كاسر الأمواج وضع من أجل السيطرة عليها بإحكامالبحر يحكي قصته لليابسة فترد عليه بأغاني الحياة400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة يقومون برفع سارية الإماراتبين الخيام وبيوت السعف واليواني والحصى نهضت الحياةأجدادنا أبدعوا في التكيف مع طبيعة البحر والبرعلينا أن نقوم ببناء قرى تراثية في كل مكان من خليجنا العربيكتب - علي الشرقاوي:على تخوم كاسر الأمواج تستريح القرية التراثية، لتقدم لك تذكرة دخول إلى تاريخ أبوظبي بكافة مكوناته الثقافية والاجتماعية، فهناك الأدوات الزراعية والأسلحة وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفولكلورية والحلي وأدوات الزينة عند المرأة، التي أبدعت من الصوف وسعف النخيل العديد من القطع النسيجية والأدوات القشّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت، وأركان تحكي حكاية أهل البحر، وأخرى لحكايات أهل البر وطريقة استخدامهم لقنوات الماء العذب كوسيلة من وسائل الري القديمة.هناك تجد أن الإماراتي فرضت عليه حياته طرازاً من البيوت التي تقيه لهيب الشمس ‏وتلتقط له ‏نسائم البحر التائهة فتجد البيت مغطى بـ«اليزايا» المصنوعة من سعف النخيل كما يعلو «البارجيل» ‏فوق مستوى البيت ‏ليأتي بالهواء البارد للداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً.حكاية كاسر الأمواجمشاركة الآخرين بالفرح إحدى المهمات الأساسية في إعطاء الإنسان معناه الإنساني، ومشاركة الأهل بزغاريد الزواج، أحد الواجبات الضرورية، ولكن ماذا بعد الانتهاء من التبريكات للأهل، وأنت أخذت من إجازتك السنوية عدة أيام، هل تبقى في الفندق أم تحاول أن تحول هذه الرحلة المباركة إلى مساحات أكبر من البركة والخير.وهذا ما دعاني أن أطلب من المرافق الجميل عبدالله أحمد الحوسني، حفيد أختي أن يأخذنا، ابن أختي محمد خليل بوسيف وابنه فواز، ومحمد طارق الحوسني، إلى كاسر الأمواج والقرية التراثية.منطقة (كاسر الأمواج) من المناطق التي استهوتني كثيراً عندما زرتها منذ فترة طويلة، أثناء زياراتي العديدة لأبوظبي، ففي كل مرة أكون هناك أطلب من ابن أختي طارق الحوسني أخذي إلى الكاسر، حيث البحر يحاور اليابسة، وحيث الأمواج تقوم بالتخفيف من غضبها فوق هذه الصخور، كأنما هي طريقة من طرق البحر للتنفيس عن غضبه المتصاعد على شكل موج.وتقول الكتابات عن كاسر الأمواج، إنه يمتد كلسان يبلغ طوله كيلومترات عدة داخل البحر، وتمّ إنشاؤه لغرض كسر أمواج البحر العالية، والسيطرة عليها ومنع امتدادها إلى المرافق المختلفة على منطقة الشاطئ والتحكم بها، فاستخدم لهذا عدداً ضخماً جداً من الأحجار الكبيرة جداً، معظمها تم جلبه من إمارة رأس الخيمة محملة عن طريق الشاحنات الكبيرة التي تستوعب هذه الأحجار الضخمة، ومن ثم تم ردمها لتكوين ما يُسمى الجبال الاصطناعية القوية أسفل مياه البحر وعلى ارتفاع عدة أمتار من سطح البحر لمواجهة هذه الأمواج وتسيطر عليها بإحكام.ما يميز كاسر الأمواج ويلفت انتباه الزائرين سارية العلم التي يرتفع عليها علم الإمارات وهي الثالثة طولاً في العالم، حيث يبلغ طولها 123 متراً، وتعد أطول سارية على مستوى الدولة حاملة العلم.. هذه السارية التي تعتبر معلماً بارزاً يغيب عن أذهان زوار أبوظبي يخفق في أعلاها علم طوله 30 متراً وعرضه 15 متراً، ونسجته أنامل أكثر من 400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن طلبة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على مدى أكثر من 50 يوماً، في احتفالية بهيجة بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، وأذكر أنني في إحدى الزيارات، صعدنا في سفينة بحرية، تجولت بنا، ربما لمدة نصف ساعة وأكثر، وتمتعنا بمشاهدة الواجهة البحرية من العاصمة أبو ظبي.