عواصم - (وكالات): أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 43 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما خرجت تظاهرات في مناطق سورية فيما أطلق عليه اسم جمعة "خذلنا العرب والمسلمون”، كما وقعت اشتباكات ومواجهات بين القوات النظامية من جهة والمتظاهرين والمنشقين من جهة ثانية، في وقت طالب الموفد الدولي كوفي عنان الرئيس السوري بشار الأسد بتطبيق خطته لوقف العنف في البلاد على الفور.من جهته، قال أحمد فوزي المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، إنه يتعين على الرئيس السوري "تنفيذ الخطة على الفور”. وأضاف "بوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد”، مشدداً على أن خطة عنان يجب تطبيقها "الآن”. وسيتحدث عنان بعد غد الإثنين إلى مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف لإطلاعه على الوضع.وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. وتتضمن العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة تجميد الأرصدة التي قد يملكها هؤلاء الأشخاص الثلاثة، وهم داود راجحة ومنير أضنوف وزهير شاليش، في الولايات المتحدة، ومنع الرعايا الأمريكيين من إجراء أي اتصال معهم.ووصفت واشنطن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول خطة كوفي عنان لحل الأزمة في سوريا، بأنها "مخيبة للآمال”.ودعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية إلى تفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه لبدء عملية انتقالية. فيما اعتبرت صحيفة "تشرين” الحكومية السورية أن مقررات القمة "امتداد لسياسة الأنظمة” القائمة على "إباحة التدخل الأجنبي” في سوريا ودفعها نحو حرب أهلية.ميدانياً أدت أعمال العنف إلى مقتل 43 شخصاً. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في نقاط تظاهر كثيرة في مختلف مناطق سوريا، ولم تكن التظاهرات في بعض المناطق حاشدة بسبب الانتشار الأمني والعسكري، وبسبب وجود آلاف الناشطين والمتظاهرين في المعتقلات”.من جهتها، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حذر من التدخل الإيراني بسوريا ومن النتائج الكارثية لأي هجوم إسرائيلي غير محسوب ضد إيران. وفي بيروت، اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن الخيار العسكري لإسقاط النظام السوري "انتهى” داعياً إلى "حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة والمعارضة”.وفي طهران، أكد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن إيران ستدافع عن نظام حليفتها الإقليمية سوريا بسبب موقفها ضد إسرائيل. وأكد خامنئي أن "إيران ستدافع عن سوريا”. وأضاف "إننا نعارض بحزم أي تدخل لقوات أجنبية في الشؤون الداخلية لسوريا، الإصلاحات التي بدأت هناك ينبغي أن تستمر”. وحذر خامنئي من جهة أخرى من أي مبادرة تقودها الولايات المتحدة لحل الأزمة في سوريا، مؤكداً أن بلاده "ستعارض بحزم” أي مشروع مماثل. في المقابل، أكد أردوغان، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، على ضرورة التغيير في سوريا، قائلاً "يجب على النظام السوري أنّ يخضع لإرادة شعبه ومطالب الديمقراطية للشعب السوري”.وأضاف أن "بشار الأسد ليس صادقاً مع شعبه، ولو كان صادقاً لاحتكم إلى صناديق الاقتراع، لماذا يخاف من الانتخابات الحرة وصناديق الاقتراع؟!”.بدوره، عبر السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين "عن رغبته في أن تمهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع قوات النظام”.من جهة أخرى، يجتمع ممثلو المجموعة الدولية غداً في إسطنبول في إطار مؤتمر "أصدقاء سوريا” لتصعيد الضغوط على دمشق لكي تلتزم بخطة السلام التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والهادفة لوقف العنف. ومن المتوقع مشاركة 71 دولة في المؤتمر من أجل تحديد إجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة عنان التي وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد مع ملاحظات حولها.