كتب مهند أبو زيتون:لم يتأخر أبداً إعلان إيران تفسيرها السياسي لاتفاق فيينا النووي مع الغرب، فلم يكد حبر التوقيع على الاتفاق يجف حتى تحدث خامنئي عن استمراره الشرس في دعم حلفائه بمناطق يعتبرها تحت نفوذه كسوريا ولبنان والعراق، وتقوية من يعتبرهم أتباعه في مناطق يحلم أن تكون تحت نفوذه في الخليج العربي على الأقل.ظهر أن إيران تدرك جوهر الاتفاق «الأموال مقابل القنبلة»، فبشرت جمهورها بمواقع متقدمة في الصراعات الدائرة بمنطقتنا نتيجة الأموال التي سيفرج عنها الاتفاق. باعت الجمهورية الإسلامية القنبلة النووية مقابل هامش حركة أوسع في الملفات المتأزمة. سارع الإيرانيون إلى اعتلاء الحصان حتى قبل أن توضع المركبة على عاتقه. التكلفة البشرية والمالية العالية، التي تدفع طهران فاتورتها اليوم للدفاع عن مواقعها في مناطق كانت تحت نفوذها الكامل دون أي تكلفة قبل 4 سنوات، تضغط على متخذ القرار الإيراني بفتح جبهات أخرى يستنزف فيها الخليج، خصم إيران الأول، فكان اليمن. واليوم تُفتح النار على البحرين علناً. ولئن وشت تصريحات خامنئي بمجمل السلوك المتوقع ما بعد «الاتفاق» فإن جريمة سترة التي راح ضحيتها شرطيان تشرح بوضوح التفاصيل التكتيكية للجبهة التي يحلم النظام الإيراني بفتحها في البحرين، فوضى مسلحة كان العميد الإيراني محمد باقر زاده سماها «عمليات عسكرية غير منظمة من طراز حرب العصابات». تفهم هذه التصريحات المباشرة عادةً من باب التمني السياسي والتشجيع على الفعل، غير أنها هذه المرة سبقت إحباط تهريب متفجرات للبحرين و«بشّرت» بعملية حدثت فعلاً وأوقعت شهيدين. يبدو أن قراراً إيرانياً اتخذ بإشغال السعودية بالبحرين مجدداً، وإن كان كل ذلك يبدو للمراقب في باب «تجريب المجرَّب».