من المستحيل وجود شخص اختار متى وأين يولد، ولكن الإنسان العاقل هو من يستطيع التعامل مع الواقع الذي ولد ونشأ فيه وليس بمقدوره إعادة اختيار الأب أو الأم أو الأهل والهروب والتنكر لا ينتج عنه سوى تعقيدات إضافية في حياة الإنسان والمفترض هو الحفاظ على علاقات معقولة لا تدفع الإنسان لدفع ثمن أخطاء ليس له فيها دور أو ذنب وحتى ان اضطرته الظروف إلى دفع الثمن مرة واحدة فعليه التوقف ومراجعة النتائج التي ترتبت على دفعه للثمن، هل كان مردوده إيجابياً وساهم في توقف الشخص والأشخاص سواء أصدقاء أو أقارب عن تكرار التصرف نفسه الذي دفع ثمنه غيرهم أم دفع الثمن مرة يشجع الطرف الآخر على توقع أن يجبر الطرف الآخر على دفع ثمن مرات عدة وارتفاع الثمن حتى يغدو صعب الدفع أو يصاب الإنسان بجرح في أعماقه لأنه يشعر بأن النظر إليه بقرة حلوب أو فريسة سهلة قابلة للنهش تحت بند الحرص على علاقة الدم!. وهذا يستدعي المثل القائل: «من لدغه ثعبان يخاف من الحبل» وعليه مطلوب من الإنسان أن يكون هو نفسه ويساعد من له بهم علاقة في أمور لا مناص منها إذا استطاع إما حل إشكاليات مالية أو قانونية لم تكن ضرورية أو يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها، فهنا تتحول من مساعدة إلى استغلال طيبة القلب الزائدة عن حدها وتنقلب إلى نوعٍ من السذاجة التي تكون نهايتها كسب العداء عند توقف الحبيب عن حلب المال. والمشكلة أنك تكاد تنسى وجه أو رقم هاتف صديق أو قريب وبعد سنوات تسمع صوته في الهاتف أو تراه واقفاً أمامك وتسأل نفسك ما الذي ذكره بي بعد طول غياب وبعد السلام وحلة الكلام يدخل المتصل أو الزائر إلى صلب الموضوع وهو طلب مساعدة أو قرض.والسؤال هنا هل هذا القريب أو الصديق يحتفظ لك في نفسه بأية محبة أو احترام؟ وهنا يجب المساعدة بقدر مساعدة لأي إنسان لا تنتظر منه إعادة ما اقترضه ليس أكثر، لأنك إذا تورطت فلن تستعيد شيئاً سوى العداء المكتسب فنصيحتي لك يا أخي العزيز بأن تتأكد قبل أن تتخذ أي قرار.الناشط الاجتماعي صالح بن علي