مسرح أبوظبييحتضن كاسر أمواج أبوظبي القرية التراثية ومسرح أبوظبي التابعين لنادي تراث الإمارات، ومركز المارينا التجاري الذي يضم عشرات المحال التجارية، إضافة إلى الحدائق والمقاهي السياحية فضلاً عن وجود مسرح أبوظبي في مبنى رائع ذي طراز أروع، وفوق هذا وذاك، لايزال العمل على تطويره وتحديثه يسير على قدم وساق من أجل تقديم كل ما هو متميز للجميع.القرية التراثية مجد الماضي يطالع الحاضر عند هذه القرية نتوقف قليلاً، حيث تعتبر القرية التراثية من أهم مرافق نادي تراث الإمارات، وهي تحتل مساحة تزيد على ألف متر مربع في منطقة كاسر الأمواج، وقد أنشئت لإبراز الجانب التراثي في الدولة، إذ تضمن نماذج حية لمبانٍ تراثية تربط زائرها بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء الدولة قبل ظهور النفط، وقد تم تشييدها بأسلوب هندسي يناسب عراقة الماضي، بحيث تعد مزاراً لكل مهتم وباحث عن التراث، وتحتوي القرية على عدة أقسام: البيئة البرية وبيت البحر، والبيئة الزراعية، والمشغل اليدوي النسائي، والسوق الشعبي ومعرض السوق الشعبي، والمتحف، والمسجد، والمنطقة الأثرية، ومنطقة الألعاب والاستراحة.جدير بالذكر أنها افتتحت في العام 1996، بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ليستيقظ عبر أقسامها المتنوعة، مكنون ونبض تراث الإمارات، مجسدة بكل عناصرها، تاريخه وجميع ما يمكن أن يسام بمنح الزائر فكرة وافية وصورة واضحة عن عالم حياة ومعايشات الآباء والأجداد.وذلك عبر مرور مصغر على صور واقعية حية، تعكس العادات والتقاليد التراثية بمختلف مكوناتها.إن خصوصية وموقع القرية، أهلها لتكون من أكثر المناطق جاذبية في أبوظبي، إذ تستقبل عدداً كبيراً من السياح والزوار يصل إلى ألف زائر يومياً، إلى جانب احتضانها للكثير من الفعاليات التي ينظمها نادي تراث الإمارات، على مدار العام.رواية الماضي يمتد القرية التراثية، على مساحة تزيد عن 1600 متر مربع. وتحكي بتوليفة عناصرها وبرامجها، حكاية الماضي من خلال التفاصيل التي عاشها أهل الإمارات قديماً، في الفترة التي سبقت عصر النفط، وذلك عبر أركان تعكس طبيعة الحياة في الإمارات كما فرضتها جغرافية المكان وموجوداته.أحاديث لا تنتهي بين البحر والبرتقول الكاتبة عبير يونس في إحدى مقالاتها إن طبيعة البيئة البحرية الموجودة في القرية نراها واضحة في بيت العين وبيت الشعر وبيت اليواني والعريش والحظيرة ونماذج مختلفة لنزل أهل البر باختلاف مناطق سكناهم واختلاف متطلبات الطقس وتنوع الاستخدامات للمنامة أو الجلوس، أو للضيافة التي يظل عنوانها العربي دلال القهوة ومستلزماتها، أما بيت البحر فهو عبارة عن نماذج من بيوت أهل البحر الذين كان البحر مصدر رزقهم في قديم الزمان، وفرضت عليهم حياتهم طرازاً من البيوت التي تقيهم لهيب الشمس وتلقط لهم نسائم البحر التائهة، فتجد البيت مغطى باليزايا المصنوعة من سعف النخيل، كما يعلو البارجيل فوق مستوى البيت ليأتي بالهواء البارد إلى الداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً.وتشرح البيئة الزراعية طرق الزراعة والري عن طريق السقية والثور، كما يتعرف الزائرون أثناء زيارتهم المشغل اليدوي النسائي إلى ما كانت تقوم به النساء من أدوار إضافية إلى جانب أدوارهن الاعتيادية اليومية، فهن يصنعن مما توفره البيئة من حولهن من مواد أولية الكثير من أدوات البيت ومستلزماته، ففي المشغل اليدوي تراهن يبدعن من الصوف وسعف النخيل العديد من القطع النسيجية والأدوات القشّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت، وييسّر معرض السوق الشعبي لزائره الاطلاع على كل المنتجات اليدوية، وصناعها يصوغون تفاصيلها، ويأخذه أيضاً في تأملات بعيدة تصل به إلى استخدامات كل قطعة، وميزاتها وسر الإبداع الذي بثته في جزئياتها أنامل من ذهب.