كتبت – شيخه العسم: يتعرض المراهق لعاصفة من الاضطرابات النفسية، ترافقها تغييرات عضوية، تهزه بقوة إلى درجة يمكن معها القول إنه يعاني خلالها من الحيرة وفقدان التوازن. وتبدو مرحلة المراهقة شاقة بالنسبة لأولياء الأمور والمربين، لأنها تمتاز ببروز تناقضات كثيرة في تصرفات وسلوك الأحداث. فما أسباب هذا التمرد؟ وكيف يمكن للآباء السيطرة عليه؟ الإجابة في الآراء الآتية... احذروا رفاق السوء تقول أم شايع: كان ابني الأكبر هادئاً مطيعاً مساعداً لأبيه، لكن تغير سلوكه فجأة وأصبح عدوانياً متسلطاً يرفض الأوامر ويتشاجر مع أخواته الصغار. لقد عجزنا عن تصحيح سلوكه، لكن عصيانه يزداد، وكل ذلك بسبب "شلة” فاسدة. ويعلق سلمان جاسم - 52 سنة- انتقلت وأسرتي لمنطقة أخرى، بعد تعرف ولدي الأوسط على "شلة” مستهترة، أدت إلى دخوله مراكز الشرطة بسبب الأعمال التي يقومون بها. ليس هذا فحسب، فقد تجرأ على مد يده على أمه وضربها بسببهم، وصار سلوكه عدوانياً للغاية، مما اضطرني لاستئجار منزل وشراء منزل آخر في منطقة بعيدة، هرباً من هذه "الشلة”، وهو اليوم في أفضل حال. التدليل سبب العناد ويؤكد عباس خالد -26 سنة- معاناة أبويه من أخيه، مضيفاً: لقد قاما بتدليل أخي "تدليعة” حتى وصل إلى مرحلة المراهقة، وكانا يلبون جميع طلباته، حتى تعرف على أصدقاء السوء، فبات يهمل دراسته وأصبح طويل اللسان ومتمرداً، لكن أبي وأمي لايزالان متجاهلين لتصرفاته بقولهم "صغير لا يدرك ما يفعله”، لقد نصحته كثيراً لكنه لا يسمع كلامي”. وتشير ربة بيت وهي سمية عبدالله إلى عناد ولدها، فهو عنيد يتشبث برأيه حتى لو كان على خطأ، يريد دائماً فرض رأيه ولو بالقوة، كما إنه لا يمنح وقتاً كاف للمذاكرة. يعيش في أحلام اليقظة ويرغب بأن يكون رجل أعمال، إن لديه عقدة الابن الأصغر ويتهمنا أننا لا نحترم رأيه ولا نشركه في المناقشة ولا نفهمه، وبذلك يقلب أي جلسة أسرية إلى نكد، حتى أعياد الميلاد تنقلب فيها الحفلة إلى عراك، وطلباته لا تنتهي، وآخرها رغبته بشراء تليفون محمول مع أنه لايزال طالباً بالمرحلة الثانوية. الحذر من أساليب الغرب ويلفت عبدالله خالد -45 سنة- إلى أن مرحلة المراهقة أصعب مراحل حياة الطفل، تؤثر على مستقبله بوسائل كثيرة جداً، منها أجهزة "الدش” أو الستلايت والإنترنت، ويجب أن تكون جميعها بنسب محدودة جداً ومراقبة من قبل الوالدين. ويضيف: علينا نصيحة الجيل المقبل بالحذر من الغرب ومن وسائله الشريرة، فهناك فرق شاسع بين مراهقي الماضي ومراهقي الوقت الحاضر. د.الجندي: الوالدان السبب الرئيس لتمرد المراهق تشير الأكاديمية د.شيخة الجندي إلى وجود أسباب كثيرة لتمرد وعصيان المراهق، والسبب الرئيس هو الوالدان، وعليهما فهم خصائص واحتياجات هذه المرحلة الحرجة، فكما إن للطفل الرضيع احتياجاته، فكذلك المراهق، ويجب أن يعامل بما يتناسب مع هذه المرحلة. وتضيف: إن السن ما بين 14 و16 سن التغير لدى الإنسان من طفل إلى مراهق. فهو لا يعي في هذه الفترة عواقب أي تصرف أو سلوك يبدر منه، ولا يستطيع أن يفسر ما وراء ذلك من عواقب ونتيجة. والمراهق في هذه المرحلة يكون مرناً جداً يحب التجربة، ويجازف كثيراً دون أن يهتم بالعواقب، والطريقة المثلى للتعامل مع المراهق هي فتح حوار معه وعدم الضغط عليه، وعلى الوالدين عدم الغفلة عن المراقبة الدائمة لتصرفاته والأماكن التي يتردد عليها والتعرف على أصحابه الجدد. وتؤكد د.الجندي أن أسلوب السيطرة لا يمكن أن يكون حلاً لمشاكل المراهق، فهو يولد عناد المراهق، وفعل ما ينهيان عنه، والبديل هو الحوار والإقناع، مثال على ذلك خروج بعض الشباب المستهتر في المظاهرات التخريبية، وهو دليل طاقة عند المراهق، على الأب أن يحضر ولده ليشرح له عواقب هذا التصرف، ومن ثم يهيأ له البديل كأن يسجله في نادي تكوندوا مثلاً، هذا الأسلوب هو الأمثل لكسب المراهق بدل خسارته. وتلفت إلى أن الفترة الحالية التي نعيشها أفضل بكثير من الفترة السابقة، من ناحية الوعي بالتغير الذي يحدث للمراهق كالتغير الجسماني. في السابق مثلاً كانت التغيرات الجسمانية أو نزول الدورة لأول مرة، يصدم الفتاة ويصيبها بالهلع والخوف، أما اليوم فإن المراهق والمراهقة يعون تماماً التغيرات التي تحدث لهما، بوجود البرامج التوعوية في المدارس وفي التلفاز وغيرها من الوسائل، التي يستطيع فيها المراهق فهم ما يدور في هذه المرحلة من تغيرات كثيرة.