دخلت تركيا بقوة في الحملة العسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عبر شن أولى غاراتها الجوية على مواقع تابعة لهذا التنظيم في سوريا أمس الجمعة، فيما نفذت الشرطة حملة توقيفات «لمكافحة الإرهاب» في مختلف أنحاء البلاد.وبعد أربعة أيام على هجوم انتحاري دام استهدف مدينة سوروتش (جنوب) الحدودية ونسبته الحكومة إلى التنظيم الجهادي قصفت ثلاث مقاتلات إف-16 من سلاح الجو التركي ثلاثة مواقع للجهاديين في المنطقة الحدودية في سوريا المقابلة لمدينة كيليس (جنوباً).من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «ما حدث قبل أيام يدل على أن الوضع لم يعد تحت السيطرة»، وأضاف أن «هذه ليست عملية لليلة بل سنواصل العمل بتصميم».من جانبه قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو «إن أدنى تحرك يشكل خطراً على تركيا سيؤدي إلى أقسى ردود الفعل»، مضيفاً «أقول ذلك هنا بوضوح تام: مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سوريا غير واردة إطلاقا (...) لكننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حدودنا».وصرح داوود أوغلو للصحافة أن «العملية التي جرت ضد تنظيم الدولة الإسلامية حققت هدفها ولن تتوقف». وأوضح مسؤول تركي لوكالة فرانس برس أن ضربات الجمعة هدفها «وقائي» أيضاً، وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «حصلنا في الأسابيع الأخيرة على معلومات تدل على أن تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بتكديس السلاح». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات التركية أدت إلى مقتل تسعة جهاديين مسلحين. وأكد أردوغان الجمعة أن تركيا سمحت للولايات المتحدة بشن غارات جوية على مواقع الجهاديين في سوريا والعراق من قواعدها بما فيها قاعدة أنجرليك. وأضاف «ستستخدم في إطار محدد»، بدون أن يذكر أي تفاصيل.من جهة أخرى، أطلقت السلطات التركية صباح الجمعة عملية مداهمات واسعة في إسطنبول شارك فيها خمسة آلاف شرطي بدعم من المروحيات ضد ناشطين مفترضين من تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب وسائل الإعلام التركية.وأفاد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو «تم توقيف عدد إجمالي بلغ 297 شخصاً لانتمائهم إلى جماعات إرهابية» في 16 محافظة في البلاد بينهم 37 أجنبياً.وبين هؤلاء خالص بايانتشوك المعروف باسم أبو حنظلة أيضاً وقالت وكالة أنباء الأناضول إنه مسؤول في تنظيم الدولة الإسلامية في إسطنبول. كما قتلت ناشطة من اليسار المتطرف في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في أحد أحياء إسطنبول، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية. والناشطة عضو في الجبهة الثورية لتحرير الشعب وهي مجموعة ماركسية تقف وراء عدة هجمات في تركيا.