كتب - علي الشرقاوي:إنه العيد.. قد نكون صائمين.. وربما لا نكون دخلنا فعل الصيام بعد، وأنا هنا أتكلم عن الجيل الجسر بين مرحلتين، جيل الجزء الثاني من سنوات الخمسينات الجزء الخارج من أزمة نعرف قليلاً عما حدث فيها، ولكن لا نعرف شيئاً عما هو قادم لنا أو لهذا الجيل، إلا أنه العيد، وعلينا أن نكون مستعدين لاستقباله كما يليق به، فعيد رمضان لا يأتي إلا مرة واحدة في السنة، لهذا فإنه لا يجوز لنا كأطفال إلا أن نكون في مستوى الفرح به فليلة العيد تعتبر من الليالي المهمة للجميع...الحلاقة تذكرة دخول العيد لا أعرف حتى الآن السبب الذي يجعلنا أو يجعل أهلنا لا يهتمون بصورة جادة بحلاقة شعر رؤوسنا إلا في ليلة العيد رغم أنه من الممكن أن نفعل ذلك قبل العيد بعدة أيام، إلا إذا كانت لهم فلسفتهم الخاصة بترك الأمر إلى آخر فرصة، أو أنهم لم يضعوا ميزانية قص الشعر من ضمن الاستقبال، ولكن ميزانية الحلاقة أو أجر الحلاقة، لا يتجاوز الروبية والنصف، وهو مبلغ زهيد، أمام ميزانية شراء الملابس والتي بالنسبة لي في تلك الفترة لا يزيد سعرها عن عشر روبيات، أي دينار واحد، وقد تتجاوز ذلك بقليل في بعض الأحيان.ليلة العيد ترى السوق مكتظاً بالكبار والأطفال لإنهاء بعض لوازم العيد أو لاستلام الثياب المفصلة، والتي يستلمها الأغلب في ليلة العيد، فالخياط نتيجة لتراكم الطلبات يتركها حتى اللحظات الأخيرة، وقد لا ينام البعض ليلة العيد في انتظار استلام ثيابه. وقلت إن سوق المنامة وبالذات شارع باب البحرين وشارع الشيخ عبدالله، هما المكانان المزدحمان بالناس ليس بسبب أهل المنامة إنما أيضاً في ليلة العيد ترى الكثير من أهل القرى والمناطق البعيدة يقومون بشراء أغراضهم أو حلاقة أولادهم في السوق، وكان الواحد منا يشعر أن موسم العيد هو عيد الخياطين والحلاقين، حيث تبدأ أعمالهم بالانتعاش لتخف في المواسم الأخرى التي تموت فيها حركة الشراء، فالبحريني في تلك الفترة لا يفصل الثياب لأولاده أو بناته إلا في العيدين فقط أو لدخول المدارس، وعلى الطفل أن يستهلك ثيابه ما بين العيدين عيد رمضان وعيد الأضحى.عيد رمضان الأهم والعيد في معناه الواسع، كما يقول الباحثون هو كل يوم فيه جمع وأصل الكلمة من عاد يعود قال ابن الإعرابي سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد» لسان العرب 3-319» ، وعيد الفطر سمي كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام رمضان صلاة العيد سنة مؤكدة، وهي ركعتان ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، ولكن الأحسن تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي بحسب رأي العين، وتسن الجماعة فيها، وتصح لو صلاها الشخص منفرداً ركعتين كركعتي سنة الصبح، ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة ألقيام، ويقول بين كل تكبيرتين: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، ويسن خطبتان بعد الصلاة يكبر الخطيب في الأولى منهما تسع تكبيرات، وفي الثانية سبع تكبيرات، ويسن التبكير بالخروج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح، إلا الخطيب فيتأخر إلى وقت الصلاة، والمشي أفضل من الركوب، ومن كان له عذر فلا بأس بركوبه، ويسن الغسل ويدخل وقته بمنتصف الليل، والتزين بلبس الثياب وغيره، والتطيب وهذا للرجال، أما النساء فيكره لهن الخروج متطيبات ومتزينات.صباح فرح العيد وفي تصوري كان صباح العيد من أجمل الصباحات التي نمر بها، حيث ننهض فرحين مستبشرين، وبدون إزعاج، كما يحدث في الأيام العادية أو أيام الدوام الدراسي، وإذا كان الواحد منا لا يهتم بالاستحمام يومياً، فإنه في يوم العيد يبدأ بغسل شعره بالسدر، أتكلم عن هذا قبل انتشار الشامبو في بيوتنا، ويدعك جسده بـ«المفراكه» الليف، ليخرج نظيفاً يلمع من فرط النظافة.