بعد تلك الخدمة الطويلة في العمل بجد وإخلاص لله والوطن يأتي يوم يصل فيه الشخص إلى مفترق طرق، إلى مرحلة صعبة عليه أن يقرر مصيره فيها، فيتقاعد عن عمله ويرتاح من ذلك التعب والسهر والقلق الذي عاشه فترة طويلة من عمره، اليوم الموعود أصبح في يده وعليه الانتقال إلى هذه الحياة الجديدة، حياة التقاعد، حياة الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة والتقرب والصلاة في المساجد وأيضاً الاستمتاع بالنعم التي أنعم الله بها عليه، وكذلك الاستمتاع بوقته الذي أصبح ملكه ويستطيع أن يفعل به ما يشاء.لقد التقيت بمجموعة من المتقاعدين في سفرة جميلة واكتشفت أنهم من أروع وأطيب الناس، قلوبهم بيضاء وثمة صفاء يجمعهم، هم قدوة لبلادهم ويمثلون الإنسان البحريني الطيب الأصيل ويسردون ذكرياتهم الجميلة التي مرت عليهم وهم شباب في موقع العمل، هم بأخلاقهم وتعاملهم مع الناس يوصلون رسالة مهمة إلى العالم بأن الإنسان البحريني يملك الكثير من الصفات الطيبة والحسنة.لاشك في أن الكثير من الدول تسعى إلى راحة مواطنيها المتقاعدين وتهيئ لهم الكثير من التسهيلات التي تعينهم على تكملة مشوار حياتهم بل إن الكثير من الدول تهتم بالجانب الترفيهي لحياة المتقاعدين من حيث تنسيق سفرات سنوية لهم ودفع جزء من تكاليف تلك السفرات لكي يستمتعوا بحياتهم، فهي بذلك تعبر لمتقاعديها عن الشكر والامتنان على ما بذلوه في سنوات خدمتهم.إن الاستمتاع بالحياة لا يقف عند عمر معين فقد التقيت في مرات عديدة بالكثير من المتقاعدين الأجانب الذين فاقت أعمارهم السبعين وهم في قمة الحيوية والنشاط ويستمتعون بالمزايا التي أغدقت بلدانهم بها عليهم أتمنى لو يعطى المتقاعد في بلدنا القليل من تلك الامتيازات وأهمها تحسين وزيادة رواتب المتقاعدين .الناشط الاجتماعي صالح بن علي