كشف الأستاذ المشارك في قسم علوم الحياة بكلية العلوم بجامعة البحرين د.عبدالأمير الليث أن إحصائيات الحزام النباتي الموجود بالبحرين والذي تم رصده في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي أشارت إلى أن هناك 323 نوعاً من النباتات منها 123 نوعاً ينتمي إلى الصحراء العربية التي تتلاءم مع نمط الحياة مع الظروف البيئية الحارة والباردة، وأن 81 نوعاً أو جنساً من النباتات يستخدم في علاج العديد من الأمراض.وقال خلال محاضرة بعنوان «النباتات الطبية واستخداماتها في الطب الشعبي» نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي أن 65 % من سكان العالم خصوصاً في الدول الفقيرة يعتمدون في علاجاتهم البسيطة على النباتات الطبية.وأشار إلى أن الولايات المتحدة أصدرت قائمة بأشهر 150 دواء من الأدوية المستخدمة في العلاجات، وجاء منها 118 دواء من مصادر طبيعية سواء كانت نباتية أو حيوانية أو من البحار ، و87 دواء يتم الحصول عليها من مصادر نباتية فقط، أي حوالي 58% ، ومن هنا ندرك أهمية النباتات الطبية والدور المتجددة لها.وفي بداية المحاضرة، التي قدمها عبدالله عمران، أشار د.الليث إلى أن النباتات هي مصدر الأدوية في كل الثقافات والحضارات، كالثقافة الصينية والهندية والثقافة العربية الإسلامية وحضارة المايا بأمريكا الجنوبية وغيرها الكثير، فأغلبية الأدوية المستخدمة في الطب الكلاسيكي أصلها نباتي.وأضاف أنه في البحرين هناك صناعات تعتمد على النباتات الطبية، ففي قسم علوم الحياة هناك عدة دراسات قام بها الباحثون والطلبة، ومنها ما تم نشره في مجلات طبية عالمية، حيث وجد أن البحرين تنتمي للمناخ الصحراوي الذي يتميز بالحرارة المرتفعة، وقليل الأمطار ورطوبة عالية، وبالتالي تعتبر هذه اجتهادات طبيعية تفرض على النبات أن ينشأ أو ينمو في بيئة صحراوية. وذكر أن هناك دراسة بعنوان «الطب الشعبي واستخدام النباتات الشعبية في مملكة البحرين»، ودراسة بعنوان»معارف شعب البحرين ومواقفهم وممارساتهم بشأن استخدام النباتات الطبية» ، وجاءت نتائجهما أنه كل ما زاد عمر الشخص كل ما زادت معرفته بالنباتات واستخدامها وهذا شيء واضح ومبرر بمعنى أن الجيل الجديد يفتقد للمعلومات الموجودة لدى الجيل الأقدم.ونوه إلى أنه كلما انخفض مستوى التعليم كلما زاد استخدام النباتات الطبية للعلاج، موضحاً أن غالبية العينة أكدت أن الآباء والأجداد والأقارب هم مصدر المعلومات حول النباتات الطبية، إضافة إلى أن الدوافع التي تجعل الناس تستخدم العلاج الشعبي هو أن النباتات مستخرجة من الطبيعية، ثم تأتي بعدها نتيجة التجربة الشخصية الناجحة، كما نلاحظ أن الموروث الثقافي له دور كبير في استخدام هذه النباتات.