أكد آمر الأكاديمية الملكية للشرطة العقيد ركن الشيخ حمد بن محمد آل خليفة أن المعسكر الصيفي للشباب، يعزز الشراكة المجتمعية ويغرس مبادئ المواطنة والهوية البحرينية، من خلال استثمار طاقات الشباب الإيجابية، كما يؤهلها لتتماشى مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، ورؤية البحرين 2030 الاقتصادية وإعداد قادة المستقبل، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 130 جهة يتم التعاون معها وتنظيم البرامج عن طريقها.وأشار في حوار لـ«بنا» أن المعسكر، الذي تنظمه الأكاديمية الملكية للشرطة، للفئة العمرية من 12 إلى 17 عاماً، يهدف لصقل مواهب الشباب وتنميتها في جميع المجالات الذهنية والبدنية والنفسية.وقال إن المعسكر، الذي تنظمه الأكاديمية بالتعاون مع «تمكين» وعدد من الهيئات والمؤسسات يسعى إلى تحصين النشء والشباب ضد آفات الجريمة والانحراف، وتحفيزهم للاستعداد للمستقبل واغتنام الفرص ومواجهة التحديات، وغرس الروح الانضباطية لديهم وتعويدهم على الاعتماد على النفس والإيثار، وتعزيز الشراكة المجتمعية وتوطيد علاقة مؤسسات الدولة والمجتمع والشباب. وفيما يلي نص المقابلة....- كيف انطلقت فكرة برنامج المعسكر الصيفي للشباب، وما هي أهدافه؟جاءت الفكرة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بتنظيم معسكر صيفي تشرف عليه وزارة الداخلية ليحتضن شباب المملكة ويزودهم بكافة أنواع العلوم والقدرات الثقافية ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في مجتمعهم، وتم عرض الفكرة على أخصائيين ومستشارين في العلوم التربوية والاجتماعية والبدنية والأمنية ليتم وضع استراتيجية لتنفيذ توجيهات صاحب السمو ولي العهد، ورأى المعسكر النور في صيف 2009 ليكون أداة فعالة في تنمية الشباب، فبدأ المعسكر باستقطاب أعداد مقبولة من الطلبة الذكور آنذاك إلى أن شهد استقطاب آلاف الطلبة في الصيف ذكوراً وإناثاً، الذين سارعوا بعد الإعلان بتقديم استمارات المشاركة على نطاق محافظات المملكة، وهو ما دعا الجهات الوطنية إلى المساهمة في المبادرة والمشاركة لنجاح هذا المعسكر، لإيمانهم بتنمية المصلحة العامة لشباب الوطن وتنمية الشراكة المجتمعية، وبالتأكيد فإن المستوى المتقدم والتفاعل الإيجابي ونسبة المشاركة العالية في المعسكر الصيفي للأكاديمية لم تكن لتتحقق لولا دعم ومتابعة سيدي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ورئيس الأمن العام، كما أشكر أولياء الأمور على ثقتهم بأن المعسكر يوفر الأجواء التي تحفز طاقات أبنائهم على الإبداع والتميز وأن يوجهوا جهدهم لخدمة الوطن ورفعته.- ما أهمية البرنامج في نظركم؟ أهمية المعسكر تتمحور حول ترسيخ مبدأ من مبادئ وزارة الداخلية المهمة ألا وهو الشراكة المجتمعية من خلال تعزيز قيم الولاء للقيادة وتحمل المسؤولية وبناء الشخصية القوية في ظل منظومة من النسيج الاجتماعي الفعال، لصقل المواهب والمهارات لدى المشاركين من خلال المجتمع المصغر الذي يعيشونه خلال الأسابيع الثلاثة التي تمثل مدة المعسكر، كما تظهر أهمية المشروع في المساهمة في خلق جيل جديد من القادة من خلال بناء العلاقات الإنسانية والصداقات المثمرة بين المشاركين وبين فئات المجتمع المختلفة عن طريق اكتساب المعلومات القيمة ومنحهم التدريب المناسب وإعطائهم الفرصة لإظهار ما تعلموه من خلال الورش والعروض.