احتفل آلاف الأشخاص أمس (السبت) بتطبيق الهند وبنغلادش اتفاقاً تاريخياً على مناطق حدودية يسمح لهما بتبادل جيوب من الأراضي وينهي أحد أصعب النزاعات الحدودية التي تركت نحو 50 ألف شخص بلا جنسية لنحو سبعة عقود.وبعد دقيقة من حلول منتصف ليل الجمعة السبت خرج الآلاف ممن كانوا محرومين من المدارس والعيادات وحتى الكهرباء للاحتفال بجنسيتهم الجديدة.وقال روسل خانداكر (20 عاماً) «بقينا في الظلام 68 عاماً» وهو يرقص مع أصدقاء في جيب داشيار شارا الذي كان سابقاً للهند وبات الآن لبنغلادش.وقال «أخيراً رأينا النور».وتم رسمياً مبادلة 162 جيباً من الأراضي، 111 منها في بنغلادش و51 في الهند، بعد التوقيع على اتفاق حدودي بين دكا ونيودلهي في يونيو الماضي.ويعني تبادل الأراضي أن نحو 50 ألف شخص كانوا يعيشون في جيوب معزولة منذ 1947 سيصبحون الآن مواطني الدولة التي شيدت فيها منازلهم.وتحدى سكان جيب داشيار شارا الذي بات مرتبطاً ببنغلادش الأمطار الموسمية وساروا في الطرق الموحلة وهم يرددون النشيد الوطني ويهتفون «بلدي، بلدك بنغلادش!». وأضاء آخرون 68 شمعة ترمز إلى «68 سنة من الألم والإذلال المستمرين».وحملت شريفة اكتر (20 عاماً) شمعة بيدها وقالت وهي تبتسم «يمكنني الآن تحقيق حلمي بأن أكون موظفة حكومية رفيعة».وقال ميد الإسلام (18 عاماً) «نحن الآن بشر لديهم حقوق». ورفع مسؤولون من الهند وبنغلادش أعلام البلدين في المناطق الجديدة خلال مراسم رسمية صباح أمس. وقال شفيق الإسلام كبير المسؤولين الحكوميين في منطقة دبيغانج الشمالية «أنشدنا النشيد الوطني ورفعنا الأعلام البنغلادشية في جميع الجيوب الـ 111 التي أصبحت جزءاً من أراضي بنغلادش».وقال المسؤول إن حكومة بنغلادش ستضع الآن «خطة رئيسة عاجلة» للتنمية تشمل بناء طرق ومدارس وخطوط كهرباء وعيادات.وزادت الهند أكثر من 15 ألف مواطن فيما اختار أكثر من 36 ألفاً من سكان الجيوب الجنسية البنغلادشية بموجب الاتفاق التاريخي.وفي جيب ماشالدنغا بولاية البنغال الغربية كانت الاحتفالات الرئيسة في الجانب الهندي حيث أقام الأهالي لعقود كبنغلادشيين لكنهم اختاروا الجنسية الهندية بموجب الاتفاق. واحتفلوا بإطلاق الأسهم النارية ورفعوا العلم الهندي احتفاء «بالحرية».وقال تاباس داس أحد الأهالي المحتفلين «انتظرنا هذه اللحظة طويلاً». ويعود تاريخ الجيوب إلى اتفاقات متعلقة بالملكية بين أمراء محليين منذ مئات السنين.وبقيت تلك الجيوب خارج تقسيم شبه القارة الهندية في 1947 بعد الحكم البريطاني وحرب انفصال باكستان الشرقية التي أدت إلى قيام بنغلادش في 1971.وتوصلت بنغلادش والهند في 1974 إلى اتفاق حول مسألة الجيوب، غير أن الهند وقعت على الاتفاق النهائي في يونيو الماضي خلال زيارة رئيس وزرائها نارندرا مودي إلى دكا. وفي الساعات الأخيرة قبيل عملية التبادل، أقام القرويون احتفالات خاصة وأدوا الصلاة في المساجد والمعابد الهندوسية احتفاء بحقبة جديدة.