر الجمعة ليس متشدداً، وأن يكون الهدف له دائما هو توحيد صفوف المسلمين كافة.أما مسؤول المتطوعين في منطقة مدينة عيسى، محمد نبيل، فأشار إلى أنه يعمل في شركة خاصة، إلا أن دافعه للتطوع هو من منطلق ديني ووطني، ولحماية الأرواح الموجودة من أي طارئ.وقال إنه لبى نداء الوطن في التطوع، وأنه يجب على الجميع أن يتطوعوا حفاظاً على أرواحهم، مشيراً إلى أن المواطنين متقبلين لتلك الفكرة ولا يمانعونها.أما خليل العرادي، فهو من قاطني مدينة عيسى، ومتقاعد من أجهزة الدولة، قال إنه تطوع من قبل الدافع النفسي والمعنوي للقيام بواجبه تجاه وطنه، حتى بعد أن خدم طيلة فترة حياته في التحقيقات الجنائية.وأضاف أن البحرين أسرة واحدة، وهناك في مدينة عيسى تقارب وتآلف، ولا يوجد ما يفرق البحرينيين عن بعضهم البعض.وقال الحمدلله الأمور بخير وتسير على ما يرام وبسلاسة، والناس متقبلين جداً لصدر رحب، وستكون عادية جداً كباقي الأيام.من جانبه، قال المتطوع جعفر حسن، إن مهمته تتلخص في مساعدة رجال الأمن في التفتيش وتعريفهم على المصلين، كونه يعرف أهالي المنطقة كاملة، مشيراً إلى أن الأوضاع هادئة، والناس متقبلين للتفتيش والإجراءات الأمنية بصدر رحب كونها لمصلحتهم في الأول والأخير.