عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر إيرانية أن «3 قضايا، هي العقوبات ومدة الاتفاق الشامل والأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني، مازالت تعيق التوصل إلى اتفاق شامل بين إيران ومجموعة 5+1، خلال المباحثات النووية التي تجرى في العاصمة النمساوية فيينا، بينما ذكر دبلوماسيون أن «هناك خلافات حول رفع العقوبات على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية حيث تريد إيران من الأمم المتحدة رفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة»، فيما أكد مسؤول إيراني أن «بلاده قدمت تنازلات في المفاوضات النووية»، قبل أن يؤكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه «مازالت هناك بعض الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني حيث تنتهي اليوم مهلة التوصل لاتفاق لإنهاء النزاع المستمر منذ 12 عاماً»، في الوقت الذي عقد فيه وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 اجتماعاً في فيينا لاستعراض وضع المفاوضات عشية انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني.والتقى وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا للمرة الأولى منذ استئناف المفاوضات رسمياً قبل 10 أيام في العاصمة النمساوية.وقال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن من بين القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نووي الخلاف بشأن عقوبات الأمم المتحدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.وقال دبلوماسي غربي «يريد الإيرانيون رفع العقوبات عن الصواريخ الباليستية، ويقولون إنه لا يوجد سبب لربطها بالمسألة النووية وهي وجهة نظر من الصعب قبولها، ولا توجد رغبة في ذلك من جانبنا». وأكد مسؤولون غربيون وإيرانيون وجهة النظر تلك. وبشكل منفصل أبلغ مسؤول إيراني الصحفيين في فيينا أن طهران تريد رفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة أيضاً.ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية عن موفدها إلى فيينا لتغطية المفاوضات، أن مصادر إيرانية مطلعة ذكرت أن الخلافات مازالت جارية حول هذه القضايا.وبحسب المصادر، فإن «الخلاف الأهم هو حول المدة الزمنية للاتفاق، حيث يريد الجانب الغربي فرض قيود لمدة 10 إلى 12 عاماً على برنامج إيران النووي لاختبار مدى التزام طهران بتجميد برنامجها مقابل رفع العقوبات تدريجياً، وذلك وفقاً لاتفاق لوزان الإطار الذي تم في 2 أبريل الماضي، فيما ترفض إيران هذه المدة».أما الخلاف حول الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني، مازال يدور حول مطالبة الغرب لإيران من أجل السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارات مستمرة للمواقع العسكرية الإيرانية المشتبه بقيامها بتجارب نووية، وسط رفض إيراني.وقبل 24 ساعة لانتهاء الموعد النهائي المقرر للمفاوضات، أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في العاصمة النمساوية فيينا، محادثات مع نظرائه الروسي والبريطاني والفرنسي، في إطار المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وأكد ظريف في تصريحات صحافية أن جميع الأطراف تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل قبل المهلة المحددة، غير أنه أشار إلى «وجود بعض النقاط العالقة والتي تحتاج إلى حل»، مشدداً على أن «نتائج المفاوضات لاتزال غير محددة».وقال ظريف «ليس هناك شيء واضح بعد، بعض الخلافات لاتزال قائمة ونحاول ونعمل بجد». ويهدف الاتفاق الذي تجري مناقشته بين إيران والقوى الست إلى تقييد الأنشطة النووية الإيرانية الحساسة لمدة 10 سنوات أو أكثر مقابل تخفيف العقوبات التي تشل الاقتصاد الإيراني.وتتفاوض واشنطن على الاتفاق ضمن مجموعة من القوى الكبرى التي تتضمن أيضاً بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. والاتفاق بمثابة مبادرة كبرى بالنسبة لكل من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني. ويواجه أوباما وروحاني شكوكا من المتطرفين الأقوياء في الداخل.من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الاتفاق أصبح في متناول اليد وأضاف «المهم هو أن تتخذ جميع الأطراف خاصة الولايات المتحدة وإيران قراراتها النهائية بأسرع وقت ممكن».وقال مسؤول إيراني لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إن المحادثات قد تستمر حتى 9 يوليو الحالي مكرراً ما قاله بعض الدبلوماسيين الغربيين. لكن كيري قال إن المفاوضين مازالوا يستهدفون الالتزام بالموعد النهائي اليوم الذي حددوه عندما انقضت المهلة النهائية الأصلية في 30 يونيو الحالي.ويتعين على أوباما عرض الاتفاق على الكونغرس في 9 يوليو الحالي من أجل التعجيل بمراجعة تستمر 30 يوماً. وإذا ما تم عرضه بعد هذا التاريخ سيستغرق الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون 60 يوماً لمراجعته وهو ما سيزيد فرص فشل الاتفاق.في الوقت نفسه قال مسؤول إيراني إن وفدين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعقدان محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في أعقاب زيارة قام بها مدير الوكالة يوكيا أمانو لطهران الأسبوع الماضي.وتريد القوى العالمية أن تمنح إيران حرية وصول أكبر لمفتشي الوكالة والرد على أسئلتهم بشأن النشاط النووي السابق الذي ربما كانت له أغراض عسكرية. واعلن مسؤول ايراني ان على وزراء مجموعة 5+1 وايران، التوصل الى حلول لآخر «المسائل الصعبة» من أجل تسهيل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي.وقال المسؤول «قبل 3 أشهر، كان العدد الكبير من المسائل المتصلة بالموضوع النووي أو برفع العقوبات لم يحل بعد، لكن اليوم لم يبق منها غير عدد ضئيل يجب أن يعالجها الوزراء»، واصفاً إياها بأنها «مسائل صعبة».وأضاف «لقد قدمنا عدداً من التنازلات وأبدينا مرونة، الجميع فعل ذلك، ولولا ذلك لما كان هناك مفاوضات»، مذكراً بأن مبدأ التفاوض هو «اعط، تعط».وبموجب الاتفاق المنشود يفترض أن توافق طهران على حد برنامجها النووي الذي تؤكد أنه سلمي بحت، ووضعه تحت رقابة دولية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها منذ عقد من الزمن.وأجاب رداً على سؤال حول إمكانية مواصلة المفاوضات بعد المهلة المحددة اليوم، أكد المسؤول الإيراني «إن كنا بحاجة للبقاء بضعة أيام إضافية في فيينا فذلك أفضل بكثير من العودة إلى الديار ثم المجيء مجدداً».وتابع أن مبدأ عودة العقوبات بصورة تلقائية في حال انتهاك إيران لالتزاماتها «لا يتعلق فقط بطرف من الأطراف». وأضاف «إن جميع الأطراف وليس طرفاً واحداً منها يحق له ذلك». ويعتبر الإيرانيون أن طهران يمكنها أيضاً استئناف برنامجها النووي إن لم تحترم القوى العظمى التزاماتها. ولفت إلى أن «المشكلة لم تحل بعد» في ما يتعلق بآلية عودة العقوبات تلقائياً.