غدك قد يأتي حاملاً معه الكثير من المفاجآت، بأن الليالي قد تهدر كالرياح هادمة ما بنيته تنقلب حياتك رأساً على عقب، تخونك السنين ويتغير كل ما عرفته، قد تتغير الكثير من الأشياء، لأنه الخوف هو ذلك جزء من عقلك، وكل عقل، فالخوف بحد ذاته لا محتوى داخله ولا جوهر فيه، والعقل الفارغ لا يحوي سوى أوهام يخيلها لك واقع العقل من كل شيء يخاف وخوف العقل الأساسي هو من تحررك منه. يوم نهاية عقلك وليس أنت حقاً هو اليوم الذي تستيقظ فيه في الصباح وتسمع فيه نبضات قلبك لأول مرة حيث قد اختفى الخوف إلى الأبد، الذي كان يستمر في إبعادك عن نفسك آلاف الأميال وإنما هي أفكارك التي هي السجن وقلبك الشاهد قد اكتشف بأن السجن ليس موجوداً. لم تكن يوماً فيه وإنما كنت تظن أنك في سجن موجود. فلا تفزع من هجر عقلك لأنه ليس لك بأمر مخيف بل هو إعلان لولادتك من جديد، إعلان لبدء حياتك لأول مرة كما ستعي، فلا وجود لحرية أعظم وأكبر لا وجود لشيء مثل هذا الشيء، الذي يهديك أجنحة تطير بها في السماء. إنه حقاً أعظم اكتشاف، والكنز الأغلى في الحياة بدونه ستبقى في معاناة بدونه ستبقى لجميع مخاوفك أسيراً على الأرض، ولسوف تستمر في خلق مخاوف جديدة كل حين وحين، و ستحيا في خوف وستموت في خوف ولن تتذوق وتعرف طعم الحب أبداً.علي العرادي أخصائي تنمية بشرية