عواصم - (وكالات): تزيد الدول الكبرى الضغوط على إيران من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، قبيل انتهاء المهلة، لعرض الاتفاق على الكونغرس الأمريكي للموافقة عليه، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه مستعد لإنهاء المفاوضات النووية مع إيران إذا لم يتم اتخاذ «قرارات صعبة»بينما قالت روسيا إن «الاتفاق بات ممكناً، وقد يكون في خلال ساعات»، في حين يستند الاتفاق إلى منع طهران من امتلاك قنبلة ذرية مقابل رفع العقوبات. وقال كيري للصحافيين في فيينا «إذا لم تتخذ قرارات صعبة فنحن مستعدون تماماً لوقف هذه العملية»، وأضاف أن المفاوضات «ليست إلى ما لا نهاية» ولكنه لا يريد إبرام اتفاق «على عجل».وتابع كيري أن «الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى غير متعجلة للوصول لاتفاق نووي على الرغم من أن واشنطن وشركاءها لن يتفاوضوا مع طهران إلى أجل غير مسمى.وفي حال لم يتسلم الكونغرس نص الاتفاق صباح اليوم بتوقيت فيينا حيث تجري المفاوضات -يوافق منتصف الليل بتوقيت واشنطن- فإن ذلك سيطيل وقت موافقته عليه، وربما يجعل هذه العملية أكثر تعقيداً. وأجرى الرئيس الأمريكي أوباما اتصالاً مع كيري وعدد من أعضاء الوفد الأمريكي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة «استعرض خلاله التقدم (...) وقدم بعض التوجيهات» بحسب بيان أصدره البيت الأبيض. ولكن رغم هذه الضغوط، وبعد نحو أسبوعين من المفاوضات بالعاصمة النمساوية، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق ينهي 13 عاماً من الأزمة النووية مع إيران، وبالتالي إنهاء العقوبات المفروضة على طهران.ويستند الاتفاق النهائي إلى الاتفاق على الإطار الذي تم التوصل إليه في أبريل الماضي، وينص على أن تفكك إيران أجزاء كبيرة من بنيتها التحتية النووية لمنعها من امتلاك قنبلة نووية. وفي المقابل، سيتم رفع العقوبات التي تفرضها الدول الغربية والأمم المتحدة على إيران تدريجياً فور أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التزام طهران بوعودها. في هذه الأثناء أيدت روسيا رفع حظر بيع الأسلحة لإيران بأسرع وقت ممكن، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن هذه العقوبات فرضت لدفع إيران للتفاوض، وهو هدف «تحقق منذ فترة طويلة».واعتبر لافروف، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة دول البريكس في أوفا في روسيا أن «إيران مشاركة في مكافحة تنظيم الدولة «داعش»، ورفع الحظر عن الأسلحة سيساعدها على تحسين قدرتها على محاربة الإرهاب». وقال أيضاً إنه لم تعد هناك مشاكل كبيرة من أجل تسويتها خلال مفاوضات فيينا، إلا إذا قرر مشاركون «نسف» المفاوضات، وأكد «نحن في المرحلة النهائية، والاتفاق النهائي الذي يحتوي على كل شيء بات في متناولنا». من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه قد يتم التوصل في غضون ساعات لاتفاق بين القوى العالمية الكبرى وإيران بشأن الحد من أنشطة طهران النووية. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه تم إحراز تقدم كبير خلال الأشهر الـ21 الماضية من المفاوضات بشأن نووي طهران. وفي مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، قال ظريف «نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق» إلا أنه استدرك بالقول إن النجاح ليس مضموناً، فلايزال يتعين اتخاذ قرارات سياسية خطيرة. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي أكبر صالحي أثناء لقائه وزير الطاقة الأمريكي إيرنست مونيز «نأمل أن يكون اليوم الأخير» في المحادثات. ومن بين القضايا الشائكة في الاتفاق الذي سيكون معقداً، وتيرة وتوقيت رفع العقوبات، والتحقيق المتوقف بشأن مزاعم حول جهود إيران لتطوير أسلحة نووية. وتصر طهران على إدخال تغييرات إلى حظر الأسلحة المفروض عليها وتخفيف القيود على بيعها للصواريخ، ما يثير قلق خصوم إيران في المنطقة. ومددت إيران ومجموعة «5+1» «الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، وألمانيا» الثلاثاء مهلة التوصل لاتفاق نهائي إلى اليوم، عبر تمديد الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه عام 2013، وبموجبه جمدت طهران قسماً من برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات. وشارك وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا في المحادثات صباح أمس. ولم يتضح متى سينضم إليهم الوزيران الروسي والصيني اللذان يشاركان حالياً في قمة بريكس المنعقدة في روسيا. وفي حال لم يحصل الكونغرس على نص الاتفاق في الوقت المحدد فإن مهلة مراجعته ستتضاعف إلى 60 يوماً ما يمنح معارضي الاتفاق المزيد من الوقت لرفضه. وخلال هذا الوقت لا يمكن للرئيس باراك أوباما شطب العقوبات التي فرضها الكونغرس والتي تعد الأشد وقعاً على إيران. وإذا ما رفض الكونغرس الاتفاق فسيكون أمام أوباما 12 يوماً للقبول بذلك أو الاعتراض عليه. وبعد ذلك ستتاح للكونغرس فترة 10 أيام أخرى لرفض الفيتو بمعنى أن العملية بأكملها ستستغرق 82 يوماً.