استعادت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة على خامس محافظة جنوبية أمس (السبت) لتضيفها إلى المناطق الأخرى التي انتزعتها من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. وساعدت قوات هادي في تقدمها الأسلحة والقوات التي تدفقت على اليمن من جاراتها الخليجية، فيما يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية قصفه مواقع المتمردين. وصرح ضابط أن المتمردين الحوثيين «انسحبوا» و»سلموا» محافظة شبوة للقوات الموالية لهادي بعدما حصلوا على ضمانات بالانسحاب بأمان. وأكدت مصادر عسكرية أخرى هذه المعلومات.وصرح الناشط السياسي في شبوة سالم العولقي أن «المحافظة سلمت» للقوات الموالية للرئيس هادي.وذكر مسؤولون عسكريون هذا الأسبوع أن محافظ شبوة الموالي للمتمردين فر من المحافظة الغنية بالنفط مع اقتراب دخول القوات الموالية لهادي إليها. كما اتهموا المتمردين بزرع ألغام في المباني الحكومية في المحافظة كما فعلوا في المحافظات الأخرى قبل أن يفروا منها. وفيما كان المتمردون يدخلون محافظة البيضاء المجاورة، قصفت طائرات التحالف قوافلهم ودمرت 13 عربة عسكرية مخلفة عدداً من القتلى والجرحى وفق مسؤولين عسكريين. ولم تتمكن هذه المصادر من الكشف الفوري عن عدد القتلى، ونادراً ما يعترف المتمردون بخسائرهم.وتتقدم تلك القوات باتجاه مدينة تعز الواقعة جنوب غرب صنعاء، والتي يعتبرها المحللون بوابة العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر الماضي. وعقب السيطرة على صنعاء بدون مقاومة، تقدم الحوثيون باتجاه عدن، ثاني أكبر المدن اليمنية، في مارس ما أدى إلى تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية بهدف إعادة هادي إلى السلطة.وانضمت القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الحوثيين، بينما انضم الانفصاليون الجنوبيون إلى القوات الموالية للحكومة إضافة إلى القبائل المحلية وشكلوا ما يسمى لجان المقاومة الشعبية. ويرى محللون أن الانتصارات التي تحققها القوات الموالية للحكومة في الجنوب تأتي نتيجة انسحاب الحوثيين إلى مدينة تعز التي تدور فيها اشتباكات بحسب سكان محليين. واستعادت القوات الموالية للحكومة الجمعة العديد من المنشآت التي كان يسيطر عليها المتمردون في تعز وبينها مقرات الشرطة والدفاع المدني، بحسب ما أفاد موقع سبأنت الإخباري.وتقول مصادر عسكرية إن التحالف العربي زود أنصار هادي بأسلحة ومعدات حديثة خلال الأسابيع القليلة الماضية بينها دبابات وعربات مدرعة وناقلات جنود، كما قام بتدريب جنود يمنيين في السعودية.وتشكل المحافظات الخمس التي سيطرت عليها القوات الحكومية إضافة إلى مهرة وحضرموت التي لم يدخلها المتمردون مطلقاً، ما كان يعرف في السابق بدولة اليمن الجنوبي. وصرح موظفو إغاثة في جنوب اليمن أن منظمات إغاثة من السعودية والإمارات وغيرها بدأت بتوزيع إمدادات غذائية وغيرها من المساعدات على السكان في عدن والمناطق المجاورة. وهبطت طائرة سعودية تحمل 10 أطنان من المساعدات الطبية في مدينة عدن السبت، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مضيفة أن هذه الطائرة هي السابعة التي تصل إلى المدينة منذ يوليو. ومنذ إعلانها تشكيل التحالف ضد الحوثيين، تعهدت السعودية تقديم مساعدات إلى اليمن بقيمة 540 مليون دولار.وأطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملته العسكرية ضد المتمردين في 26 مارس.وفي الثالث من أغسطس الحالي، انتشر مئات الجنود من دول الخليج المشاركة في التحالف حول عدن بغية ضمان أمنها.وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 4300 شخص قتلوا في اليمن منذ مارس نصفهم من المدنيين، بينما يحتاج 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليوناً إلى المساعدات والحماية.