هوت الروبية الهندية والليرة التركية لمستويات قياسية منخفضة جديدة أمس الثلاثاء، مع تسارع هروب المستثمرين من الأسواق الناشئة بدافع إضافي من الغموض بشأن تحرك عسكري غربي ضد سوريا.وهبطت عملات أسواق ناشئة أخرى لأدنى مستوياتها في عدة سنوات رغم نزول عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات - التي تميل تلك العملات لاقتفاء أثرها - عن أعلى مستوياتها في عامين، كما تسببت خسائر العملات أيضا في خروج مستثمرين من البورصات الناشئة أيضا إذ خسرت 1.8 في المئة.وتراجعت بشدة عملات الدول التي تعاني من عجز في ميزان المعاملات الجارية منذ لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في مايو إلى أنه سيدرس خفض برنامج التحفيز النقدي، وامتدت الخسائر بعد ذلك إلى أسواق ناشئة أشد متانة.وقال بينوات آن مدير استراتيجية الأسواق الناشئة لدى سوسيتيه جنرال في لندن "نشهد اليوم المزيد من هذا الخروج ولكن مع إضافة تأثير المخاوف الجيوسياسية.. ومن ثم تتوفر كل مكونات صدمة عزوف شديد عن المخاطرة، أضف إلى هذا الأداء الفاتر للبنوك المركزية في الأسواق الصاعدة مثل تركيا ولذا فنحن نواجه صدمة مرتبطة بالمصداقية أيضا".وهبطت الروبية الهندية نحو ثلاثة في المئة مسجلة أكبر هبوط شهري منذ 18 عاما بعدما أثارت تقارير عن برنامج حكومي لتوفير غذاء رخيص بقيمة 20 مليار دولار مخاوف من تجدد أزمة عجز مالي فيما ينظر إليه أحد أكثر الاقتصادات الناشئة تعرضا للمخاطر.وساهمت خسائر الروبية في هبوط الأسهم ثلاثة بالمئة بينما انخفضت عوائد السندات الحكومية لأجل عشر سنوات 2.5 نقطة.وفي إندونيسيا دعا البنك المركزي إلى اجتماع طارئ يوم الخميس، الأمر الذي أثار تكهنات بزيادات جديدة في سعر الفائدة للدفاع عن الروبية الاندونيسية التي تهبط يوميا لمستويات قياسية جديدة في أربع سنوات.وخسرت الليرة التركية 1.5 في المئة متأثرة بالوضع في سوريا إلى جانب إحجام البنك المركزي عن رفع أسعار الفائدة لمستويات تعوض المستثمرين عن المخاطر.وتسارعت الخسائر بعدما قال ارديم باشجي محافظ البنك إنه مستعد لاستخدام احتياطيات البنك الصافية البالغة 40 مليار دولار للدفاع عن العملة وإنه لن يستخدم أسعار الفائدة.وأشعلت المخاطر السياسية هروبا واسع النطاق إلى أصول أكثر أمنا مثل الين والفرنك السويسري.وذكرت مصادر حضرت اجتماعا بين مبعوثين غربيين والائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس بشار الأسد في غضون أيام.وستكون تركيا على خط الجبهة إذا وجهت ضربات عسكرية لسوريا، ويمكن أن يؤدي ارتفاع فاتورة النفط وتدفق اللاجئين من الصراع إلى تفاقم فجوة التمويل لديها البالغة 50 مليار دولار في العام.وامتدت ضغوط البيع لعملات دول أميركا اللاتينية أيضا حيث هبط الريال البرازيلي واحدا بالمئة ليقترب من أدنى مستوياته في خمس سنوات والذي سجله قبيل الإعلان عن خطط دفاعية بتكلفة 60 مليار دولار.