أكد محللون أن ثمة مخاوف كبيرة في اليمن من إفشال مؤتمر الحوار الوطني، مع اقتراب القوى المشاركة في الحوار من اتخاذ قرارات حاسمة بشأن بناء وهوية الدولة وشكل النظام السياسي، وإقرار حلول للقضايا الشائكة في جنوب البلاد وفي صعدة بالشمال.ونقلت الجزيرة نت عن محللين اليوم الخميس أن المخاطر التي تهدد مؤتمر الحوار اليمني حقيقية، خاصة في ظل التوتر الأمني وأعمال العنف في البلاد التي يرون أن قوى سياسية تتخذها منصة للخروج من الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.و رأى عبد السلام محمد، مدير مركز أبعاد للدراسات والأبحاث في صنعاء، أن المخاوف ترجع إلى كون بعض القوى المشاركة في الحوار الوطني تحاول الضغط على الدولة لتحقيق مكاسب ومصالح خاصة، أو تلوّح بإفشال الحوار من خلال أعمال العنف والفوضى في البلاد.ثلاث قوىوأشار عبد السلام محمد، مدير مركز أبعاد للدراسات والأبحاث في صنعاء إلى ثلاث قوى سياسية تحاول إفشال الحوار اليمني، أولاها جماعة الحوثي التي "تسعى لتحقيق الوصول إلى السلطة ومشروعها بالحكم الذاتي لمحافظة صعدة".والقوة الثانية -كما يضيف- هي الحراك الجنوبي "التي تعمل من أجل شرعنة المطالب الانفصالية ولو عبر قبول خيار الفيدرالية الذي يهيئ لقيام دولة جنوبية، وتحقيق حلم استقلال الجنوب عن الشمال".أما الطرف الثالث الذي يتربص بمؤتمر الحوار فيشير عبد السلام محمد إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ويقول إنه لا يزال "يحلم بالعودة للسلطة، ويسعى لخوض حزبه للانتخابات المقررة في فبراير/شباط القادم لإعادة نظامه، أو إدخال اليمن في موجة عنف واقتتال أهلي".وخلص محمد إلى أن المشهد في اليمن هو كالتالي: الحوثيون يخوضون حروبا في الشمال، بينما قوى الحراك الجنوبي تهدد بالانسحاب من الحوار، ورموز نظام صالح يتحالفون مع الحوثيين والحراك وجماعات العنف، ويسعون لتكرار سيناريو الانقلاب على ثورة مصر في اليمن.من جانبه يؤكد علي البخيتي، المتحدث باسم جماعة الحوثي بمؤتمر الحوار، أن احتمالات فشل الحوار كبيرة، وأرجع ذلك إلى ما أسماه "تعنت حلفاء حرب 1994 تجاه القضية الجنوبية وإصرارهم على شرعية الحرب ونتائجها، ورفضهم إعادة الحقوق لأصحابها أو حتى مجرد الاعتذار، كذلك بسبب رفض تيار الإخوان المسلمين والسلفيين لأي حلول حقيقية لقضية صعدة".وأضاف البخيتي أن "النظام الحاكم اليوم يرفض إشراك بقية القوى في السلطة والثروة ويريد من مؤتمر الحوار إعطاءه الشرعية للاستمرار، ومن ثم التنصل أو التسويف في تطبيق المخرجات".وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن "شركاء النظام الحالي يستغلون فترة الحوار حتى يسيطروا على ما تبقى من أجهزة ومؤسسات الدولة ليتمكنوا من فرض الأمر الواقع بعد انتهاء مؤتمر الحوار".أبرز المخاطرأما الباحث الأكاديمي سعيد عبد المؤمن فإنه يعتقد بأن أبرز المخاطر التي تهدد نجاح مؤتمر الحوار تتمثل في ضعف مصداقية القوى السياسية في الخروج بحلول لمشاكل اليمن الكبيرة وخاصة القضايا الاقتصادية والأمنية والفساد، الأمر الذي يهدد الدولة ومقوماتها ويفتح الباب واسعا لكل الدعوات الانفصالية وتلك المطالبة بالعودة لأحضان النظام السابق.وقال عبد المؤمن إنه من المفترض بأعضاء الحوار أن يكون لديهم حس عال بما تمر به اليمن، وأنهم مكلفون من قبل الشعب اليمني بالخروج لوضع جديد يخدم الناس والاستقرار ويحل المشاكل المتراكمة، وبالتالي عليهم التخلي عن ارتباطاتهم الحزبية والمصالح الشخصية الضيقة.وحذر عبد المؤمن من مخططات بقايا النظام السابق الذي بات ينسق ويتحالف مع جماعة الحوثي المسلحة وقوى بالحراك الجنوبي، وجماعات عنف في محاولة لإرباك المشهد السياسي عبر إحداث قلاقل ومشاكل أمنية، وإفشال التسوية والحوار الوطني.