شي مهم لابد من ذكره في صباح العيد، وهو أكل البلاليط مع البيض، ولأننا صغار كنا نحب البلاليط لأنه يكون أكثر حلاوة، لذلك إذا لم تعجبنا كمية الحلاوة فيه، نضع المزيد من السكر، ونشعر بعدها بالطاقة الأكبر، لأننا كنا نتصور أنفسنا أكبر من أن يأخذنا الأهل إلى مسجد العيد للصلاة هناك، فنحن نعرف مسجد العيد أكثر من المصلين فيه، وذلك بسبب بسيط هو أن مسجد العيد هو ملعبنا اليومي الذي نمارس فيه كرة القدم، صحيح أن أبوابه مغلقة، فهو لا يستخدم للصلاة في الأيام العادية، بقدر ما يفتح مرتين، مرة لعيد الفطر والمرة الأخرى لعيد الأضحى، أما في كل أيام السنة فهو مغلق، ليس أمامنا كما قلت، لأننا لا نحتاج الدخول من الأبواب فأجسامنا الرشيقة الخفيفة قادرة على صعود جدران المسجد من الخارج والنزول إلى الداخل دون أي تعب أو جهد، لا أذكر أنني ذهبت إلى صلاة العيد مع أبي أو إخواني الأكبر مني، بقدر ما أذكر أننا كنا نجتمع نحن الأولاد والفتيان، للتحرك معاً نحو المسجد. معنى وحكمة العيد ويقول الدارسون إنه تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إتمام الصيام في الفطر، والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعاً يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد. فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة لكبراء وزعماء، بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة.خطبة العيد ومسجد العيد لمن لا يعرف مكانه من الجيل الجديد هو الفناء الخلفي لمسجد العوضية، حالياً هو جامع الفاروق، وهو مساحة كبيرة مقابلة لمقبرة الشيعة في المنامة، ويفصل بين المقبرة والمسجد شارع خلف العصفور، والجيل الأكبر منا، شاهد العديد من الأحداث التاريخية التي مرت بها البحرين منها المظاهرات الحاشدة والخطب التي كان يخطبها قادة هيئة الاتحاد الوطني في البحرين عام 1965 والتي عشنا آثارها في طفولتنا.آداب العيد وسننه وعن التكبير يسن في العيد: وصيغته: الله أكبر الله أكبر، وهذا التكبير غير مقيد بالصلوات بل هو مستحب في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة. قال ابن قدامة في المغني: ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد؛ لقول الله: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، وجملته أنه يستحب للناس إظهار التكبير في ليلتي العيد في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مسافرين أو مقيمين لظاهر الآية المذكورة. قال الشافعي : يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير. وأما صيغة التكبير : فمن أهل العلم من يرى أنه يكبر ثلاثاً تباعا فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر. قال النووي في المجموع: صيغة التكبير المستحبة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر. هذا هو المشهور من نصوص الشافعي. وقال في منهاج الطالبين: وصيغته المحبوبة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ثم قال في المجموع: قال الشافعي في المختصر: وما زاد من ذكر الله فحسن. وقال في الأم: أحب أن تكون زيادته الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً ،لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر. واحتجوا له بأن النبي قاله على الصفا، وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخصر من هذا اللفظ. انتهى. وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأفضل التكبير مرتين، قال ابن قدامة في المغني: وصفة التكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. والله أعلم.الشيخ السعد وسمعت الكثير من خطب الكثير من الأعياد إلا أن خطبة الشيخ عبداللطيف السعد، إمام وخطيب جامع الفاضل، في تلك الفترة الثرية بالمحبة والخير والعطاء والتلاحم، الذي يخطب في ساحة العيد، قد ظلت في داخلي منذ عام 1957، هل لأن ذاكرتي صفحة بيضاء وبالتالي استطاعت أن تسجل أول خطبة أثرت في قلبي وعقلي، أم لأنني سمعتها في العيد السابق. فخطب الأعياد عادة تكون كما هي تنقل من عيد إلى عيد آخر، أي من عيد رمضان إلى عيد الأضحى وبالعكس، مازلت أذكر الشيخ عبداللطيف وهو يقف بعصاه في المنبر الذي يوضع ليلة العيد ويعود إلى المخزن بعد الانتهاء من مهمته، ومن الجمل الافتتاحية التي مازالت عالقة في رأسي، يقول رحمه الله :ليس العيد من لبس الجديد وتزين بالقشيب من الثياب.. لكل قوم عيد وعيدنا هذا اليوم.. روي عن عائشة قالت: إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم حرب بعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله! فقال النبي: «دعهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم»...وروي عن أنس قال: قدم النبي المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى»...قال جبير بن نفير: «كان أصحاب رسول اللَه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك» – فتح الباري، 2-446 ، وقد جرت العادة في كثير من الدول العربية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وأنتم بخير أو من العائدين الفائزين، ومن القول المكرر أن نقول إنه في العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» في عيد الفطر.أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن يشترك أعداد كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتعلم كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية... وقد رخص النبي محمد للمسلمين في هذا اليوم إظهار السرور وتأكيده، بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح، بل إن من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين، ولهذا فقد روي عن عياض الأشعري أنه شهد عيداً بالأنبار فقال: ما لي أراكم لا تقلسون، فقد كانوا في زمان رسول الله يفعلونه. والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء.البحث عن العيدية وليكون العيد عيداً، فإنه من الضروري الذهاب للبحث عن العيدية، وهذه عادة لا نجدها مجزية في بيوتنا، لذلك نخرج لبيوت الجيران ونعيد عليهم، حالمين بأن نحصل على شيء من العيادي، وأغلبها آنة، وإن زادت كثيراً فإنها لا تتجاوز الأربع آنات، ولكن آنة مع آنة من الممكن أن تقوم بدورها لعمل شيء مختلف في يوم العيد.تمكن الشباب من فتح دار السينما تلك في العام 1937 في المنامة وأطلق عليها اسم «مرسح البحرين» أو سينما الوطني أو الوطنية، كما عرفت في ما بعد، وكان موقعها هو الموقع الحالي نفسه لسينما الحمراء، وكان أول ما عرض فيها فيلم «وداد» من بطولة أم كلثوم. من الصعوبات التي واجهت دار السينما تلك كانت ظروف المناخ، ما حدا بأصحاب المشروع إلى تأسيس مبنيين أحدهما صيفي والآخر شتوي. وكان المبنى الصيفي عبارة عن مساحة كبيرة مكشوفة محاطة بأربعة جدران استخدم أحدها كشاشة عرض، أما المبنى الشتوي فكان مسقوفاً إلا أن ذلك لم يمنع تسرب الهواء البارد ومياه الأمطار في بعض الأحيان إلى المبنى، واستخدمت كراسي المقاهي في المبنيين ووزعت وفق مستويات ثلاث، الأول وقيمة التذكرة روبية، والثاني 12 آنة، والثالث 6 آنات، ولم يكن دخل السينما السنوي يتجاوز 154 روبية.عيدية السينما وبالنسبة لنا العيد لا ينتهي إلا بعد مشاهدة أحد الأفلام الهندية، حيث تتنافس سينما أوال وسينما بن هجرس والزياني والقصيبي، على إغراء الأطفال لمشاهدة الأفلام بعد ظهر العيد، ولذلك كنا جاهزين أمام شباك التذاكر قبل عرض الفيلم بساعتين وربما أكثر، فنحن نخشى أن تباع التذاكر قبل وصولنا، مما يعني أن عيدنا سيصبح ناقصاً، ومما لا يغيب عن ذاكرتي هو حضور أحد الأفلام الهندية في سينما بن هجرس، وربما تأخرت بعض الشيء في الطريق، وأنا أمشي من أم الحصم ، قادماً من بيت أختي -من أم الحصم إلى القضيبية- وكانت العادة التي تعودنا عليها في السينما، أننا ندخل الفيلم فإذا مر عليه بعض الوقت ندخل نصف القيمة، وقلت لبائع التذاكر هذا، ولكن طلب مني روبية ونصف، وهذا اعتبرته نوعاً من أنواع الاستغلال، المهم دخلت الفيلم، لا وجود لكراس، مما اضطرني أن أجلس أمام الشاسة، أو بالأحرى أنام على ظهري، وأشاهد الفيلم من الأسفل. كالعادة كان الفيلم درامياً، ينتزع الدموع من القلب، خرجت من السينما، مازال ظهري يؤلمني، بعد أكثر من خمسين سنة.فقير يحلم بالثراء وفي أحد الأعياد حصلت على مبلغ أكثر من عشر روبيات، وهذا يعني أنني قادر على مضاعفة المبلغ إذا ما استخدمته في عمل تجاري، ولم يكن أمامي إلا العمل على اللوتري، وهو من الأعمال المباحة في تلك الفترة، فبحثت عن صندوق خشبي، وبعض الأسلاك الحديدية المطاوعة -تلك التي تستخدم في لف الصناديق الخشبية حتى لا تتفكك- وقمت بليها ووضعها فوق سطح الصندوق، كما تفعل عقارب البوصلة، بحيث تشير إلى أربع جهات، وتتحرك ببساطة وسهولة إذا ما قمت بالضغط عليها ولفها في حركة دائرية، لتتوقف بعد ذلك، إن توقفت في مكان العلب فهي لمن وضع النقود، وإن توقفت في الفراغ فهي لصاحب اللوتري، وبالفعل اشتريت قوطي أناناس، وعلبة «بسكوت» وعلبة حلوى البلعوم، وعلبة رابعة لا أذكرها الآن، وجلست في الطريق عند بيت يوسف فخري، المطل على طريقين وقمت بالنداء على بضاعتي، «لاتري لاتري حط آنة، اكسب عشر حط آنة واكسب عشر»، ربما حصلت من اللعبة في وقت العصر على كم آنة ضاعفت ما أملكه، وهذا يعني أنني سأذهب لمشاهدة فيلم آخر في عصرية اليوم التالي في إحدى السينمات الصيفية، ولكن لم يمر المساء إلا وكنت اقتسمت العلب وأكلها مع الأصدقاء.
«الحلاقة» و«العيدية» والصلاة والفيلم الهندي فرحة ال
20 يوليو 2015