- ما جهودكم في التنسيق مع المؤسسات والهيئات بالمملكة، لتنظيم الزيارات والمحاضرات للطلبة؟يبذل المشرفون على البرنامج جهوداً كبيرة منذ أبريل من كل عام لتنظيم البرنامج بالتنسيق مع الجهات المختصة لإجراء برامج متكاملة من زيارات ومحاضرات، وتم وضع غرفة للعمليات أثناء فترة انعقاد البرنامج تعمل على الإشراف والمتابعة والتنسيق مع القائمين على البرنامج.- ما مستوى التعاون مع تمكين؟تمكين هي الشريك الأساسي في تنظيم البرنامج على مدى أعوامه السابقة، وذلك من خلال التمويل المادي، ويأتي هذا الدعم إيماناً من «تمكين» في خدمة المواطن البحريني بالدرجة الأولى والفئة الشبابية بدرجة خاصة، وفي هذا السياق لا ننسى تعاون وشراكة المؤسسات والهيئات والشركات في المملكة والتي ساهمت في تقديم البرامج والمحاضرات وسمحت بإجراء الزيارات لها للاطلاع على الدور الذي تضطلع بها في سبيل خدمة المملكة ومواطنيها الأوفياء.- ما مدى استجابة الشباب للبرنامج؟بالتأكيد هناك تجاوب مستمر للبرنامج فها نحن نشهده للعام السابع على التوالي، وهناك طلبات تفوق العدد المستوفي، ويشترك في البرنامج شباب بدؤوا معنا من عمر 12 سنة وواصلوا إلى الـ17 سنة.- كيف تم تأهيل الضباط والأفراد للإشراف على البرامج وعلى الطلبة؟يتم تفريغ الكادر للإشراف على برنامج المعسكر على مدى 3 أسابيع، حيث إن معظم العاملين لديهم الخبرة في ذلك منذ بداية المعسكر عام 2009، وتشرف على البرنامج شعبة مختصة ببرامج الشباب يتولى تنفيذها ضباط متخصصون من الأكاديمية الملكية للشرطة بالتعاون مع ضباط شرطة خدمة المجتمع في جميع مديريات الشرطة وكذلك المختصون في المحافظات إضافة لتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية مع وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها لمتابعة الاتصال والتواصل الدائم مع الشباب لإشراكهم في أنشطة وأعمال تطوعية تخدمهم ووطنهم وأهليهم، وتحفزهم وتحبب إليهم مثل تلك الأعمال بغرض تعويدهم عليها وجعلها أسلوب حياة، والعمل على اكتشاف المواهب لدى المشاركين بالمعسكر الصيفي ثم العمل على تنمية وتطوير تلك المواهب من خلال قيام المختصين بوضع خطة عمل مبرمجة لذلك الغرض.- ما أهم البرامج التي يتم تسليط الضوء عليها والتي تعود بالنفع والفائدة على الطلبة والطالبات؟يتميز مشروع المعسكر بأنه مشروع وطني فهناك أكثر من 130 جهة نتعاون معها ويتم تنظيم البرامج عن طريقها، فتنقسم فعاليات المعسكر إلى برامج تدريبية ومحاضرات وزيارات ميدانية وأنشطة خدمة المجتمع وكذلك تدريبية، اجتماعية، تعليمية، تثقيفية، توعوية، ترفيهية، أما بالنسبة للبرامج التدريبية فالمشارك يحصل على مؤهل يثبت اجتيازه، وهناك برامج خاصة بالحاسب الآلي، وبرامج تتعلق بالقيادة، والبرنامج التدريبي والعديد من الأنشطة لتدريب المشاركين من بينها معهد البحرين للتدريب، وتم تدريب المشاركين فيه وهي برامج التصميم «الجرافيك»، وبرنامج الاوتوكد «برنامج التصميم الهندسي»، وبرنامج السلامة المنزلية، وبرنامج «السباحة والإنقاذ»، وفي الاتحاد الرياضي للأمن العام يتم تدريب المشاركين في برنامج الكارديو، وبرنامج التيكواندو، وبرنامج صرح الميثاق الوطني، وبرنامج معاً «مكافحة العنف والإدمان» بالتنسيق مع المحافظة الجنوبية، وبرنامج المحافظات، وبرنامج للتدريب العسكري، وبرنامج اللياقة البدنية.