ربما يظن بعض المغرورين والمغرر بهم أن سبب ونتاج خروج هذا الفكر الإرهابي الخطير في بلادنا يتلخص في وجود جور وظلم وهذا الفهم يعد من السفه وقلة العلم لأن هذا الفكر خرج ورسول الله عليه الصلاة والسلام حاضر وينزل عليه وحي السماء، فيخرج عليه أحد المغرورين منهم وأمام الناس فيقول لرسول الأمة (يا محمد اعدل!!!) ويح هذا الخارجي، إذا رسول الله لا يعدل!! فمن يعدل؟!. خرج والخليفة الراشد الزاهد عثمان بن عفان بين ظهراني صحابة رسول الله خير البشر، فحاصروه أربعون يوماً وقتلوه دون رحمة، خرج وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقود الأمة بعدله وحكمته، فكفروه وقاتلوه وقتلوه.إنهم الخوارج يخرجون في الفتن وضعف الأمة ليخدموا الأجندات الخارجية الحاقدة على المسلمين كما يحدث اليوم في كثير من الدول الإسلامية، وهم باقون حتى قيام الساعة فهم بيننا ولو بيننا حاكم مثل الفاروق عملاق الأمة وعنوان العدل عمر بن الخطاب يحكم بيننا.فالسبب الحقيقي إذاً ليس جور الحكام وظلمهم، نقول وبكل أمانة إن خروج هؤلاء الخوارج ومـــن علــى شاكلتهم ممن يخدمون الأجندــــات الصفوية يكمن في بعدنا عن منهج الإسلام الحقيقـــي الصافي الذي يدعو للمروءة والأخلاق والتضحية والإيثار وإكرام الجـار وذي الشيبة والمعاملة الحسنة ويحرم قتل النفس إلا بحقها ويحرم قتل المعاهد المستأمن في بلاد الإسلام، يكمن في تفشي المعاصي وإعلانها، في فسح المجال لمن هب ودب يلقى الخطب التحريضية المشحونة على ولاة الأمر والحــــديث فــي أعراضهم وعدم احترامهم، في مناصحة ولاة الأمر عبر المنابر والمجالس وبين العامة، في إشاعة مساوئ الحكومة فقط بين الناس ونسيان الإيجابيات في وغر الصدور عليها فيكره الناس ولاة أمورهم، في تخلي مشايخ الدين عن دعوة الشباب للمنهج الحق وتبيان خطورة هذا الفكر المتطرف في إهمال الأبناء وعدم مراقبتهم.أدعو نفسي والجميع لقراءة منهج الإسلام الحق الصافي الذي استقاه صحابة الرسول ومن جاء من بعدهم من سلف الأمة من فعل وأمر وتقرير الذي لا ينطق عن الهوى رسول الأمة، وقبله كلام الله العزيز القرآن الكريم، وترك متسوري العلم الضالين المضلين الذين يحرضون الشباب على الخروج والجهاد دون إبداء المنهج الحق والرأي السديد من لدن علماء الأمة العارفين في هذه الأمور الخطيرة.عيسى الكواري
لا للفكر التكفيري في بلادنا
29 يوليو 2015