جددت هيئة علماء المسلمين في العراق دعوتها للمنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بتحمل مسؤلياتها والقيام بدورها في توثيق الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة التي ترتكبها الحكومة الحالية بزعامة نوري المالكي واجهزتها القمعية ضد العراقيين الابرياء. وقالت الهيئة في بيان اصدرته الجمعة "في خطة حكومية وإجراءات طائفية ممنهجة باتت مكشوفة لدى العراقيين ومعروفة لدى العالم ومنظماته الإنسانية لتجريد مناطق بعينها من مكونها الأساسي عبر زج أبنائها في السجون ومصادرة أملاكهم وأسلحتهم الشخصية التي يدافعون بها عن أنفسهم لجعل مناطقهم مستباحة للميليشيات الطائفية ومن ثم اجبارهم على تركها؛ وصل عدد المعتقلين خلال الأيام العشرة المنصرمة إلى (2428) معتقلا، فضلاً عن قتل (51) مواطنا".واوضح البيان ان الجرائم الوحشية والاعتقالات الظالمة شملت محافظات (بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، والتأميم، وديالى، وذي قار، وبابل ) في الوقت الذي ما زالت فيه المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد تشهد هجرة المئات من العائلات إلى المحافظات المجاورة هربا من بطش الاجهزة الامنية الحكومية والممارسات الاجرامية التي تقترفها تلك القوات المسعور.وفي ختام بيانها، حمّلت هيئة علماء المسلمين، حكومة الاحتلال الخامسة واجهزتها القمعية ومجلس نوابها، مسؤولية هذه الجرائم النكراء التي تعبر بوضوح عن النفس الطائفي الذي يتعامل به المالكي مع العراقيين الشرفاء .. معربة عن ثقتها بان أمد السكوت على هذه الجرائم لن يطول، وان الجناة وحماتهم سينالون عقابهم الدنيوي العاجل جراء ما اقترفته أيديهم في قتل وسفك دماء ابناء العراق الجريح.من جهته، اتهم الشيخ (حسين الدليمي) خطيب الجمعة الموحدة في ساحة اعتصام مدينة الرمادي، الحكومة الحالية واجهزتها القمعية بانتهاك حقوق الانسان العراقي خلال حملات الدهم والتفتيش الظالمة التي تنفذها في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد. واكد الشيخ (الدليمي) في خطبته التي حضرها الالاف من ابناء محافظة الانبار، ان المواطنين في تلك المناطق يتعرضون للابادة الجماعية والتنكيل والاعتقال من قبل الاجهزة الامنية الحكومية والمليشيات الطائفية المدعومة من الحكومة الحالية .. عازيا اسباب استمرار الاعتصامات المتواصلة في ساحات الشرف والكرامة منذ ثمانية اشهر الى الظلم الذي وصل الى اعلى درجاته.وقال (الدليمي) : "ان خطة الحكومة الحالية تتضمن منهجين الاول: افراغ حزام بغداد من المكون السني من خلال طردهم واعتقالهم والتنكيل بهم واجبارهم على الرحيل من مساكنهم، والثاني اعادة ملء السجون الحكومية من المكون السني بعد هروب واعدام المئات من المعتقلين" .. لافتا الانتباه الى ان هنالك مخطط خطير يهدف الى تمزيق وحدة المسلمين عبر التعامل على اسس طائفية مع مذهب دون آخر.واكد الشيخ (محمد فيصل الجميلي) خطيب الجمعة الموحدة التي اقيمت على الخط الدولي السريع شرق الفلوجة، ان الحكومة الحالية التي فشلت في ادارة شؤون البلاد، تمارس الان السلطة بطريقة طائفية.واوضح الشيخ (الجميلي) في خطبة الجمعة التي اطلق عليها (لن نركع ايها الظالمون) ان العراق يمر اليوم بازمة خطيرة لم يشهدها قبل ابتلائه بالاحتلال السافر وحكوماته المتعاقبة التي فشلت فشلا ذريعا في السيطرة على الاوضاع المتردية .. مشيرا الى ازدياد التفجيرات المختلفة التي تستهدف المواطنين الابرياء، وتفشي ظاهرة الفساد المالي الاداري في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية.ووصف الشيخ (الجميلي)، رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بالدكتاتور والتسلطي الذي يحكم هذا البلد الجريح بطريقة طائفية مقيتة اصبح الشعب العراقي كله يستغيث منها ويطالبه بالتنحي لعدم تمكنه من ادارة الحكم بطريقة صحيحة .. مؤكدا ان القوات الحكومية المخترقة من قبل الميليشيات الطائفية، اضحى ولاءها للأحزاب المشاركة في العملية السياسية الحالية بدلا من الولاء للوطن والشعب.وفي ختام خطبته اشاد الشيخ (محمد فيصل الجميلي) بصبر وشجاعة المتظاهرين والمعتصمين الذي يرابطون في ساحات الشرف والكرامة في المحافظات المنتفضة منذ نهاية العام الماضي .. داعيا اياهم الى مواصل الصمود حتى تحقيق مطالبهم المشروعة واستعادة حقوق العراقيين المسلوبة التي خرجوا من اجلها.وطالب الشيخ (خالد حاتم السامرائي) امام وخطيب جمعة الصلاة الموحدة في قضاء سامراء، العراقيين بالخروج عن الصمت الذي طال دون الحصول على اجابة بشأن ما يجري في العراق من قبل حكومة ظالمة تمارس جرائم القتل والتهجير الطائفي والاعتقالات الجائرة ضد المكون السني تحت ما تسمى عملية (ثأر الشهداء) في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد.واكد الشيخ (السامرائي) في خطبته امام المعتصمين في ميدان الحق، ان السياسة الهوجاء التي تنتهجها الحكومة الحالية تهدف إلى جر البلاد إلى الفتنة الطائفية .. داعيا ابناء العراق كافة الى عدم الانجرار الى ذلك، والتحلي بضبط النفس لافشال مساعي هذه الحكومة التي تقتل الابرياء وتفجر وتدمر وتنتهك الاعراض.وخاطب الشيخ (السامرائي) في ختام خطبته، المعتصمين بالقول:" لقد اسمعتم صوت الحق للعالم اجمع ، لأنكم لكل ظالم نار تلذع ، وان كل واحد منكم لغير الله لا يركع ، وانكم عاهدتم الله انكم لن تخذلوا امرأة اغتصبت في سجن الظالم وطفل قتل ابوه بغير ذنب ومعتقلا اعتقل بدون حق ، فاستمروا في جهادكم ضد الظلم ، ويكفينا اننا في المحافظات المنتفضة اصبحنا صوتا واحدا ضد قوى الشر والظلام" .. متسائلا عن دور المجتمع الدولي والامم المتحدة ازاء القتل والظلم المتواصل في العراق وسوريا.
International
هيئة علماء العراق تطالب بتوثيق جرائم حكومة المالكي
23 أغسطس 2013