إن أول خطوات السعي إلى درب الحب هي اختفاء كل قديم سكن قلبك واحتل أفكارك، إنها هي رمي ملابسك القديمة الذي سيكون مؤلماً، متعباً ومضنياً، لكنه ضروري وحتمي فبدونه لن تستطيع أن ترفع نفسك من على الأرض أبداً، لكن وأنت حين ترمي كل ما لبسته وتصبح عارياً، ستشعر بالضياع، بالرعب وكأنك ريشة في مهب الرياح، ستشعر بفقدان الأمان وأن حياتك ذاهبة نحو الضياع وأنك أمسيت وحدك غريباً وحيداً، قد تبرأ كل شيء منك وما عدت تنتمي لمكان، ستزورك أيام تشعر في استضافتها بأن الحياة جوفاء لا معنى لها، فتراها قاحلة مقفرة وجرداء وستعتريك رغبة عارمة في رفع يديك مقدماً إحباطك وخيبة أملك للدنيا هارباً من كل شيء رافضاً وضع شيء في الحسبان.لكن لتعلم بأنك وإن كنت تمر بهكذا اختبار في حياتك من هذا الزمان، بأنك سائر على درب إفناء كل قديم لبسته وتتحضر لاستقبال الجديد الذي نسيته وفي نسيانك له أسدلت ستاراً أغشى بصرك فلم تعد تنظر إليه لا تعلم من هو أنت ولماذا أنت هنا.فلا تدع خوفك وقلقك وإحساسك بغربتك ووحشتك يهزموك ولا تفقد ثقتك بالدرب الذي تسلكه فالليل مازال في أوله، انتظر قليلاً حتى تتعرف على نفسك بعد فراق طويل وإلا ما عاد الجميع يعرفك. علي العراديأخصائي تنمية بشرية