حذرت سوريا اليوم الأحد من أن مهاجمتها بحجة استخدامها سلاحا كيمياويا ضد شعبها "سيحرق المنطقة"، بينما حذرت حليفتها إيران الولايات المتحدة من العواقب الوخيمة لضربة عسكرية محتملة ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية إن تدخلا عسكريا أميركيا محتملا في بلاده سيترك تداعيات خطيرة في مقدمتها "فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته".وأضاف أن الاعتداء على سوريا لن يكون نزهة لأي طرف في ظل التوازنات الإقليمية والمعطيات الحقيقية على الأرض.وكان الزعبي يشير إلى الدعم الذي تلقاه دمشق من إيران وروسيا على وجه الخصوص، ويلمح إلى القوة العسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد. وسبق أن نبه الأسد مرارا إلى أن التدخلات الخارجية في سوريا يمكن أن تؤدي إلى فوضى في المنطقة.وجاءت تصريحات وزير الإعلام السوري بينما تتحدث واشنطن وعواصم غربية أخرى بوضوح عن احتمال مهاجمة أهداف داخل سوريا ردا على الهجوم الكيمياوي الذي قالت المعارضة السورية إنه استهدف فجر الأربعاء الماضي الغوطة بريف دمشق.وتؤكد المعارضة أن الهجوم نفذ بصواريخ من مطار المزة العسكري ومن مرتفعات تشرف على بلدات بريف دمشق، وأوقع أكثر من 1400 قتيل جلهم من الأطفال والنساء. في المقابل نفت دمشق أن تكون قواتها استخدمت أي سلاح كيمياوي، بل اتهمت ما تسميها "المجموعات الإرهابية" بالوقوف وراء أي هجوم كيمياوي إذا ثبت أنه وقع بالفعل.وفي هذا السياق قال وزير الإعلام السوري إن استخدام السلاح الكيمياوي خط أحمر ليس للولايات المتحدة فقط وإنما أيضا لسوريا التي قال إنها "لن تستخدم سلاحا كيمياويا إذا كان موجودا لديها".وقال أيضا إن بلاده مستعدة للتعاون مع خبراء الأمم المتحدة المتواجدين بدمشق منذ ما قبل الأربعاء الماضي، لكنه أكد أنها لن تسمح مطلقا بوجود لجان تفتيش على أراضيها.تحذير إيرانيوفي طهران قال الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن "أميركا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية"، مضيفا أن أي تجاوز لهذا الخط من قبل واشنطن "ستكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض".وجاء تحذير المسؤول العسكري الإيراني في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في العاصمة الماليزية كوالالمبور أن القوات الأميركية مستعدة للخيار العسكري ضد سوريا إذا أمرها به الرئيس باراك أوباما.وتزايدت المؤشرات على ضربة عسكرية أميركية محتملة لسوريا مع دخول مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ "كروز" مياه البحر الأبيض المتوسط.وفي تصريحاته التي نقلتها اليوم وكالة أنباء فارس، اتهم نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الولايات المتحدة وما سماه "الدول الرجعية في المنطقة" بأنها خططت للحرب "الإرهابية" في سوريا لاستهداف ما وصفه بجبهة المقاومة، في إشارة إلى التحالف المعلن بين إيران وسوريا وحزب الله اللبناني.كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد قال أمس عقب اتصال بنظيره السوري وليد المعلم إن سوريا ستتعاون مع خبراء الأمم المتحدة في السلاح الكيمياوي الموجودين منذ أيام في دمشق.وأضاف أن الحكومة السورية "طمأنت" بلاده بأنها لم تستخدم السلاح الكيمياوي، متهما من سماهم "الإرهابيين" في سوريا بأنهم هم من استخدموا ذلك السلاح. من جهته نفى سفير إيران لدى موسكو محمد رضا سجادي أن تكون بلاده تزود نظام الأسد بالسلاح، قائلا إن لدى سوريا جيشا قويا جعلها تصمد أكثر من عامين.