أكدت رئيسة جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية د.وجيهة البحارنة أن الحوار آلية فعّالة كمدخل لمعالجة الأمور والقضايا في عملية البحث عن الرأي الصحيح، والتوصّل إلى رشد جماعي.وأشارت، خلال ندوة بعنوان «قيم السلام في عصر المتغيّرات»، قدمتها بمجلس جابري مؤخراً، بحضور شخصيات وجهات ومؤسسات معنية، إلى أن الحوار لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة إلا بعد أن نبدأ أولاً بمحاورة أنفسنا، وممارسته في حياتنا اليومية.وقالت نحتاج إلى ممارسة الحوار مع ذواتنا قبل محاورة الآخرين، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.ولفتت إلى أن نشر ثقافة السلام والتغيير مسؤولية الجميع، فعلى الكل أن يبدأ من مكانه وموقعه، وأثنت في ذلك على بعض المبادرات المجتمعية التي تعمل على نشر قيم السلام.وتطرقت إلى الواقع الراهن الذي يشهده العالم من تفشي الحروب والصراعات وانتشار الفساد وغياب السلام، وإلى تحليل أسباب هذا الصراع كسيادة المفاهيم الخاطئة وغياب التمسك بالقيم الإنسانية الجامعة التي دعت لها كل الأديان. وشددت على أن الرجوع إلى تلك القيم هي السبيل الأمثل للإصلاح، فهي جوهر الدين، ومعايير للحق «فلا دين لمن لا قيمة له»، وأنّها كلمة السواء التي تجمع أتباع جميع الديانات، وحتى من لا دين لهم.وتضمنت الندوة مناقشة واستعراضاً لقيم السلام كالتسامح والتعايش والتدافع وغيرها من القيم، ودعت البحارنة إلى ضرورة فهمها وتعريفها وفق معناها الصحيح.وأضافت أن التسامح ليس العفو وإنما هو السماح للآخرين بالتعبير عن وجهة نظرهم واحترام آرائهم حتى لو كانت مختلفة لما نعتقد، والاختلاف ليس الخلاف وإنما هو دافعٌ للتقارب والتآلف بين الناس، وحافز للمنافسة والاستباق في ميادين الخير، والتدافع ليس الصراع مع الآخر وإنما هو الدفع أي إفساح المجال للآخر، يعني التعايش والتنافس وقبول الآخر.