ألمانيا مستعدة لاحتمال خروج اليونان من «اليورو»عواصم - (وكالات): وعدت اليونان بالبدء بإصلاح نظامي التقاعد والضرائب اعتباراً من الأسبوع المقبل كما طلبت الجهات الدائنة مقابل قرض من منطقة اليورو على 3 سنوات لإنقاذ نظامها المالي المهدد بالانهيار، بينما قال متحدث باسم وزارة المالية الألمانية اليوم إنه سيكون من الضروري التفكير في خيارات أخرى في حال عدم توصل اليونان ودائنيها الأوروبيين إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل لبدء المحادثات بخصوص برنامج إنقاذ ثالث، بما في ذلك خروج أثينا من منطقة اليورو، في حين طمأن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الأوروبيين مؤكداً أن أثينا ستفي بالمطالب الأوروبية لإنقاذ البلاد من أزمتها معرباً عن أمله أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في أن تتمكن بلاده من تلبية مطالب الدائنين بحلول انتهاء المهلة المحددة لها، داعياً إلى عدم السماح بـ «انقسام» أوروبا، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أوروبيون من عدم التوصل لاتفاق قبيل «قمة حاسمة» تعقد الأحد المقبل.وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي غداة قمة لمنطقة اليورو حددت لليونان مهلة حتى الأحد المقبل لتقديم إصلاحات ذات صدقية وتفادي «الفوضى في البلاد»، قال تسيبراس «أمل أن ننجح في الأيام المقبلة في تلبية ما يتطلبه الوضع لما هو في مصلحة اليونان ومنطقة اليورو».وناشد شركاء بلاده «دعونا لا نسمح لأوروبا بأن تنقسم» مشدداً على أن الرهان «ليس مصلحة أوروبا الاقتصادية فحسب بل كذلك الجيوسياسية».وتنتظر منطقة اليورو التي باتت تتحدث صراحة عن «سيناريو أسود» مع احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل، من أثينا أن تقدم برنامج إصلاحات يتيح استئناف المفاوضات حول خطة مساعدة مالية. وبعد الاستفتاء الذي هز أوروبا الأحد الماضي ورفض اليونانيون فيه بغالبية ساحقة خطة الدائنين التي كانت تطالب بمزيد من التقشف، انتقد تسيبراس الحلول التي تتسبب بـ «انكماش» اقتصادي قائلاً «إن بلادي كانت منذ 5 سنوات مختبراً للتقشف، لكن التجربة لم تنجح» بالرغم من «جهود التصحيح الهائلة» التي واقفت البلاد على الخضوع لها.ووعدت اليونان بالبدء بإصلاح نظامي التقاعد والضرائب اعتباراً من الأسبوع المقبل كما طلبت الجهات الدائنة مقابل قرض من منطقة اليورو على 3 سنوات لإنقاذ نظامها المالي المهدد بالانهيار.وقالت وزارة المالية في رسالة الى منطقة اليورو «نقترح أن نطبق على الفور مجموعة إجراءات اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل وتشمل إصلاح نظام الضرائب والتقاعد» إذا كان القرض من آلية الاستقرار الأوروبية جاهزاً.وبعد تقديم اليونان اقتراحاتها، يتحتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل أي مع انعقاد قمة طارئة لرؤساء الدول والحكومات الأوروبية الـ 28.وأعلن متحدث باسم آلية الاستقرار الأوروبية أن منطقة اليورو تلقت من الحكومة اليونانية طلباً للحصول على برنامج مساعدة جديد وهو طلب كان مرتقباً بعد القمة الطارئة أمس الأول.ورأى المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي أن التوصل إلى اتفاق مع اليونان أمر «ممكن» و«ضروري» إلا أنه يتوقف على قدرة أثينا على تقديم اقتراحات إصلاحات جديرة بالمصداقية.من جهته حذر حاكم البنك المركزي الفرنسي كريستيان نواييه من خطر انتشار «الفوضى» و«الاضطرابات» في اليونان حيث بات «الاقتصاد على شفير الانهيار».وفي روما دعا وزير المالية بيار كارلو بادوان إلى مساعدة اليونان على البقاء في منطقة اليورو وعلى استعادة النمو.وتمكنت اليونان من جمع 1.625 مليار دولار من خلال عملية اكتتاب على سندات خزينة لمدة 6 اشهر بنسبة مماثلة لمستواها في عملية الاكتتاب الأخيرة قبل شهره وقدرها 2.97%، بحسب ما أعلنت وكالة الدين اليونانية.من جهته، قال المتحدث باسم وزارة المالية الألمانية مارتن ياجر إنه سيكون من الضروري التفكير في خيارات أخرى في حالة عدم توصل اليونان ودائنيها الأوروبيين إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل لبدء المحادثات بخصوص برنامج إنقاذ ثالث، مشيراً في رد على سؤال عن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو إلى أن الحكومة الألمانية مستعدة لكل التطورات المحتملة.