يستعد وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم نخبة من رجال الأعمال وبتنظيم من المجلس للقيام بجولة ترويجية مكثفة في جمهورية الصين الشعبية خلال شهر سبتمبر المقبل. وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وللترويج لبيئة الاستثمار في البحرين، ويأتي ذلك انطلاقاً من استراتيجية مجلس التنمية الاقتصادية في جذب الاستثمارات لمملكة البحرين.وسيزور الوفد أهم المراكز التجارية في الجمهورية الصينية ومن بينها بكين، وشيامن. وسيقوم الوفد في كل مدينة بتعريف المستثمرين الصينيين على مقومات الاقتصاد البحريني التي يمكن لرجال الأعمال والشركات الصينية الاستفادة منها مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمملكة البحرين الممتد على طول طريق الحرير الحديث، الممر الاقتصادي الجديد المنبثق من الرؤية الاقتصادية الصينية الرائدة «حزام واحد، طريق واحد» الذي يربط الصين بوسط وغرب آسيا وما بعدها.وسيقوم المجلس على وجه التحديد بالترويج للفرص الاستثمارية في القطاعات النامية التي توفر فرصة مميزة للمستثمرين الصينيين، ومن ضمنها: الخدمات المالية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية وهي القطاعات التي يمكن للمملكة أن توفر فيها مميزات بالغة الأهمية.ستشمل الجولة أيضاً مشاركة الوفد في معرض «الصين الدولي للاستثمار والتجارة» حيث تحل مملكة البحرين كضيف شرف، وهي الدولة الشرق أوسطية الأولى التي يتم اختيارها كضيف شرف على هذا الحدث السنوي الهام. وستشارك المملكة بجناح متكامل في المعرض يُدار من قبل مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع شركاء المجلس الاستراتيجيين وعلى رأسهم: تمكين، وشركة مطار البحرين، وألبا، وبتلكو، وبنك السلام، وبيت التمويل الكويتي، وبنك البحرين الوطني. ويشارك في الوفد كذلك كل من تشاينامكس وهواوي الصينيتين. كما سيشارك الوفد في معرض «الصين والدول العربية» الذي يعقد كل عامين بالإضافة لتنظيم منتدى «الاستثمار في البحرين» خلال تواجده بالعاصمة بكين.وحول هذه الزيارة قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، خالد الرميحي:»تعتبر البحرين موقعاً للتداول التجاري على طول طريق الحرير القديم الذي يربط منطقة الخليج العربي بالعالم منذ آلاف السنين. تاريخ هذه العلاقة التجارية بين مملكة البحرين والصين طويل ودلائله واضحة في العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة».وأضاف: «تهدف مملكة البحرين اليوم إلى مواصلة هذا التعاون وتدعم بقوة رؤية الصين المتمثلة في 'حزام واحد، طريق واحد'، حيث نطمح إلى توفير فرص فريدة من نوعها للشركات الصينية التي تتطلع لدخول أسواق دول مجلس التعاون، حيث تتميز المملكة بكونها أحد أكثر الأسواق انفتاحاً في الشرق الأوسط وهي مركز مالي وتجاري رئيس في المنطقة».من جانبه قال رئيس مجلس إدارة تمكين والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي، الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة: «يسرنا مشاركة الوفد البحريني من رجال وسيدات الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة الذي سيزور الصين. ولعل أهم ما يميز المملكة على صعيد المنطقة هو بيئة الأعمال الحيوية والقوى العاملة الوطنية الماهرة لديها، ونحن نتطلع إلى استعراض هذه الميزات أمام مجتمع الأعمال في الصين، كما نتطلع أيضاً إلى توفير مدخل لرجال وسيدات الأعمال المميزين والشركات الصغيرة الطموحة إلى إحدى أكبر الاقتصادات في العالم».وقال رئيس برنامج ترويج الاستثمار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، د.