في الأيام القليلة الماضية تعرض الوالد سعد بن عبدالله البوعينين لوعكة صحية أدخل على أثرها للمستشفى العسكري لتلقي العلاج اللازم، وبعد أن من الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء واستقرار حالته الصحية خرج من المستشفى ليكون بين أبنائه وأحفاده. هذه مشيئة القادر، أن يتعرض الوالد الفنان المحبوب لهذه الظروف الصعبة، فكل الشكر والتقدير والاحترام لمن وقف مع الوالد في هذا الظرف الصحي العابر.تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ومن اليوم الأول ما تعرض إليه الوالد، وتناثرت الكلمات بين أطياف المجتمع البحريني والتي كانت في مجملها معنى واحداً فقط، هو حب الفنان سعد البوعينين، الفنان الذي لم يتخلف قط عن خدمة الوطن في رسم الابتسامة على وجه كل إنسان طوال مسيرته الفنية التي تزيد عن الأربعين عاماً.الابن البار والوالد والمربي والمعلم والفنان، مفردات تلتقي عند نقطة واحدة، تلتقي فقط عند سعد البوعينين، فقد يعلم الكثيرون الشخصية الفكاهية والفنية لـ»أبوأحمد»، وقد يعلم الكثيرون شخصيته التربوية، ولكن قد لا يعلم إلا البعض الابن البار والوالد سعد. فعند ملاحظة زوار الوالد وهو في المستشفى العسكري والاستماع إلى كلمات المواساة، وقراءة كل عبارات الدعاء له بالصحة والعافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وكل كلمات الثناء والتقدير على مسيرة الوالد التربوية والتعليمية في كل مدارس مدن وقرى البحرين، تتأكد عندها دلالات تؤيد فعلاً بأن تلك المفردات تلتقي فقط عند سعد البوعينين.الاب البار سعد البوعينين، ولد عام 1943 في المحرق، وتربى بين «دواعيس» المحرق، وتلقى تعليمه بكل مراحله في مدارس البحرين، وكان هو الابن الوحيد لوالديه، ومارس التجارة البسيطة مع والده في المحرق، ولظروف عمل والده في شركة أرامكو السعودية، حمل أمور تجارة والده البسيطة في المحرق لسنوات قبل أن يتجه إلى إتمام دراسته والالتحاق بسلك التربية والتعليم.لم يتأخر المواطنون ومواطنو دول مجلس التعاون، إما بالحضور الشخصي أو عبر الاتصال المباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السؤال والاطمئنان على صحة الفنان سعد البوعينين، وكانت دموع الحزن والألم في عيون من استطعت أن أتحدث وأتبادل أطراف الحديث معه، فكل الشكر والتقدير والعرفان لكل من وقف مع الفنان سعد البوعينين في هذه الظروف العابرة، فكم أنت محبوب يا والدي، فنحن بك نفتخر وبك نعلو، ومنك نتعلم وأنت على فراش الشفاء بأن البحرين لاتزال في أمان الله، وأن البحرين فوق كل اعتبار.فالوالد الإنسان، أحب الوطن وأحب شعبه دون أي تمييز، فلا للطائفية ولا للعنصرية ولا للمذهبية أي مدخل عند «أبوأحمد»، يتأثر كما يتأثر كل مواطن عندما تتعرض الوحدة الوطنية للخطر، ويتألم عندما ينقسم المجتمع ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى طوائف ومذاهب. مشاهد اللحمة الوطنية، وذوبان المذهبية والطائفية كانت على موعد حيث كان يرقد للعلاج الوالد الفنان سعد البوعينين، كانت لوحة جميلة للغاية، فشكراً لتلك اللحظات المعبرة والخلابة التي من الصعب أن تتكرر، والتي أتمنى أن تتكرر ولكن في ظروف مناسبة أخرى أجمل. بقلم: الدكتور أحمد سعد عبدالله البوعينينباحث في القانون الدولي العام والعلوم السياسيةجامعة محمد الخامس بالرباط / المملكة المغربية
سعد البوعينين.. دروس في اللحمة الوطنية
25 يوليو 2015