عواصم - (وكالات): استشهد شاب فلسطيني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر بيت حنون شمال قطاع غزة بينما أُصيب المئات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد يوم من التظاهرات لإحياء الذكرى الـ36 ليوم الأرض. وقال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في حكومة حماس أدهم أبوسلمية في بيان "استشهد الشاب محمود محمد زقوت وأُصيب 44 شرق بيت حانون وخان يونس”. وبعد انتهاء فعاليات التظاهرة اندفع عشرات الشبان إلى الحدود الشمالية التي تفصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة بالرغم من محاولات شرطة حماس المنتشرة منعهم من الاقتراب من هذه الحدود بحسب شهود العيان.وتجمع آلاف الفلسطينيين شمال القطاع بالقرب من معبر بيت حانون في تظاهرة دعت إليها حركة حماس بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية إحياء لذكرى يوم الأرض. وانطلق المشاركون، وبينهم عدد من قادة حماس والفصائل الأخرى ومن ضمنها حركة فتح، من كافة محافظات قطاع غزة وهم يحملون الأعلام الفلسطينية باتجاه بيت حانون حيث وضعت منصة كتب عليها "إلى القدس”. وفي الضفة الغربية على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، اشتبكت مجموعة شبان فلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي، حيث أطلق الجيش الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في اتجاههم. وقالت تقارير إن ألف شخص توجهوا إلى قلنديا حاملين أعلاماً فلسطينية وأعلام الفصائل. وأعلن مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني محمد عواد بأنه تمت معالجة 194 شخصاً في قلنديا غالبيتهم أُصيبوا باختناق من الغاز المسيل للدموع أو من جهاز الظربان الذي يرش مواد عادمة رائحتها كريهة على المتظاهرين بينما نقل 7 إلى المستشفى لإصابتهم بالرصاص المطاطي. وبحسب مصادر طبية، فإن وزيرة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية ماجدة المصري من بين المصابين. وأوضح عواد بأنه تم نقل 19 شخصاً في القدس الشرقية المحتلة إلى المستشفى بسبب إصاباتهم بالرصاص المطاطي ومن بينهم مسؤول فتح في القدس عمر الشلبي. وفي القدس الشرقية المحتلة، تظاهر مئات الفلسطينيين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية قرب باب العمود واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية بعد إقامة صلاة الجمعة في الشوارع بسبب عدم تمكنهم من دخول المسجد الأقصى في البلدة القديمة. ومنع الرجال دون سن 40 عاماً والذين يحملون فقط بطاقة مقيم دائم في الأراضي المحتلة من الدخول للمسجد الأقصى للمشاركة في صلاة الجمعة. وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان اعتقال 34 شاباً فلسطينياً في القدس الشرقية بتهم "إلقاء الحجارة والإخلال بالنظام”. وأعربت منظمة العفو الدولية عن "قلقها الشديد إزاء الاستخدام المفرط والمتكرر للقوة بحق المتظاهرين” من قبل إسرائيل. ونددت المنظمة أيضاً بسعي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحركة حماس في قطاع غزة، إلى منع حصول هذه التظاهرات، مشيرة إلى تعرض بعض المتظاهرين "للضرب من قبل قوات الأمن”. وفي بيت لحم جنوب الضفة الغربية نقل 11 شخصاً إلى المستشفى من بينهم شاب في العشرينات من عمره في حالة خطيرة بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه. وفي شمال الضفة الغربية، تظاهر 1000 فلسطيني في قرية كفر قدوم غرب نابلس وأعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة منطقة عسكرية مغلقة قبل اندلاع اشتباكات مع الجنود الذين استخدموا قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ووضعت الشرطة والجيش الإسرائيليان في حال تأهب تحسباً للتظاهرات المقررة في الأراضي المحتلة في ذكرى "يوم الأرض”. كما أحيا الآلاف من "عرب 48” في بلدة دير حنا في الجليل الأعلى الذكرى الـ36 ليوم الأرض حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "عاش يوم الأرض الخالد”. وانطلقت مسيرة يوم الأرض من مدينة سخنين بعد أن وضع أهالي المدينة أكاليل الزهور على "النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض”، وبعدها ساروا من مدينة سخنين وعرابة حتى دير حنا. وهتف المتظاهرون ليوم الأرض وللشعب الفلسطيني، وأنشدوا أغاني "بلادي بلادي "وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر”. كما أحيا الفلسطينيون حول العالم ذكرى يوم الأرض. وتجمع مئات الفلسطينيين واللبنانيين جنوب لبنان للتأكيد على حق العودة للفلسطينيين إلى أرضهم. كما شارك 15 ألف شخص في إحياء الذكرى قرب الحدود الأردنية مع الضفة الغربية، متضامنين مع الفلسطينيين ومطالبين بـ«الحرية للقدس وكل فلسطين”.وتجمع مئات السوريين وسط العاصمة دمشق للتأكيد على وقوفهم بجانب الشعب للفلسطيني لاسترجاع أراضيه والاستمرار بنهج المقاومة.وفي سياق متصل، تظاهر مئات الأشخاص أمام مقر المجلس التأسيسي في العاصمة التونسية معربين عن رفضهم أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل وعن دعمهم الفلسطينيين الذي يحتفلون بيوم الأرض. ويحيي الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة والذين يعدون 1.3 مليون نسمة، كل سنة يوم الأرض في ذكرى استشهاد 6 من أبنائهم برصاص القوات الإسرائيلية في 30 مارس 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة أراضٍ من قبل إسرائيل.