وكما إن للقرية أركانها التي تبين واقع وتفاصيل الحياة اليومية، فإن للمتحف أركانه التي تعرض كل ما كان يرتبط بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات، ففي بناء على شكل قلعة أثرية تزيد مساحته على 500 متر مربع تأخذ الخطى زائر المتحف ليرى الأدوات الزراعية والأسلحة وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفولكلورية والحلي وأدوات الزينة عند المرأة، وصور قديمة تجسد مراحل الحياة في الدولة، كما يرى عدداً من نسخ المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد، وكذلك مجموعة من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية.ففيها ركن يحكي حكاية أهل البحر، وآخر يحكي حكاية أهل البر وطريقة استخدامهم لقنوات الماء العذب كوسيلة من وسائل الري القديمة، وبجانبهما يقع السوق الشعبي الذي يعرض في دكاكينه كل منتجات الحرف اليدوية المحلية، كالمنتجات الجلدية والزجاجية والنحاسية والخشبية، ومختلف الصناعات اليدوية التقليدية.ولكي تبرز أهمية الأركان التي تتألف منها القرية، قسمت إلى أقسام مختلفة، يسهل على الزائر الفصل بينها وتحديد الاختلاف الذي يميز كل ركن عن الآخر. والبداية من البيئة البرية، حيث تضم مجموعة مختلفة من أشكال البيوت التي كان يقطنها الناس في الماضي، مثل: «بيت العين» الذي يتألف من العريش ومرفقات أخرى للمنامة والطبخ، وكان هذا الشكل من البيوت يجذب إليه الناس صيفاً في منطقة العين.أما «بيت اليواني» الذي يصنع من الخيش فخصص ليجتمع فيه الناس صيفاً في منطقة البادية، والنماذج القديمة تتوالى من بيت الشعر المصنوع من صوف «اليعد» (الخروف) وشعر الماعز، إلى الحظيرة التي تتكون من فروع المرخ أو السبط أو الثمام أو الرمث. وكان الرجال في البادية يستخدمونها مقراً للضيافة. وأخيراً الطوي وهو بئر الماء الذي كان يجاور النزل.ويجاور البيئة البرية، «بيت البحر»، وفيه حرص متقن، كما في بقية أركان القرية على إظهاره بعناصره التراثية، إذ كان «بيت البحر» هو المأوى الذي يقي أهل البحر من حر الشمس ويأتيهم بنسيم البحر، مهما كانت حرارة الطقس، وذلك كنتيجة لتصميمه الذي يحتوي على البراجيل المتمركزة فوق سطح البيت المغطى عادة ب«اليزايا» المصنوعة من سعف النخيل، فتلتقط نسائم الهواء وتدخلها إلى البيت بنظام تبريد طبيعي.وفي الخيمة تحت البرجيل كان يجتمع أفراد الأسرة، بينما تلبي أركان البيت الأخرى حاجاتهم المختلفة، مثل النوم وغيره، أما في فصل الشتاء فكانت الخيمة الشتوية هي مأوى أهل البحر.ومن مفردات البحر، إلى مفردات «البيئة الزراعية» التي كانت سائدة قديماً، وتجسدت ببئر الماء التي كان المزارع يستخدم معها جهد الثور لينتشل منه الماء، إذ يترك الثور ينحدر في خب، جاراً معه حبلاً يرتكز على مسند فوق البئر لينتشل الحبل في طرفه الآخر الدلو، حاملاً ماء البئر ليسكبه في قنوات الري «الأفلاج». وهذا ما كان يشكل نظام الري القديم، الذي يعتبر من أقدم وسائل الري في العالم، ويطلق عليه في البيئة المحلية «اليازرة».واعتمد في بنائه على المكونات التراثية القديمة، بينما شيد المتحف على شكل قلعة أثرية، بمساحة تزيد على 500 متر مربع، وفي أروقته تعرض العديد من كنوز التراث التي يحفظ لها المتحف استمرارها القديم، ومنها:أدوات الزينة النسائية القديمة، الحلي، دلال القهوة العربية، صور قديمة تجسد مراحل تطور الحياة في الإمارات، نسخ من المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد، مجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية، أدوات الصيد، الأسلحة القديمة، الأزياء الفولكلورية، وغيرها من أدوات كانت تستخدم في الماضي القريب.ولم تعن أقسام القرية في التركيز على التراث فقط، بل خصصت لزوارها منطقة خدمات مؤلفة من كافيتيريا ومنطقة ألعاب، إلى جانب المطعم الذي يختص بالوجبات والأكلات الشعبية التي سادت قديماً واستمر بعضها حتى هذا اليوم، ومن الملفت أن هذه الوجبات تقدم بمراسم ضيافة إماراتية تتميز بالعراقة والأصالة.قيم متنوعةفالقرية تجمع في أقسامها التنوع والتعددية، فإلى جانب المصنوعات المحلية، أضيف إلى القرية مجموعة من صناعات تقليدية أخرى من بلدان عربية مختلفة، مثل صناعة «البروكار» الذي لا يوجد منه سوى نول واحد في سوريا، أما النول الثاني، فيوجد في إحدى زوايا القرية، ليمكن الزائر من مشاهدة مراحل العمل التي صنع من أجلها، وهي نسج الحرير الطبيعي بشكل تقليدي صاف ونقي النوعية.