قتل في تركيا أمس (الإثنين) خمسة شرطيين وجندي في هجمات نسبت إلى حزب العمال الكردستاني وإلى مجموعة يسارية متشددة تبنت هجوماً على القنصلية الأمريكية في اسطنبول.فقد اعلنت «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في إسطنبول، فيما نسب إلى المتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني هجومان آخران في العاصمة الاقتصادية لتركيا وفي جنوب شرق البلاد أسفرا عن سقوط ستة قتلى في صفوف قوات الأمن.وتأتي أعمال العنف هذه فيما يتفاقم التوتر في الشارع التركي بعد تكثيف أنقرة الحملة الجوية على متمردي حزب العمال الكردستاني في تركيا وشمال العراق، ومع نشر الولايات المتحدة طائرات اف-16 في تركيا لمحاربة تنظيم «داعش».وبعيد منتصف الليل استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة مركز شرطة في حي سلطان بيلي على الضفة الآسيوية للبوسفور في إسطنبول. وأصيب عشرة أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة شرطيين، بحسب بيان لمكتب المحافظ.ولاحقاً وقعت مواجهات بين المهاجمين والشرطة استمرت طوال الليل. وقتل ناشطان في المواجهات، إلى جانب الانتحاري، بحسب مكتب المحافظ.وأصيب رئيس قسم المتفجرات في الشرطة بيازيد تشيكين في المواجهات وتوفي في المستشفى متاثراً بجروحه.وفي موازاة ذلك، فتحت امرأتان صباح أمس النار على القنصلية الأمريكية التي تخضع لحراسة مشددة في حي ايستينيه الهادئ على الضفة الغربية للبوسفور.وأوقفت الشرطة إحدى المهاجمتين بعد إصابتها، بحسب مكتب المحافظ. وأعلنت وكالة أنباء الأناضول أن المهاجمة الفارة هي خديجة اشيك البالغة 42 عاماً والناشطة في «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري».وأكدت الجبهة هوية المرأة على موقعها الإلكتروني وتوعدت «باستمرار الكفاح حتى رحيل الإمبريالية وعملائها من بلادنا وتحرير كل شبر من أراضينا من القواعد الأمريكية».وفي العام 2013 تبنت هذه المجموعة المتطرفة التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إرهابية، هجوماً انتحارياً على السفارة الأمريكية في أنقرة أدى إلى مقتل عنصر أمني تركي. وتعتبر السلطات التركية هذه المجموعة مقربة من حزب العمال الكردستاني.وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن خديجة اشيك (42 عاماً) أفرج عنها في الثامن من يوليو من أحد سجون إسطنبول في انتظار محاكمتها. وقد تم توقيفها لاستضافتها ناشطتين من منظمتها نفذتا هجوماً على مركز للشرطة في المدينة قبل ثلاث سنوات، وهي تواجه عقوبة السجن لمدى الحياة.وأكد مسؤول تركي أن حزب العمال الكردستاني هاجم مركزاً للشرطة. لكن الهجوم تبنته أيضاً مجموعة يسارية صغيرة معروفة باسم وحدات الدفاع الشعبي على موقع تويتر.ووسط هذه الأجواء البالغة التوتر قتل أربعة عناصر من الشرطة في انفجار عبوة وضعت بجانب طريق في منطقة سيلوبي، في محافظة شرناك الحدودية مع سوريا والعراق.ونسبت وسائل الإعلام المحلية الهجوم إلى متمردي حزب العمال الكردستاني.إلى ذلك قتل جندي تركي في هجوم بقاذفة صواريخ شنه متمردون أكراد واستهدف طوافة عسكرية أثناء نقلها عسكريين في منطقة بيت الشباب في شرناك، بحسب دوغان.وأعلنت انقرة في الرابع والعشرين من يوليو «الحرب على الإرهاب» مستهدفة في الوقت ذاته تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني. إلا أن الغارات الجوية تستهدف بشكل خاص مواقع لحزب العمال الكردستاني، ولم تسجل رسمياً حتى الآن سوى ثلاث غارات على مواقع للتنظيم الجهادي في سوريا.وأكدت وكالة أنباء الأناضول الأحد مقتل 390 مقاتلاً في حزب العمال الكردستاني وإصابة 400 في تركيا وشمال العراق جراء القصف التركي المستمر منذ أسبوعين على مواقعه. لكن تعذر تاكيد هذه الأرقام من مصادر أخرى.وقطع التمرد الكردي من جهته هدنة معلنة من طرف واحد تعود إلى 2013 واستأنف هجماته على قوى الأمن التركية التي أدت إلى 28 قتيلاً بحسب إحصاء لفرانس برس.