عواصم - (وكالات): وثقت المعارضة السورية وقوع أكثر من 13 مجزرة ارتكبتها طائرات الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين خلال شهر رمضان، استهدفت غالبيتها المصلين في الجوامع أثناء مواعيد الإفطار أو صلاة المغرب أو صلاة التراويح، وذلك بعد قصف المدينة وريفها بـ325 برميلاً متفجراً و290 صاروخا فراغيا، ما أدى إلى مقتل نحو 300 مدني، فيما أكدت مصادر أن ميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني نفَّذت عمليات اعتقال ضد 175 عنصراً من مقاتليها، ممن فروا من القتال في مدينة الزبداني، في ريف دمشق، حيث تراجعت قوات النظام والميليشيات الموالية لها في عدد من المحاور التي كانت قد تقدمت فيها.والمجازر التي اشتدت مع بداية شهر رمضان كسلسلة قتل ممنهجة تستهدف المدنيين حتى في صلاتهم، تركزت أغلبها في مدينة الباب والقرى التابعة لها بريف حلب الشرقي مثل تادف وبزعة، وفي مدينة دارة عزة غرباً حيث راحت ضحيتها أكثر من 100 قتيل، وتوزعت أيضاً على حلب القديمة في أحياء المعادي والصالحين وجب القبة إضافة لأحياء القاطرجي وقاضي عسكر والأنصاري والحيدرية.وبلغ عدد ضحايا المجازر نحو 200 قتيل معظمهم من الأطفال والنساء عدا عن عشرات الجرحى، فيما زاد عدد ضحايا القصف بشكل كلي عن 300 قتيل، كما تسبب القصف بتضرر عدة جوامع أبرزها جامع سعد الأنصاري في حي الأنصاري. وكانت قوات الأسد قد أطلقت أكثر من 300 صاروخ أرض أرض من طراز «فيل» على مناطق الثوار في حلب، أغلبها كان في الأسبوعين الأخيرين حينما اشتدت المعارك في جبهات حلب الغربي.من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط مدينة الزبداني في ريف دمشق، حيث تراجعت قوات النظام والميليشيات الموالية لها في عدد من المحاور التي كانت قد تقدمت فيها. وقام طيران النظام المروحي بإلقاء براميل متفجرة على المدينة في محاولة فاشلة للتقدم من المحور المدينة الغربي. وأسقط النظام على مدينة الزبداني، منذ بدء المعركة 470 برميلاً متفجراً وأكثر من 400 صاروخ.وأفادت مصادر بأن حالة من التململ بدأت تظهر في صفوف مقاتلي ميليشيات «حزب الله»، خاصة بعد ازدياد أعداد القتلى خلال المعارك ضد الثوار، التي وصلت إلى 120 قتيلاً، بينهم قيادات، فيما وصل عدد المصابين إلى 210 عناصر. وأضافت المصادر أن ميليشيات «حزب الله» نفذت عمليات اعتقال ضد 175 عنصراً من مقاتليها، ممن فروا من القتال في مدينة الزبداني. وفي تطور آخر، أفادت مصادر في لبنان بأن وفداً من أهالي العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى جبهة النصرة -ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- في جبال عرسال -القريبة من الحدود السورية شرق البلاد- توجهوا إلى مدينة عرسال، حيث التقوا أبناءهم بمناسبة عيد الفطر في مكان احتجازهم في «جرود عرسال».ونقلت المصادر عن أحد أعضاء الوفد أن الموافقة على الزيارة جاءت بعد نجاح جهود وساطة، وأكدت مصادر لبنانية أن أمير جبهة النصرة بالقلمون أبو مالك التلي قد اتصل بالشيخ مصطفى الحجيري -أحد وجهاء بلدة عرسال- وأبلغه أنه قرر السماح لعائلات العسكريين بالذهاب إلى جرود عرسال للقاء أبنائهم بمناسبة عيد الفطر.ووفق مصادر لبنانية، فقد انطلقت 3 حافلات تقل أهالي العسكريين المخطوفين من أمام محطة الجبلي في بعلبك باتجاه عرسال من أجل لقاء أبنائهم في الجرود. وفي آخر ظهور للعسكريين المحتجزين، ظهر 8 منهم -على أحد المواقع الإلكترونية اللبنانية- وهم يحملون أسلحة رشاشة، ويعلنون أنهم سيقاتلون مع جبهة النصرة ضد «حزب الله»، ويوجهون للحزب كلاماً جارحاً.يذكر أن «جبهة النصرة» تحتجز 17 عنصراً من قوى الأمن الداخلي، إضافة إلى جثتي عنصرين قامت بإعدامهما في وقت سابق، في حين يحتجز تنظيم الدولة «داعش»، 9 عسكريين من الجيش اللبناني، وفشلت عدة جهود للوساطة للإفراج عنهم.من جانب آخر، أكد مقاتلون أكراد ونشطاء أن عناصر «داعش» أطلقوا قذائف تحتوي على غازات سامة على قوات كردية في سوريا الشهر الماضي. وأكد كل من وحدات حماية الشعب الكردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الهجمات في يونيو الماضي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إن الهجمات وقعت في 28 يونيو الماضي واستهدفت منطقة الصالحية التي يسيطر عليها الأكراد في مدينة الحسكة، ومواقع كردية جنوب بلدة تل براك.وقال بيان للمقاتلين الأكراد «فور سقوطها، أطلقت تلك القذائف غازاً أصفر اللون برائحة قوية تشبه رائحة البصل المتعفن».بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الهجمات.وقال المرصد نقلاً عن مصادر طبية إن 12 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردية أصيبوا بأعراض مثل الاختناق وحرقة في العيون والتقيؤ في الهجوم الذي وقع جنوب تل براك.من جهتها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن مجموعتي الأبحاث تحققان في استخدام أسلحة كيميائية من قبل «داعش» ضد مقاتلين أكراد في العراق.وقالت الصحيفة إن الباحثين عثروا على قذيفة هاون تحتوي على مادة كيميائية سقطت على موقع عسكري كردي قرب سد الموصل في 21 يونيو الماضي.