تبنى تنظيم «داعش» أمس (الخميس) الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجداً تابعاً لقوات الطوارئ السعودية في منطقة عسير في جنوب غرب المملكة، وأسفر عن استشهاد 15 شخصاً بينهم عشرة عناصر في الشرطة، وإصابة 9 آخرين ثلاثة منهم اصاباتهم بليغة.وجاء في بيان باسم تنظيم «داعش» «ولاية الحجاز» نشر على مواقع جهادية أن منفذ الهجوم هو «أبو سنان النجدي» الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً وفجر نفسه في مسجد في أبها.وهو أكبر هجوم يستهدف قوات الأمن منذ سنوات في المملكة التي تشارك في الحرب على تنظيم «داعش» الذي سبق أن شن عدة هجمات في السعودية، كان أبرزها مؤخراً ضد الشيعة.وقوات الطوارئ السعودية هي قوات خاصة من مهامها الرئيسة مكافحة الإرهاب.وقال المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن تفجيراً وقع أثناء قيام منتسبي قوات الطوارئ الخاصة بأداء الصلاة في مسجد داخل مقر هذه القوات في عسير.وفي تصريح سابق قال المتحدث، أسفر التفجير عن «استشهاد عشرة من منتسبي القوات إضافة إلى ثلاثة من العاملين في الموقع وإصابة تسعة آخرين»، مشيراً إلى أن ثلاثة من الجرحى «إصاباتهم بالغة». قبل أن يتم الاعلان عن المحصلة النهائية. وأفاد المتحدث أنه عثر في المكان على أشلاء بشرية يعتقد أنها «ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة»، مشيراً إلى أن «الحادث لايزال محل متابعة الجهات الأمنية المختصة».وكان التلفزيون السعودي الرسمي أشار في وقت سابق إلى أن التفجير وقع في أبها، عاصمة عسير، مشيراً إلى أن مركز قوات الطوارئ يضم طلاباً متدربين.كما بث التلفزيون صوراً لأمير منطقة عسير متفقداً الجرحى في المستشفى.يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات شهدتها المملكة خلال الأشهر الأخيرة، وتبناها تنظيم «داعش».وتشارك السعودية في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، كما تقود تحالفاً عربياً ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المجاور.وضاعفت السلطات السعودية في الأشهر الأخيرة عمليات الدهم والقبض التي تستهدف المتطرفين المشتبه بتحضيرهم لهجمات تهدف إلى تأجيج التوترات الطائفية.وخلال يومي جمعة متتاليين في شهر مايو استشهد 25 شخصاً في تفجيرين في مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية.وأثار الهجومان، خصوصاً الهجوم الأول الذي كان الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات القاعدة بين 2003 و2006، صدمة في البلاد.وفي 18 يوليو، أعلنت السلطات السعودية تفكيك شبكة خلايا مرتبطة بتنظيم «داعش» وأوقفت 431 مشتبهاً به، غالبيتهم من السعوديين في عمليات أمنية أوقعت 37 شهيداً بين رجال أمن ومدنيين إضافة إلى مقتل ستة «إرهابيين».وقبل ذلك بيومين، انفجرت سيارة مفخخة في الرياض عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة ما أدى إلى مقتل سائقها وجرح شرطيين. وفي 14 يوليو، قتل مشتبه به مطلوب من قبل السلطات السعودية فجر الثلاثاء في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بحسبما أفادت وزارة الداخلية.وكان رجل مشتبه بارتباطه بتنظيم «داعش» قتل في الرابع من يوليو في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في الطائف (غرب) وذلك غداة تمكنه من الفرار من عملية دهم نفذتها قوات الأمن وأسفرت عن استشهاد أحد رجالها واعتقال ثلاثة مشتبه بهم. ويسيطر التنظيم المتطرف على مساحات واسعة في العراق وسوريا أعلن فيها إقامة «خلافة» وتبنى هجمات واسعة النطاق من بينها إعدام رهائن بقطع الرأس أو حرقاً.