وتجاور مكان صناعة «البروكار» صناعة الخرج الذي يوضع على ظهر المطية، وصناعة البشوت والعباءات على يد أمهر الحرفيين، إلى جانب صناعة الدلال التقليدية كالقريشة التي كانت موجودة في أغلب المجالس، وفي مجال الأسلحة القديمة هناك إحياء لصناعة السيوف والخناجر.فرضت عليهم حياتهم طرازاً من البيوت التي تقيهم لهيب الشمس ‏وتلتقط لهم ‏نسائم البحر التائهة فتجد البيت مغطى بـ (اليزايا) المصنوعة من سعف النخيل كما يعلو (البارجيل) ‏فوق مستوى البيت ‏ليأتي بالهواء البارد للداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً.أما البيئة الزراعية‎ الثور في الخبِّ المنحدر يجر الحبل من طرفه البعيد و(المنيور) و(الرشا) ومساند خشبية أخرى تتكالب فوق البئر ‏تسند ‏الحبل منتشلاً من طرفه الآخر دلو الماء ليصب في (الأفلاج) التي تشكل قنوات الري هكذا كان نظام الري ‏‏(اليازرة) و‎المشغل اليدوي النسائي‎ لنساء كن في الماضي يقمن بأدوار إضافية إلى جانب أدوارهن الاعتيادية اليومية فهن يصنعن مما توفره البيئة ‏من حولهن ‏من مواد أولية الكثير من أدوات البيت ومستلزماته وفي المشغل اليدوي تراهن يبدعن من الصوف ‏وسعف النخيل العديد ‏من القطع النسيجية والأدوات القشِّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت.أما ‎السوق الشعبي‎ بتجولك بين دكاكين السوق الشعبي فإنك تطوف على كل ما كان يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية ‏ففي كل دكان ‏تقف على أدق التفاصيل وترى المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية ‏أو زجاجية أو فخارية ‏كما ترى كذلك دكاكين العطارة والحبوب أما ‎معرض السوق الشعبي‎ المعرض ييسِّر لك الاطلاع على كل المنتجات اليدوية التي مررت بصناعتها قبل قليل وهم يصوغون تفاصيلها ‏لكنه ‏يأخذك أيضاً في تأملات بعيدة تصل بك إلى استخدامات كل قطعة وميزاتها وسر الإبداع الذي بثته في ‏جزئياتها أنامل من ‏ذهب ويسهل عليك إمكانية اقتناء ما يعجبك منها.المتحف‎ كما للقرية أركانها التي تطلعك على واقع وتفاصيل الحياة اليومية فإن للمتحف أركانه التي تعرض لك كل ما كان ‏يرتبط ‏بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات ففي بناء على شكل قلعة أثرية تزيد مساحته عن 500 متر مربع ‏تأخذك الخطى لترى ‏الأدوات الزراعية والأسلحة وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفلكلورية ‏والحلي وأدوات الزينة عند ‏المرأة وصوراً قديمة تجسد مراحل الحياة في الدولة كما ترى عدداً من نسخ المصحف ‏الشريف مكتوبة بخط اليد وكذلك ‏مجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية‎ والمسجد‎ هو بيت العبادة الذي يتلازم مع الإماراتي في كل عهوده وأينما أقام ولا يغيب عنه كل ما في الطراز المعماري القديم من ‏لمسات إبداع وتميز تتضح أكثر ما تتضح في الزخرفة التي تحفر على الأبواب والنوافذ.و‎في كوخ تراثي يفوح منه عبق التاريخ اتخذ مقهى القرية الشعبي مكانه على جانب إحدى ممرات القرية ليستقبل ‏الضيوف ‏بمشروباته الساخنة وبمسلوقاته من الفول والحمص، وبمراسم ضيافته المفتقدة بغير هذا المكان والمنطقة الأثرية وتضم نماذج مصغرة للآثار المكتشفة في كل من أم النار وقبر الهيلي وجرن بنت سعود ومنطقة الألعاب والاستراحة‎ لابد لك بعد طوافك برحلة تراثية في مختلف أركان القرية من أن تجلس متأملاً بهدوء في كل حيثيات الماضي في ‏‏الإمارات.بعد أن تجولنا في هذه القرية، رأيت أنه من الواجب في كل دولنا العربية الخليجية، علينا أن نقوم ببناء قرى تراثية ليس من أجل العودة للوراء، ولكن من أجل تعريف أبنائنا وأحفادنا، على طبيعة الحياة التي عاشوها، من أجل توفير جميع النعم التي يحصلون عليها الآن، وكيف عليهم أن يحافظوا عليها كما حافظ الأجداد على ما أخذوه وتوارثوه من أجدادهم.