قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اليوم الاثنين، إنه من الممكن الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع.وقال هيغ لراديو هيئة الإذاعة البريطانية: "هل من الممكن الرد على الأسلحة الكيماوية في غياب اتحاد كامل بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟ سأقول نعم وإلا فإن عدم الرد على مثل هذه الجرائم المروعة قد يكون مستحيلاً ولا أعتقد أنه موقف مقبول".وكان هيغ قد أكد أن النظام السوري لو لم يكن هو من نفذ الهجوم لسمح للمفتشين بالتحقيق فور وقوع الحادثة، وذلك في أحدث ردود الفعل الدولية على هجوم الغوطة الكيماوي.وأكد هيغ أن هذا النوع من الهجمات تدمر معظم الأدلة فيه بعد مضي أيام ما يعني صعوبة التحقيق بشأنه.وقال هيغ: "إذا كان النظام سمح لأحد آخر غيره بتنفيذ الهجوم كان سيسمح للمفتشين منذ أيام بالتحقيق لكنه رفض طلبنا وطلب دول عديدة وطلبات الأمم المتحدة واستمر بالمماطلة حتى الآن أي بعد مضي أيام عديدة على الهجوم الكيماوي واستمر خلال هذه الأيام باستهداف المناطق التي تعرضت للهجوم وهو ما يعزز فرضية تدمير الأدلة، لذلك يجب أن نكون عقلانيين حول ما يمكن للفريق الدولي تحقيقه بعد مضي هذه المدة.. لذلك يجب علينا مناقشة كيف نتعامل مع ما جرى".وأضاف: "لا يمكننا في القرن الواحد والعشرين السماح لفكرة أن السلاح الكيماوي استخدم في وجه المدنيين لذلك يجب اتخاذ استجابة قوية وهذا ما يجب على الأسد ومعاونيه معرفته جيدا بأننا لن نسمح بخرق الخط الأحمر دون اتخاذ استجابة سريعة".وفيما وافق النظام السوري على دخول فريق محققي الأمم المتحدة إلى الغوطة اليوم الاثنين، شككت واشنطن في مصداقية نظام الأسد, بل وأكدت وجود شكوك حول استخدامه السلاح.. أما روسيا فحذرت من تكرار أخطاء الماضي في سوريا، مذكرة وبالتحديد بما وصفته المغامرة الغربية في العراق.ويواجه مفتشو الأمم المتحدة الموجودون في دمشق مهمة صعبة، فقد مرت أيام قبل أن يسمح النظام السوري لهم بالتوجه للمناطق التي تعرضت لهجوم كيمياوي .حيث أجمع خبراء في الأسلحة الكيماوية على أنه كلما طال وقت وصولهم كلما قلت احتمالات تعرفهم على حقيقة ما جرى. فالولايات المتحدة اعتبرت أن موافقة دمشق على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة موقع الهجوم جاءت متأخرة لدرجة لا يمكن تصديقه مشيرة إلى أنه كان يتعين على النظام منح المفتشين وصولاً آمناً قبل خمسة أيام.وأبدت روسيا، التي حذرت من القيام بضربة عسكرية ضد نظام الأسد، ارتياحها من الاتفاق بينه وبين فريق الأمم المتحدة بشأن الدخول إلى ريف دمشق عبر محاولتهم مسبقاً فرض نتائج التحقيق على خبراء الأمم المتحدة.ويبدو المسؤولون الغربيون متفقون حول من استخدم السلاح الكيماوي في غوطة دمشق.فقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس: "كل شيء يقود إلى الاعتقاد أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم".وقال رئيس الوزراء الأسترالي كيفين راد: "تشير جميع الأدلة إلى أن استعمال الكيماوي تم على يد نظام الأسد".وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيدلت: "من الواضح أن الهجوم نفذ من قبل قوات النظام".هذه المواقف والتصريحات الغربية تلقي بحمل ثقيل على كاهل المفتشين الدوليين حيث إن تقريرهم المرتقب من الممكن أن يمنح غطاء قانونياً للغرب بقيادة الولايات المتحدة في حال أكدوا أن سلاحاً كيماوياً استخدم فعلاً في غوطة دمشق.