على الرغم من الغضب الشعبي تجاه سياسة الحكومة الإيرانية الداخلية، بل حتى الخارجية، كونها كانت سبباً رئيساً في تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إيران، فإن نظام إيران منذ عام 1982 انفق مليارات الدولارات لتصدير الثورة الإيرانية، فكانت النتيجة ميليشيات منتشرة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وغيرها، وفقر شكل وفقاً للمعايير الرسمية 43% من عدد سكان إيران، ونظام طهران هو الذي خلق الإرهاب لتهديد الاستقرار.قد يخفى على الكثيرين حقيقة الوضع الداخلي في إيران وما تواجهه من مشاكل واضطرابات حقيقية، وغضب نتيجة سياستها الداخلية، والتي تتمثل في تدني مستوى حقوق الإنسان، والمشاكل الاجتماعية، والأزمات الاقتصادية والدينية التي تواجهها، وقمع الحريات، وعملية التفرقة المذهبية والعرقية، في ظل انقسام المجتمع الإيراني في مذاهبهم، وأعراقهم، ولغاتهم، فهو مجتمع ينقسم إلى عدد من المجموعات العرقية واللغوية، وهي الفرس وهم الأغلبية، والأتراك والأكراد ثم العرب والتركمان، إلى جانب ما يواجهه الشعب الإيراني من ارتفاع نسب البطالة والاعتقالات السياسية القمعية فقر وبطالة وسوء أحوال المعيشة وارتفاع نسبة الطلاق، إلى جانب المشكلة الأكبر، المتمثلة في اختيار خليفة لعلي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، بعدما أكدت تقارير طبية أنه يعانى من السرطان.وتقع إيران في ذيل الدول الممثلة لحقوق الإنسان، وهو ما أثبته المقررون التابعون للأمم المتحدة، وممثلو حقوق الإنسان بإيران، حيث أعرب القرار الصادر من مجلس حقوق الإنسان للدورة 31 عن الأسف إزاء عدم تعاون إيران مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، وعدم تطبيق قرارات مجلس حقوق الإنسان، والجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً الحكومة الإيرانية بالتعاون الكامل مع مقرر حقوق الإنسان، والسماح له بزيارة البلاد، وتقديم جميع المعلومات اللازمة له للقيام بمهمته، بجانب احتلاله المرتبة الأولى في عدد عمليات الإعدام مقارنة بعدد السكان، إضافة إلى أنها تصنف بأنها أكبر دولة في عدد من الصحافيين المسجونين.بجانب وضع إيران الداخلي والذي يصفها المقرر الخاص للأمم المتحدة أحمد شهيد المكلف بملف حقوق الإنسان في إيران بـ»الكارثي»، تعيش صراعاً نتيجة أطماعها التاريخية ورغباتها الاستعمارية في المنطقة، وخلق العديد من الأزمات مع جيرانها، فنظام إيران يشبه في أساليبه المستعمر القديم الذي كان يتدخل في بلاد العرب بحجة حماية الأقليات العربية القاطنة على أراضيها، حتى استعمر معظم الأراضي العربية، والشيء ذاته تفعله إيران اليوم بالتدخل في الشؤون العربية بحجة حماية الأقليات العربية حتى يتسنى لها النفاذ من خلال ذلك إلى ما تراه استحقاقات تاريخية إقليمياً ودولياً.في ذلك يقول د.طه الدليمي إن إيران دولة مصطنعة، ممزقة داخلياً تستغل عرب الشيعة لتحقيق غايات سياسية تصب في مصلحتها، وتعتمد على المشاكل الخارجية علاجاً للصراعات الداخلية، وهي من وراء ذلك تخفي ضعفها بالجعجعات الإعلامية والتهديدات البالونية، فحجم إيران الحقيقي ليس كبيراً، ولا يصح أن نعاملها بغير حجمها الذي هي عليه.ويضيف الدليمي، إيران تعيش وسط أساطير وأوهام وأحلام كونت دولتهم عبر التاريخ، وتلعب على وتر الطائفية وتستند على عقد نفسية جمعية تعاني منها (الشخصية الفارسية)، انتقلت بالحث والعدوى إلى (الشخصية الشيعية) فصارت لا تفرق بين الشخصيتين: فارسية النسب كانت أم عربية؛ لذلك نحن نعتبر (الفارسية) ظاهرة وليست نسباً، إنها روح وفكر وشعور وسلوك بمواصفات معينة متى ما اجتمعت في شخص أو مجموعة استحق أن نطلق عليه هذا الاسم، ونسمه بهذا الوصف حتى لو كان عربياً هاشمياً.ومنذ إعلان قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 1979، والحكومة الإيرانية تتهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل وتوفير المعدات والأسلحة والتدريب وتقديم الملاذ للإرهابيين، وقد وصفت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بأنها «دولة نشطة في رعاية الإرهاب» وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس قائلة: «إيران هي الدولة التي تعد من عدة أوجه بانها البنك المركزي للإرهاب في مناطق مهمة في منطقة الشرق الأوسط».أما رئيسة «المجلس الوطني للمقاومة في إيران» مريم رجوي فترى أن النظام الإيراني هو الذي خلق الإرهاب لتهديد الاستقرار، وقالت في حديثها للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: «إن نظام طهران هو المسؤول عن خلق الإرهاب والأصولية باسم الإسلام، وعندما يطاح بهذا النظام سيطاح بالإرهاب أيضاً».وأضافت، «إن الإيرانيين يطلقون على النظام الحاكم في طهران لقب (عراب داعش)، وإن (نظام الملالي) ساعد في تشكيل داعش، وقتل السنة في العراق ساعد في بروز هذا التنظيم».ورغم المساعدة التي تسديها إيران للحكومة العراقية في قتالها التنظيم عن طريق تزويد الميليشيات بالسلاح والمشورة، أصرت رجوي -التي كانت تحدث إلى أعضاء الكونغرس عن طريق الأقمار الاصطناعية من مكتبها بباريس- على أن المواطنين الإيرانيين يطلقون لقب «عراب داعش» على حكومتهم، واختتمت بالقول، «ليس (نظام الملالي) جزءاً من أي حل لمشكلة الإسلام الأصولي، بل هو لب المشكلة».