هاشم حسين: «مما يبعث على الفخر أن تكون مملكة البحرين «الدولة ضيفة الشرف» لمنتدى الصين التاسع عشر للاستثمار والتجارة، والتي تأتي على ضوء الدور الاستراتيجي كبوابة لتحفيز الاستثمارات الأجنبية وتنمية التجارة بين دول طريق الحرير البحري والقاري.وأضاف: «ساهمت بيئة أعمال البحرين الجاذبة للاستثمارات والقوة العاملة المدربة في نمو اقتصاد المملكة ونجاح قطاع الأعمال فيها. بالإضافة إلى تمتعها بأقل كلفة تشغيلية في المنطقة وتشريعاتها المحكمة المتوافقة مع المعايير الدولية وتبنيها لأفضل البرامج العالمية في مجال تنمية ريادة الأعمال والمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في البحرين. وقد أظهر تقرير صدر مؤخراً من كي بي إم جي فخرو في العام 2014 أن ريادة الأعمال وقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ساهم بمقدار 28% من الناتج الإجمالي المحلي، وخلق 73% من الوظائف وهو يمثل 90% من قطاع الأعمال».من جهة أخرى قال الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، تيم موراي: «إن التسهيلات الاقتصادية لمملكة البحرين ونظامها الضريبي الميسر، إلى جانب تشجيع الاستثمارات من خلال السماح للمستثمرين الأجانب بالتملك حتى 100% في أغلب القطاعات، فضلاً عن تميزها بأقل التكاليف التشغيلية في المنطقة، ساهمت جميعها في تطوير ونمو قطاع التصنيع في المملكة. وتشهد فرص الاستثمار في قطاع الألمنيوم تطوراً ملحوظاً مع بدء العمل على مشروع الخط السادس للتوسعة، حيث من المتوقع أن يضيف نحو 514 ألف طن متري مع بدء الإنتاج في مطلع العام 2019، مما سيرفع الطاقة الإنتاجية للشركة إلى حوالي 1.450 مليون طن متري سنوياً، لتصبح ألبا مع اكتمال المشروع أكبر مصهر للألمنيوم ذي موقع واحد حول العالم».وتشهد التجارة بين جمهورية الصين ومملكة البحرين نمواً متسارعاً، ففي العام 2014 بلغت القيمة الإجمالية للتبادل التجاري بين البلدين (عدا النفط ومشتقاته) 1.98 مليار دولار أمريكي بالمقارنة مع 890 مليون دولار أمريكي في العام 2009. وتمثل البحرين المقر الإقليمي لعدد كبير من الشركات الصينية ومن ضمنها شركة الاتصالات والشبكات العالمية «هواوي».وتعزز هذه العلاقات الاقتصادية روابط التجارة بين الشعبين والتي تعود لآلاف السنين من خلال طريق الحرير خلال القرن 21 يصنف البحرين كوجهة استثمارية هامة تمنح سهولة الوصول للسوق الخليجية. وكانت البحرين تتاجر باللؤلؤ، والتمور، والنحاس وتستورد الحرير والمسك من الصين أما اليوم ومع بنية المواصلات التحتية التي تربط المملكة بدول الخليج، باتت البحرين موقعاً هاماً لإنجاح رؤية طريق الحرير المستقبلي.الجدير ذكره بأنه قد تم تصنيف مملكة البحرين بالاقتصاد الأكثر انفتاحاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مؤشر الحرية الاقتصادية 2015 الصادر عن مؤسسة هيريتاج فاونديشن، حيث يساهم الانفتاح الاقتصادي في البحرين في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من جميع أنحاء العالم والتي تتطلع إلى دخول أسواق دول مجلس التعاون والمقدرة قيمتها ب1.6 تريليون دولار أمريكي والمتوقع إن تصل إلى 2 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2020.وتضم المملكة استثمارات ومؤسسات صينية رائدة مثل: «تشاينا هاربور إنجينيرينغ كومباني لمتد»، «تشاينا كوم سيرفس»، «هواوي»، «بنك أوف تشاينا»، «بكين جانغو كورتين وال لمتد»، «دايلي ويلث لمتد»، و»تشاينامكس»، «ووهان لينجيون بلدنغ ديكورايشن انجينيرينغ كو» و «سي بي اي اس».وقد كانت مساعي مجلس التنمية الاقتصادية للترويج لفرص التجارة في البحرين واضحة من خلال إنشاء مكتب له في بكين في الصين وذلك بهدف استعراض المجالات التي توفرها المملكة للشركات الصينية الراغبة في توسعة نطاق أعمالها لتصل منطقة الخليج العربي.
مجلس التنمية ينظم زيارة إلى الصين لترويج البحرين
26 أغسطس 2015