كتب- سعد راشد:لعبت إيران دوراً محورياً في زعزعة أمن مملكة البحرين من خلال تصدير الأسلحة والذخائر والأموال والمعلومات السرية إلى عدد من خلاياها في البلاد، مما أدى إلى قيام هذه الخلايا بعمليات إرهابية تفجيرية استهدفت الأبرياء ورجال الأمن، بل جندت إيران بعض المنشآت لتكون مخازن في بعض المآتم التي تستغل موقعها لإخفاء تلك الأسلحة، حسب ما صرحت به وزارة الداخلية، في الوقت الذي وجه خامنئي اتهامات للبحرين بأن شعب البحرين من الشعوب «المظلومة» وسيتم دعمها.فخامنئي لم يصل إلى للحكم في إيران إلا بعد تلقى دعماً غربياً، والمصادر والتقارير الصادرة والمتعلقة بتاريخ إيران ونقل الحكم من الشاه إلى خامنئي، تتحدث عن أن المناخ الدولي في ذلك الوقت قبل استلام خامنئي الحكم مهد بدوره لإنجاح الانقلاب على الشاه، ففي خاتمة كتاب «تاريخ إيران السياسي بين ثورتين» للدكتورة آمال السبكي لخصت هذا الأمر بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تخلت مؤقتاً عن قيام الشاه بدور شرطي المنطقة، ونددت بانتهاكه لحقوق الإنسان في معاملته اللاإنسانية للمعارضة الإيرانية، ودفعت بمخابراتها النشيطة داخل إيران لمنع الجيش من الدفاع عن نظامه أو مساندته، كما نشطت بريطانيا في محاربته والسعي لإسقاطه بعد أن ألغى نظام الكونسورتيوم (هو عبارة عن اتفاق يبرم بين أشخاص، طبيعية أو معنوية محلية أو أجنبية، ويتضمن التزامات كل جانب في تنفيذ مشروع معين لمدة محدودة من أجل تحقيق الربح دون أن ينشأ من هذا العقد كيان ذاتي أو شخصية قانونية مستقلة) لمصلحة الغرب الأوروبي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الغربية الأخرى، ومن هنا روجت الإذاعات الغربية الموجهة باللغة الفارسية، لأفكار واجتهادات وتحريضات الخامنئي للشعب الإيراني عبر موجات الإذاعات الغربية، وعلى رأسها البريطانية والفرنسية. كما حث سفيرا أمريكا وبريطانيا الشاه على الرحيل من إيران في إجازة مفتوحة تمهيداً لعودة خامنئي بعد أن روجت صحافتها له، وأعدته إعلامياً لتولي مهام حاكم الدولة الإيرانية الجديدة.وبعد أن استلم خامنئي الحكم في إيران عمل حسب ما قاله وليد الزبيدي، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، في مقاله (تبديد الثروة لتصدير الثورة) «عملت إيران على مشاريع التمدد الإيراني في العالمين العربي والإسلامي.. ورغم عدم وجود إحصاءات وأرقام عن المبالغ التي ترصدها سنوياً الحكومة الإيرانية لهذا الهدف، إذ تدخل ضمن السرية المطلقة، فإن النشاطات المرصودة في غالبية الدول العربية والإسلامية، التي تعتمد بالأساس على صرف مبالغ لأشخاص ومجاميع يقدر عددهم بمئات الآلاف إن لم يصل إلى الملايين، تكشف حجم الأموال التي تصرف نقداً لهؤلاء سنوياً.. وإذا أحصينا هذه المبالغ على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً، نجد أن مئات المليارات من الدولارات قد أهدرت خارج إيران وبعيداً عن المشاريع التنموية والخدمية التي تصب في مصلحة الإيرانيين، مما انعكس على مستويات المعيشة في إيران وازدياد نسبة الفقر وتفشي البطالة بين الشباب الإيراني»، وبالتالي فإن كل هذه المبالغ قد تم صرفها للهدف الأساسي وهو تصدير الثورات للخارج على أن يكون لها هذا التمدد في المنطقة، خاصة بعد الاحتلال الإيراني للعراق وسوريا وتتجه إلى اليمن.وهذا ما اعترف به قائد فيلق القدس للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني، عندما أعلن في كلمة له في مدينة كرمان (جنوب شرق البلاد) بمناسبة الذكرى الـ 36 للانتصار المزعوم للثورة أن مؤشرات تصديرالثورة الإيرانية باتت مشهودة اليوم في كل المنطقة، سواء من البحرين والعراق إلى سوريا واليمن وحتى شمال أفريقيا.إذاً فإن مملكة البحرين ضمن الأجندة الأساسية للنظام الحاكم في إيران لتصدير الثورة لها من خلال الدعم التي تقدمه لخلاياها الإرهابية، وأن اتهامات خامنئي للبحرين هي اتهامات تصدر كجزء من الدفاع المستميت للأهداف التي يسعى لها وأطماعه في البحرين.فكل ما سبق، يؤكد أن خامنئي قبل أن يتولى الحكم قد ساندته قوى الغرب، وبعد ذلك قامت هذه القوى بمساعدته في الاتفاق النووي، كما أنها مهدت له الطريق لتصدير ثرواته، ومن هنا فإن ما وصلت إليه الثورة الإيرانية هي مجرد تسهيلات قدمها الغرب للنظام الإيراني، وأن تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران ما هي إلا تصريحات غير عملية وليست واقعية، فهي حبر على ورق وإنما هي في الحقيقة الداعم الأول لإيران وهذا ما يثبته التاريخ والأحداث.محلياً، حظيت مملكة البحرين بقيادة حكيمة تعاملت مع هذه الأحداث والتهديدات بصورة مثالية، بل أسهم بذلك الشعب البحريني الواعي لتلك المخططات بأن يتم التصدي لها واستنكارها على وجه السرعة، وعليه أن ما تقوم به إيران ليس فقط هو دعم بالأموال بل دعماً بالأسلحة واستغلال الإعلام للترويج لأفكارها في المنطقة، في الوقت نفسه فإنها قامت بدفع المليارات إلى الخلايا الإرهابية على مدى حكم خامنئي، مقابل تفشي الفقر والأمراض لدى شعبها، إلا أنها ازدادت وتيرة هذه التهديدات والاتهامات بعدما كشفت خيوط مؤامراتها لدى الشعوب العربية مما جعل مسؤوليها في الحرس الثوري الإيراني أقرب إلى المجانين بإصدار تصاريح كأخبار هيوليود!!