- وماذا عن المحاضرات؟بخصوص المحاضرات فهي متنوعة، ومنها: محاضرة اكتشف ديرتك بالتعاون مع متحف البحرين، من أجل تعريف الطلاب بتراث مملكة البحرين من خلال التطرق إلى الموروثات الشعبية، العادات والتقاليد والمسميات القديمة والعامية وعن القصص الخرافية والأمثلة الشعبية، ومحاضرة حقوق الطفل بالتعاون مع مركز حماية الطفل، وذلك للتعرف على مفهوم العدوان وأشكاله والأسباب التي أدت إلى وجود العدوان، ويتم تدريب الشباب على التعرف على المشاعر العدوانية لديهم وكيفية استبدالها بسلوكيات إيجابية، ومحاضرة الإسعافات الأولية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر، وتعريف المشاركين بالإسعافات الأولية وأنواعها ومواصفاتها بالإضافة إلى التطبيق العملي لبعض المشاكل اليومية التي تواجههم وطريقة علاجها، ومحاضرة تراث البحر في البحرين، للتعرف على مجتمع الغوص قديماً في البحرين وأهمية صيد الأسماك والأدوات المستخدمة في ذلك، في حين أن برنامج الزيارات يهدف إلى تعزيز الشراكة المجتمعية وتوطيد علاقة مؤسسات الدولة والمجتمع والشباب ومنها: وزارة الإعلام، وصرح الميثاق الوطني، ومركز عيسى الثقافي، وميناء خليفة بن سلمان، وحلبة البحرين الدولية، ومجلس الشورى والنواب، ومركز سلمان الثقافي، ومحمية العرين، ووزارة الداخلية «قيادة خفر السواحل، الإدارة العامة للمرور، ومديريات الشرطة، المحافظات»، وقوة دفاع البحرين «سلاح البحرية / سلاح الطيران / كلية الشيخ عيسى العسكرية»، والحرس الوطني، ومدينة خليفة الرياضية، ومركز التجارب الزراعية، وبيت القرآن، وجمعية الكلمة الطيبة، والمؤسسة الخيرية الملكية. بينما أنشطة خدمة المجتمع، فتشمل دار المنار لرعاية الوالدين، ودار يوكو لرعاية الوالدين، ومستشفى السلمانية، والمستشفى العسكري، والمساجد والأسواق الشعبية، ونقاط التفتيش لخلق التواصل مع رجال الأمن، وزراعة الورود في الحدائق والمساجد.- ما الصعوبات التي تواجهكم؟واجهتنا في أول عام بعض الصعوبات في التعامل مع هذه الفئة العمرية وهي فئة البالغين وهي فئة عمرية حساسة، وبناء على توجيه سمو ولي العهد بتوفير كافة أنواع الدعم والمساندة للشباب البحريني، فقد تم عمل خطة عمل وتشكيل لجنة استشارية من متخصصين وتربويين ساهمت في رسم الخطط الرئيسة، إضافة للتقييم السنوي الذي نقوم به بعد انتهاء كل معسكر، لدراسة مخرجات المعسكر وإيجاد الملاحظات لتفاديها في السنوات القادمة، ومنذ عامين تم إشراك فئة الإناث في المعسكر وهذا ما ترتب عليه إيجاد كادر متخصص وإشراك العنصر النسائي بشكل أكبر للعمل في المعسكر.- ما الخطط المستقبلية؟ نطمح إلى تطوير البرنامج وتقييمه من جهات خارجية متخصصة في البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة بفئة الشباب المستهدفة بالبرنامج، وسنسعى لتصدير الفكرة إلى خارج البحرين خصوصاً وأن الفكرة تعتبر الأولى بالمنطقة، وفي الختام أشكر الفريق المنظم للمعسكر من ضباط وضباط صف وأفراد على جهودهم المبذولة لإنجاح المعسكر وتطويره، ولا ننسى الفريق الإعلامي ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على اهتمامهم وتغطيتهم الشاملة لجميع برامج وفعاليات المعسكر.
آمر الأكاديمية الملكية: المعسكر الصيفي يحصّن الشباب ضد آفات الجريمة والانحراف
16 أغسطس 2015