أكد علماء الدين بالبحرين رفضهم الحازم التدخل في شؤون البحرين من أي طرف خارجي، والإساءات المتكررة من المسؤولين الإيرانيين، مشيرين إلى أن دعاة العنف ومثيري الفوضى ومؤججي الفتن، يتخذون العنف والتخريب والتفجير وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف تضر بالأمن الاجتماعي والتعايش السلمي بين الجميع، ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن.وأكدوا في بيان وقعه المئات منهم من المذهبين الكريمين وجميع منتسبي السلك الديني أمس بمقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الجفير، رفض شعب البحرين بكل أطيافه لأي تدخل في شؤون المملكة من أي طرف خارجي لاسيما التدخلات الإيرانية السافرة، والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة في مواجهة هذه التدخلات، حاملين رسالة واضحة وصريحة إلى المسؤولين الإيرانيين مذكرينهم بمبادئ الإسلام السامية في مراعاة حق الجوار وعدم المساس به، حرصاً على علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل الذي يحفظ حقوق الجميع، ومؤكدين بأن التدخل في شؤون المملكة يُعد إيذاءً ممقوتاً وتعدياً مرفوضاً رفضاً قاطعاً.ودعت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أول أمس جميع علماء المملكة وخطبائها ووعاظها وأئمة المساجد وقضاة الشرع ومعلمي معاهد العلوم الشرعية والحوزات الدينية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ومنتسبي السلك الديني لتسجيل موقف وطني موحد إزاء التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة.وتقرر تمديد فترة التوقيع على البيان الاستنكاري حتى يوم الاثنين الموافق 3 أغسطس المقبل، نظراً للإقبال الكبير الذي شهده يوم أمس بحضور العلماء ومنتسبي السلك الديني، ونزولاً عند رغبة العديد منهم ممن لم يتسن لهم الحضور الشخصي، كما تقرر أيضاً عمل رابط إلكتروني لمن يتعذر عليه الحضور شخصياً باعتماد البيان عبر الدخول على موقع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف.وفيما يلي نص البيان: بيان من علماء البحرين في استنكار التدخلات الإيرانيةالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه وسلم، أما بعد؛فإن شعب مملكة البحرين بكل أطيافه يرفض بكل حزم التدخل في شؤونه من أي طرف خارجي، ويقف صفاً واحداً خلف قيادته في مواجهة هذه التدخلات، وإننا علماء ورجال الدين بمملكة البحرين، من المذهبين الكريمين السني والجعفري، نعلن موقفنا الوطني تجاه التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون مملكتنا الغالية، مُذَكِّرِيْنَ -في الوقت ذاته- المسؤولين الإيرانيين بمبادئ الإسلام السامية في مراعاة حق الجوار وعدم المساس به، حرصاً على علاقات متوازنة تقوم على أساس الاحترام المتبادل الذي يحفظ حقوق الجميع.كما نُذَكِّرُ المسؤولين الإيرانيين بأن التدخل في شؤون مملكتنا الغالية يُعَدُّ إيذاءً ممقوتاً وتعدياً يرفضه كل أطياف شعب مملكة البحرين رفضاً قاطعاً.وإننا ومن منطلق إيماننا وإسلامنا وعروبتنا نرفض تلك الإساءات المتكررة من المسؤولين الإيرانيين الذين يضربون بمبادئ حق الجوار التي دعا إليها الدين الحنيف عرض الحائط، مُؤَكِّدِيْنَ حرصنا على علاقات أخوية مع الشعب الإيراني الشقيق.وإذ نعتز بوطننا ونفتخر بوحدة شعبنا؛ فإننا نُؤَكِّدُ دعمنا لكل ما تتخذه قيادتنا الرشيدة من إجراءات لوقف هذه التدخلات من قبل المسؤولين الإيرانيين، ونشدد على ضرورة التفاف الشعب بكل أطيافه حول قيادته، وتسجيل موقف وطني واحد وواضح يعبر بكل قوة عن الرفض الحاسم والاستنكار الشديد لتلك التدخلات والإساءات المتكررة.مستنكرين بشدة في ذات الوقت على دعاة العنف ومثيري الفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب والتفجير وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف تضر بالأمن الاجتماعي والتعايش السلمي فيما بين الجميع، ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن.وتأسيساً على مقاصد الإسلام وضروراته الخمس بوجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتأكيداً على دعوة الإسلام إلى تحقيق الحياة الآمنة لكل الخلق، فقد حرمت الشريعة الغراء تحريماً قاطعاً كل سبيل يؤدي إلى التعدي على الآخرين، فإننا نقف اليوم صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، داعين جميع العقلاء والمخلصين للتكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة بل والمحرمة شرعاً وعرفاً وقانوناً.والله تبارك وتعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وأن يعم البشرية بظلال السلام.والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.علماء الدين بمملكة البحرين