أكد حقوقيون أن الأمير الراحل سعود الفيصل شخصية لن تتكرر في السياسة السعودية والعربية عموماً، لافتين إلى أن شعب البحرين لن ينسى مواقف «مهندس السياسة» الداعمة للمملكة في أزماتها منذ ثمانينات القرن الماضي مروراً بأزمة 2011.وقال الحقوقيون في تصريحات لوكالة أنباء البحرين، إن دور سعود الفيصل كان بارزاً في القرارات المصيرية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، إذ اتسمت بالثبات والانحياز لمصالح الشعوب العربية والخليجية والإسلامية، وبصماته حفرت في تاريخ السياسة السعودية وامتد أثرها على مجمل السياسة العربية خلال 4 عقود قضاها وزيراً للخارجية السعودية.وقالت رئيس جمعية المحامين البحرينية هدى المهزع، إن الأمة الإسلامية والعربية فقدت رمزاً من رموزها لن يتكرر، حيث يعتبر الأمير سعود الفيصل صرحاً سياسياً وضع بصماته في المحافل الدولية والعربية، وعزز مكانة دول مجلس التعاون الخليجي، وزاد اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن العربي، وسخر إمكاناته وجهوده منذ تولي المنصب الأهم في المنطقة، لتعزيز الروابط العربية والإسلامية.من جانبه أعرب الأمين العام السابق للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان د.أحمد الفرحان، عن تعازيه لوفاة المغفور له سعود الفيصل، مؤكداً أن البحرين والأمة العربية والإسلامية، تنعي سمو الأمير سعود الفيصل.وقال إن لسموه بصمات حفرها في تاريخ السياسة السعودية، وامتد أثرها على مجمل السياسة العربية ومحاورها وما مرت به خلال 4 عقود تولى فيها وزارة الخارجية السعودية، حيث رسم الخطوط العريضة للموقف العربي والخليجي حيال قضايا كثيرة شهدتها المنطقة.بدوره تقدم الحقوقي فريد غازي، بأحر التعازي إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بوفاة المغفور له الأمير سعود الفيصل، وقال «نعزي أنفسنا ونعزي البحرين قيادة وشعباً بوفاة مؤسس مدرسة السياسة الخارجية الخليجية والعربية عبر أربعة عقود شهدت فيها الأمة العربية أحداثاً جسام».وأضاف «خلال فترة تولي الأمير الراحل حقيبة الخارجية السعودية، عاصر حروباً وأزمات بدءاً من حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، ثم الحرب العراقية الإيرانية واحتلال بيروت وغزو الكويت ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، وكان الفيصل فيها فارس المرحلة وقاد المسيرة الدبلوماسية بحنكة وسط تلك الأحداث الجسام».من جهته نبه أمين عام جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان فيصل فولاذ، إلى حنكة واقتدار المغفور له الأمير سعود الفيصل في قيادة دفة الدبلوماسية السعودية، ما جعل كثيرون يلقبونه بـ«فارس الدبلوماسية».وقال إن خبرة الراحل وثقافته الواسعة، كان لها بصمتها الواضحة للعيان خلال المؤتمرات الصحافية، إذ كان متحدثا لبقاً، واستطاع إدارة الكثير من الملفات العربية الشائكة.وأضاف «في لبنان التي صنفت حربها الأهلية كأصعب قضايا المنطقة خلال الفترة من أبريل 1975 حتى أكتوبر 1990، حققت الدبلوماسية السعودية اختراقاً نوعياً، ووصلت بالأزمة إلى الهدف المنشود، حيث نجح الفيصل في جمع كل أطراف الصراع في أغسطس عام 1989 بالمملكة العربية السعودية، ولعب دوراً في تذليل العقبات بين الأطراف المتصارعة، ليوقع الجميع اتفاق الطائف لينهي مجازر وصراعات دموية عاشتها لبنان طوال هذه الفترة».من جانبه دعا رئيس جمعية الحقوقيين البحرينية عبدالجبار الطيب، الله العلي القدير أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته، مؤكداً أن الراحل كان الدبلوماسي الغيور على قضايا الأمة وصاحب المواقف القوية تجاه محاولات إضعاف الأمة العربية والإسلامية.وقال إنه بات من المتفق عليه أن حقوق الإنسان جزء من السياسات الخارجية لدول العالم، وكان الفقيد دقيقاً في اتخاذ المواقف الضامنة لبلدان الخليج العربي سيادتها كون سيادة دول الخليج كل لا يتجزأ، وحافظ من خلال موقعه على توازنات مهمة في الملف السياسي والحقوقي، ولعب دوراً في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.