عواصم - (وكالات): دارت معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة، والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، جنوب اليمن، فيما قتل العشرات من ميليشيات الحوثيين في غارات للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية على مدينتي حجة وعدن، بينما وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة صنعاء في مسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان.وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، أشارت مصادر ميدانية إلى أن طيران التحالف العربي شن غارات عدة استهدفت عربتين وناقلة جند للمتمردين في ضواحي بئر أحمد وأدت إلى سقوط 8 قتلى في صفوفهم.وأكد مسؤول حكومي أن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية في المنصورة وبئر فضل وحي الإنشاءات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وتابع أن 3 قذائف استهدفت روضة أطفال في حي الإنشاءات يتخذها النازحون ملاذا لهم، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم طفل ووالده وجرح 11.وأكدت مصادر طبية حصيلة القتلى المدنيين.والضحايا هم من اللاجئين الصوماليين، وفقاً لمصدر طبي آخر. وقالت مصادر ميدانية في بئر أحمد إن مسلحي «المقاومة الشعبية» حافظوا على مواقعهم في محيط اللواء 31 مدرع وسط اشتباكات عنيفة مع الحوثيين.وقال شهود عيان إن تعزيزات لـ «المقاومة الشعبية» وصلت إلى جبهة بئر أحمد بقيادة نبيل المشوشي وتمكن من التصدي للحوثيين في الجهة الغربية من المنطقة.وفي مديرية دار سعد تركزت المواجهات في قرية مصعبين والبساتين حيث شهدت حرب شوارع بين الطرفين خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، بحسب مصادر في «المقاومة الشعبية». وأوضحت المصادر أن طيران التحالف شن غارات عدة على الأطراف الشمالية والشرقية لمديرية دار سعد مستهدفاً تجمعات ومركبات عسكرية للحوثيين، من دون أن يعرف بعد حجم الأضرار، مؤكدة أن مسلحي «المقاومة» أحرزوا تقدماً بسيطاً في جبهة معسكر سلاح المهندسين. وأفاد شهود عيان بأن الحوثيين وقوات صالح منعوا المواطنين من الدخول والخروج عند مداخل عدن الثلاثة، كما قاموا بمصادرة مركبات وشاحنات محملة بالبضائع والخضروات حاولت الدخول إلى المدينة عن طريق التهريب وفي طرق صحراوية وعرة.وفي لحج، قتل 19 من الحوثيين وقوات صالح في اشتباكات مسلحة مع «المقاومة الشعبية» في مناطق متفرقة في المحافظة، حسبما افادت مصادر عسكرية موالية للرئيس هادي. وذكرت المصادر أن هجوماً مباغتاً شنه مسلحو «المقاومة الشعبية» على تجمع للحوثيين في منطقة الوهط، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً وعدد من الجرحى.وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة بلة المطلة على قاعدة العند الجوية بين «المقاومة الشعبية» والحوثيين المدعومين بقوات صالح، حيث تمكن الفريق الأول من استعادة موقعين في المنطقة، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الحوثيين وصالح، فيما قتل اثنان من «المقاومة الشعبية» وجرح 4.في غضون ذلك، وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء، في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، ما يسمح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان.وقال المبعوث الأممي «نحن نكثف جهودنا من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة التي أصبحت كارثية بالنسبة إلى الشعب اليمني».وأضاف في تصريح مقتضب في مطار صنعاء «نبحث في التوصل إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن» وتكثيف الجهود «للتوصل إلى حل سلمي دائم ويسمح بالرجوع الى طاولة الحوار». واعلنت الامم المتحدة الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، في اليمن حيث بات اكثر من 21.1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة إلى مساعدة انسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9.4 ملايين من شح المياه.وفشلت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي بين ممثلين للحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين.وسيطر الحوثيون منذ يوليو 2014 على مناطق واسعة في اليمن. ومنذ 26 مارس تقود السعودية تحالفاً عسكرياً لمواجهة تقدم هؤلاء وحلفائهم، بطلب من الرئيس هادي.