أكدت واشنطن جاهزيتها لتوجيه ضربة لسوريا عقب اتهام نظام الأسد بقصف منطقة الغوطة بالأسلحة الكيمياوية، وسط إجراءات غربية للضربة ومعارضة من جانب حلفاء دمشق، التي أكد وزير خارجيتها أن لا دليل على اتهامات الغرب لنظامه. وفي الأثناء أبلغت قوى غربية المعارضة السورية أن الضربة ستكون خلال أيام.وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أكد أن الجيش الأميركي جاهز لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه أمرا بذلك من الرئيس باراك أوباما.وجاءت تصريحات هيغل بعد أن كان البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكدا أن أسلحة كيمياوية استخدمت بالفعل ووجها اتهامات مباشرة لنظام دمشق بالوقوف وراءها.وفي هذا السياق أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون أن القوات المسلحة تضع خططا لعمل عسكري محتمل ردا على هجوم كيمياوي مفترض في سوريا.وقال المتحدث نقلا على لسان كاميرون للصحفيين إن شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا "شيء مقيت تماما"، ويتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي، مؤكدا أن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب".وطبقا للمصدر نفسه فإن كاميرون شدد على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وكان كاميرون قد قطع عطلته أمس ليعود إلى لندن، لمتابعة الموضوع السوري، كما دعا البرلمان إلى قطع عطلته الصيفية لبحث الرد في سوريا.كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود عقب اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أوباما يدرس "مجموعة كاملة" من الخيارات ضد سوريا.وفي أنقرة وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل "جريمة ضد الإنسانية" واختبارا للمجتمع الدولي.وشدد أوغلو على أن "هذه الجريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وما ينبغي فعله يجب فعله، بات واضحا اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا".وفي خضم التصعيد باتجاه التدخل المسلح، كشفت وكالة رويترز عن أن الدول الغربية أبلغت المعارضة السورية في اجتماع عقد في إسطنبول بأن الضربة العسكرية ستكون خلال أيام.كما قررت الولايات المتحدة اليوم إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي غدا الأربعاء للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي.وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور. وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.وكان محللون عسكريون قالوا إن الضربة المتوقعة ستكون لمعاقبة نظام دمشق وليس لإسقاطه، مرجحة التركيز على استخدام الطائرات والصواريخ، لضرب أهداف عسكرية سورية انطلاقا من حاملات طائرات في البحر المتوسط.وفي خطوة تؤكد الاتجاه نحو خيارعسكري، أعلنت روسيا أنها ستسحب أسطولها من ميناء طرطوس السوري فور حدوث تصعيد بالمنطقة. كما بدأت روسيا بإجلاء رعاياها ورعايا منظمة الدول المستقلة من سوريا.دمشق وحلفاؤهالكن روسيا إلى جانب حليفي نظام دمشق الصين وإيران واصلوا التحذير من أي تصعيد عسكري، وقالت موسكو إن له "عواقب كارثية" داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.وحذرت إيران الغرب من أن أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون له بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، وأن التعقيدات والعواقب المترتبة على الهجوم المحتمل لن تقتصر على سوريا بل ستشمل المنطقة كلها.وقالت الصين إن أي هجوم على سوريا سيكون خطيراً وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية "زائفة" حول وجود أسلحة دمار شامل فيه.ومن جانبه أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده لديها أدوات دفاع ستفاجئ بها الآخرين في حال تعرضها لهجوم غربي، وتحدى الذين يتهمون سوريا باستخدام السلاح الكيمياوي في ريف دمشق أن يقدموا أدلتهم للرأي العام. وأضاف أن "أي عدوان على دمشق سيخدم إسرائيل وجبهة النصرة".وقال المعلم في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء إنه لا يجزم بحدوث ضربة عسكرية لبلاده، "لكن في حال قيامهم بضربة عسكرية أمامنا خياران إما الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا، وسندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة".وبيّن أن ما يجري في سوريا والعراق هو تنفيذ لسياسية مرسومة من عام 2009 للوصول إلى طهران، وأضاف "لذلك فإننا والإيرانيين في خندق واحد".في الأثناء قالت الأمم المتحدة اليوم إنها أرجأت زيارة كان من المزمع أن يقوم بها خبراء الأسلحة الكيمياوية إلى موقع قريب من دمشق لأسباب أمنية.وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق أنه وبعد هجوم قناصة على الخبراء يوم الاثنين "فقد انتهى تقييم شامل (للموقف) إلى أن الزيارة يجب أن تؤجل ليوم واحد حتى يتحسن استعداد الفريق ودواعي سلامته".