كتب - عبد الله إلهامي: أكد الصحافي البريطاني والناشط الحقوقي أمجد طه الياسين أن المعارضة البحرينية فقدت الأحزاب السياسية الفاشية التي كانت تستند عليها في لندن، حيث أصبحت تلك الأحزاب محظورة ومنعدمة الشعبية. مضيفاً أن حركة الاحتجاجات في البحرين استخدمت كورقة سياسية من قبل حزب العمال البريطاني للضغط على حزب المحافظين بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، كما أوضح أن المجتمعات الغربية باتت تدرك تماماً ما تحدثه المعارضة من انتهاكات حقوقية وأخلاقية صارخة. وقال طه الياسين الذي زار البحرين مؤخراً لتغطية الأحداث إن إيران تقمع المتظاهرين في الداخل وتساند القتل الوحشي في سوريا، فيما تتباكى على إرهابيين بالبحرين، وتعتمد كثيراً على مشاهد درامية لفبركة الصورة العامة وتضليل الرأي العام العالمي، مشيراً إلى أنه ينبغي على من يدافعون عن حقوق الإنسان أن يطبقوا تلك المبادئ في بريطانيا مثلما يطبقونها على أي دولة أخرى. وأضاف ياسين الذي يعمل مذيعاً في “اراب ووتش ميديا” وإذاعة بيرنغهام أن سعيد الشهابي وجماعات المعارضة في الخارج تحاول تغييب الرأي الدولي بدعم من القنصلية الإيرانية، حيث إن جميع محاضراتهم تقام من قبل القنصلية ومؤسسة الأبرار التي يرعاها ممثل خامنئي في لندن. وأشار إلى أن المملكة تحترم الوافدين والمقيمين بها وتمنحهم حقوقهم الإنسانية كاملة، التزاماً بالمواثيق الدولية. ما هو تعليقكم على الحركة الاحتجاجية في البحرين؟ ينبغي التأكيد على أن الربيع العربي لم ينتقل منه إلى البحرين سوى أعمال الشغب والبلطجة والنفاق السياسي، مثلما حدث في تقاطع الفاروق، إذ إنه بناءً على زيارتنا لجميع الدوائر الحكومية تأكدنا من أن المملكة بلد أمن وسلام وليست بحاجة إلى ثورة أو احتجاجات، إلا أنه بالرغم من ذلك يوجد بعض الصبية المغرر بهم يعتدون على رجال الأمن، لذلك يجب على الجميع أن يعي تماماً أن الحرية الشخصية تنتهي حينما يتعدى على حرية الآخرين، فـ«حركة حق” المدعومة من إيران وغيرها لا تزال تطالب بجمهورية إسلامية تابعة للولي الفقيه، وتصر على انتهاك حرية الآخرين، مشيراً إلى أن بريطانيا اعتقلت أكثر من ألف شخص خلال ثلاثة أيام من المظاهرات، بينما لم تمس البحرين المتظاهرين بأذى خلال 30 يوماً من الاحتجاجات، الأمر الذي يؤكد أن الديمقراطية تحتاج من يؤمنها، بينما قام هؤلاء بهدم كل ما يمت لها بصلة، إذ غلبت عليهم الفاشية والعنصرية حيال الرأي الآخر وعمدوا إلى فرض آرائهم على الجميع. الدعم الإيراني لمعارضي الخارج ما صلة المعارضة البحرينية بملالي إيران؟ ومن يدعم جهودها في الخارج؟ المعارضة البحرينية ربطت نفسها كارتباط الأم بطفلها، لذلك تجدهم يسكنون في البحرين ويأكلون من خيرها ويرغبون في تحويلها إلى جمهورية إيرانية، من خلال تلك التمويلات التي تقدم لهم. كما إن مؤسسة الأبرار التي يرعاها ممثل خامنئي في بريطانيا تدعم كل محاضرات من يسمون أنفسهم “رموز المعارضة” المتمثلة في سعيد الشهابي وغيره، بينما يفترض بهم أن يتحلوا بالوطنية ويتخلوا عن تبعية إيران، لذلك فإن قنوات المنار والعالم و«برس تي في” تواظب على تغطية تلك الفعاليات دون غيرها، ما يشير إلى وجهة النظر الواحدة التي لا تعترف بالرأي والرأي الآخر، فهم لا يذيعون سوى ما يحلو لهم، وقد اتصلت بقناة العالم سابقاً ولم يسمحوا لي بإبداء رأيي، وبناء على ذلك فإن العلاقات التي توجد بينهم وبين إيران اقتصادية فكرية تعتمد في النهاية على المصالح المشتركة، كونهم يريدون الوصول إلى سدة الحكم، ولن يصلوا إلا بمساعدة إيرانية. ما دور الدبلوماسية الإيرانية في تنسيق عمل المعارضة الخارجي؟ حينما نسقت السفارة الإيرانية لمريم الخواجة لقاءً مع هيلاري كلينتون، طالبتها بالتدخل في البحرين، وحينما واجهناها بأنه كيف تطلبين ممن قامت بانتهاكات إنسانية في العراق وأفغانستان أن تخترق وطنك؟ إذ إن ذلك يعتبر خرقاً واضحاً للإطار الحقوقي، وبينما ناقشناهم أيضاً في المحاضرات التي يلقونها بجامعات لندن حول ادعاءاتهم بعدم انتخاب الملك، أخبرناهم بأن الملكة إليزابيث لم تنتخب ولا يوجد من يقوم بانتخابها، وعلاوة على ذلك فإنها تمتلك بلدية بريطانيا بأكملها، أي 80% من البيوت والأراضي، لذلك وجب عليهم إن كانوا حقوقيين أن يطبقوا ذلك ويدعوا لانتخابها، لا أن يستحوذ عليهم النفاق السياسي ويداهنوا لأجل مصالحهم الاقتصادية وضرب البورصة والسوق البحريني لتسويق تجارة البعض منهم، حيث إن مثل سعيد الشهابي لا يعرف القضايا الإنسانية بل يستخدمها كورقة على الطاولة للربح فقط، فهو لم يمتعض أو يبدي رأيه حيال مئات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال ثلاثة أيام المظاهرات في بريطانيا، من بينهم طالب جامعي حكم عليه بالسجن ستة أشهر لسرقته قنينة مياه معدنية ومشاركته في المظاهرات، بينما تركت السلطات البحرينية الاحتجاجات 30 يوماً، الأمر الذي يوجب عليهم كمجنسين بريطانيين أن يطالبوا بمثل دفاعهم عن المخربين وقتلة رجال الأمن هنا. وأتحدى أي منظمة حقوقية أن تصدر بياناً تستنكر فيه قتل الأبرياء في سوريا، إذ إن الأوامر التي تخرج من إيران لا تكتب إلا عن البحرين وتعمد إلى تصويرها بأبشع الصور لتحقيق أجندة محددة ومعروفة للجميع وذلك من خلال ضخ الأموال الطائلة. الدور البريطاني المفضوح لماذا الحملة الإعلامية البريطانية الضارية على البحرين؟ الإعلام الموجود في بريطانيا لا يختلف عن الإعلام العالمي، حيث إنه قائم على الأحزاب والمصالح والعلاقات التجارية والمنفعة، لذلك استخدم حزب العمال أحداث البحرين كورقة ضغط إعلامي على حزب المحافظين الذي فاز مؤخراً بعد سنوات طويلة من سيطرة العمال، ويجب التنويه إلى أن حزب العمال لديه علاقات ممتازة مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك، الأمر الذي لم يسمح له بتغطية ثورتي مصر وتونس، فكان البريطانيون يتابعون تلك الثورتين من خلال الجزيرة الإنجليزية، في المقابل فإنهم استغلوا علاقاتهم مع المعارضة البحرينية وسخروا بعض الصحف المنتمية لهم كـ “الجارديان”، لتطبيق أهدافهم السياسية من خلال بعض الكتاب كـ “مهدي حسن” الذي يغلب على كتاباته الانتماء الإيراني. ما علاقة الحقوقيين البحرينيين المعارضين وبعض المسؤولين في بريطانيا؟ لديهم علاقات مع الحزبين السياسيين “EDL” و “British National Party” وقد أصبحا في الآونة الأخيرة محظورين في بريطانيا لنظرتهم الفاشية والعنصرية، إضافة إلى تأييدهم لممارسات إسرائيل الإجرامية تجاه الفلسطينيين، إلا أن العلاقة بين المعارضة وتلك الأحزاب تقوم في النهاية على الغايات التي تبرر الوسائل. ما هو الدور الأساسي الذي تقوم به بالمعارضة في لندن؟ تقوم المعارضة البحرينية في لندن بنشر الفيديوهات المفبركة على الجامعات البريطانية في المحاضرات التي يلقونها هناك، ودائماً ما يكون جميع الحضور من فئة واحدة من ضمنهم مبتعثي السفارة الإيرانية، الذين يحضرون للتضخيم الإعلامي والتحشيد فقط، حيث إن السفارة تتكفل بنقل العديد من الأشخاص من أنحاء بريطانيا إلى مكان الفعالية التي تموّلها، بهدف إضفاء بعض الزخم الإعلامي، ومن الواضح أن المجتمعات أصبحت تدرك جيداً ما يحدث، ولا تنطلي عليهم تلك الأفاعيل، إضافة إلى ذلك فإن المعارضة البحرينية هناك دائمة الصلة مع القنصلية الإيرانية، إذ تنشر إعلانات فعالياتهم على المواقع الإيرانية أكثر من العربية. الحوار مع الشهابي ما حقيقة الحوارات التي دارت بينك والشهابي في لندن؟ في إحدى الجامعات البريطانية دار حوار حول الشرطة البحرينية ذات الأغلبية المجنسة، فواجهته بأنه آخر من يتكلم عن التجنيس كونه مجنساً بريطانياً منذ 42 سنة ولا يحق له التحدث عن التجنيس، إضافة إلى ذلك فإنه لا يمكن لحقوقي أن يكون عنصرياً لا يحترم اللجوء وحقوق اللاجئين، علاوة على ذلك فإن نصف بريطانيا مجنسون، بل إن البحرين على الأقل تحترم مواثيق حقوق الإنسان بتأييدها لحق لجوء الأجانب، وتثبت العدالة الاجتماعية لهم بإمكانية وصولهم لأي مرتبة في الشرطة وغيرها، لذلك فإن فكر الشهابي وغيره حينما يتواجد في سدة الحكم فلن يكون هناك لجوء للاجئين بل ممارسة للعنصرية والقمع أيضاً، لذلك فإن الخطاب ليس موجهاً لهم، بل إلى البريطانيين كي يفهموا وجهات النظر الأخرى ويدركوا حقيقة أولئك، حيث إنهم لن يتغير فكرهم بالرغم من فقدانهم للقوة التي كانوا يستندون عليها في الخارج وضعف صوتهم. ما تعليقكم على اعتداءات الإرهابيين المتكررة على الإعلاميين؟ في الآونة الأخيرة حينما اعتُدي على مراسل قناة العربية محمد العرب، قامت “بي بي سي” بإعداد تغطية كبيرة، أحدثت ردات فعل قوية في الإعلام الغربي، لما لـ “العربية” من صيت ومكانة في أنحاء العالم، بل إن “بي بي سي” ناقشت سعيد الشهابي حول ذلك، فرد أحد المعارضين البحرينيين بأن من فعلوا ذلك هم أطفال طائشون، مما جعل التهمة تثبت عليهم بأن من يخرج في المظاهرات صبية مغرر بهم يطبقون قول عيسى قاسم “اسحقوهم”، فيعتدون على مصور “العربية” وجريدة “الوطن” و«بي بي سي”، مما يؤكد تماماً بأنهم خسروا كل ما لديهم وأصبحوا يمرون بانهيار كامل، إذ إن الإعلام لم يعد يسايرهم في أكاذيبهم لئلا يشوه صورته أمام العالم بعد انسحابهم من الحوار الوطني التوافقي الذي نصحهم بدخوله أوباما والبرلمان الأوروبي والعربي والمنظمات الحقوقية العالمية. بصفتك إعلامي كيف تنظر لبعض القنوات التي تحاول تشويه صورة البحرين؟ أولاً أن قناة “العالم” تسيء لمملكة البحرين بأبشع المصطلحات، وبالرغم من ذلك لايزال أفراد المعارضة يتواصلون مع تلك القناة، بينما يفترض بها إن كانت تمتلك القليل من الوطنية أن تدرك أن ذلك يسيء للاقتصاد والسياحة والاستثمار البحريني، علاوة على أن “العالم” تنعت الشعب السوري بأكمله بالإرهابيين وتدافع عن النظام الديكتاتوري هناك، لذلك يجب على من يمتلك نظرة حقوقية أن يرى البشر على أسس إنسانية وليس على أسس طائفية أو مذهبية، فذلك فعل من تجرد من إنسانيته. ما مدى تشابه أعمال العنف والتخريب مع أساليب القمع الممارسة من قبل السلطات الإيرانية؟ أعمال الشغب في سوريا تمارس من قبل النظام الإيراني الذي يعد رائداً في الأعمال الدرامية والتمثيل بقتله للأبرياء وإحداث الفوضى، ومن ثم التنصل من ذلك، وهذا ما يتم أيضاً في بعض قرى البحرين التي يتواجد بها المشاغبون، “حيث تذهب البنت لرجال الشرطة وتستفزهم وتشتمهم وعندما يتجه رجال الأمن إليها تدخل إلى البيت ويصورونه على أنه منتهك للأعراض، لذلك تجد “الممثلين” في الساحة، والمصورين والقاعة “القرية” والضحية هو الشرطي”، وبالرغم من أنه يصون أمن البلاد لا يمتلك أية أداة حماية تجاه الإرهابيين، وفي المقابل يمتلك رجل الأمن البريطاني -غالبيتهم من أصول هندية وباكستانية- جميع أنواع الأسلحة التي تخوله للدفاع عن نفسه وصولاً إلى الصعق الكهربائي، لذلك فإن هناك تشابه كبير بين القمع والنفاق الإيراني المتمثل في ضرب السوريين في ظل التباكي على الإرهابيين بالبحرين. بما أنك أحوازي الأصل.. ما مدى ارتباط الأحواز بالخليج العربي، خاصة البحرين؟ تمتد العلاقات الأحوازية الخليجية منذ 1908م، إذ كانت هناك مصاهرات وعلاقات تجارية بين البحرين وجنوب الأحواز “بو شهر وبندر عباس”، فالأحواز تعد الضفة الثانية من الخليج العربي، ويجب الإشارة إلى أن هناك قبائل كثيرة مشتركة كـ “الشمري والتميمي والكعبي والدوسري”، إضافةً إلى تشابه مناطق عدة كـ “المالكية والبسيتين”. ما مدى تأثير التحركات الشعبية البحرينية الداعمة لقضية الأحواز المحتلة؟ الانتفاضة الأحوازية السنوية تمتد من 15 - 20 أبريل وتمتد أحياناً إلى مايو، تزامناً مع ذكرى الاحتلال الإيراني في 20 إبريل 1925م، لذلك حينما يخرج المتظاهرون بالغترة الحمراء والثوب العربي، يعد ذلك تعبيراً عن رفضهم لمحاولات طمس هويتهم العربية، ومن الجدير بالذكر أن ما كان يحصل في البحرين من أعمال شغب، أدى لأن “يضع الاحوازيون أيديهم على قلوبهم” خوفاً من أن تطول يد إيران وتحول البحرين إلى أحواز أو عراق أو لبنان أخرى بدعمها للشغب، إلا أن دخول قوات درع الجزيرة كان دافعاً معنوياً، إضافة إلى التحركات الشعبية للمواطنين وبعض الجرائد المحلية كـ “الوطن” و “البلاد” وغيرهما، حيث إنه لأول مرة في تاريخ الأمة العربية يطلق على شارع مسمى “الأحواز” كما فعل في البسيتين من قبل ساحة الشرفاء، وينبغي التأكيد على أننا لا نحتاج إلا للدعم المعنوي والإعلامي، فمنذ 86 سنة ونحن نحاول المحافظة على الهوية العربية. بعد زيارتكم للبحرين.. ما هو انطباعكم عنها؟ البحرين تمتلك حرية تعبير كما رأينا ذلك خلال زيارتنا إلى البرلمان بصحبة “ديسكفر بحرين”، حيث إن المرأة صوتها حاضر وبقوة عكس الواقع الإيراني الذي لا يدع أي فرصة للمرأة كي تساهم في شتى مجالات الحياة، وما تمر به المملكة جسر ستعبره بكل صمود. زيارة أمجد طه إلى البحرين ^ استغرقت زيارة أمجد طه للبحرين قرابة الشهر ^ زار المقشّع والمعامير وغطى الأحداث التي تتكرر هناك ^ تجوّل بين المتظاهرين والمعتصمين وتبادل معهم النقاشات ^ وثّق حالات استغلال الأطفال في المسيرات والاعتصامات ^ قام بجولة لجميع مرافق الدولة ومؤسساتها ^ التقى بالمؤسسات الأهلية والجمعيات المدنية ^ تعاون مع قناة العربية في إعداد تقرير عن أعمال الشغب في بعض المناطق ^ وثّق أقاويل المتظاهرين بانتمائهم لإيران ورغبتهم في إقامة جمهورية إسلامية أظهر التقرير الذي نشره المذيع البريطاني أمجد طه في إحدى القنوات البريطانية استغلال الأطفال الذين لم تتعدَ أعمارهم 13 عاماً في الاحتجاجات والاعتصامات وأعمال الشغب، مما يجعلهم عرضة للخطر ويعدّ انتهاكاً لأبسط حقوقهم من قبل جمعية الوفاق.