في إكسبو ميلانو 2015 المقام تحت شعار «تغذية الكوكب، طاقة للحياة». تُعرض آخر التكنولوجيات، والثقافة والتقاليد والإبداع في مجال التغذية والغذاء، وتشارك فيه، عبر أجنحة وطنية، أكثر من 120 دولة، تفرد مساحات عرض لا شأن لها بالمساحة الجغرافية وإنما بوسع الحضارة والتراث الإنساني الذي تضمه هذه الجغرافية أياً كانت مساحتها، وإذ تكتنز مملكة البحرين، هذه الجزيرة الصغيرة، إرثاً تاريخيّاً ممتدًا لأكثر من 3000 آلاف سنة، لحضارات متعددة، شكلت في تعاقبها موروثاً تراكميّاً أغنى ثقافة هذا الشعب وجعله حالة من التنوع والتعددية والتسامح منذ أمد بعيد. وتشارك المملكة العالم هذا الحدث ممثلة بهيئة البحرين للثقافة والآثار فإن الهيئة كانت حريصة على إبراز هذه الحضارة بما يتناسب وقيمتها الخاصة من خلال جناح «آثار خضراء، الذي مازال مستمرّاً بنشاطه حيث استضاف يوم 21 أغسطس الجاري ندوة جمعت مديري أجنحة دول الجزر الصغيرة النامية (SIDS) حيث ناقشت أهمية التنوع البيولوجي. وعلى صعيد آخر فإن جناح البحرين قدّم يوم 15 أغسطس مثلّجات جديدة بطعم التين خلال مهرجان الجيلاتو في إكسبو ميلانو.كذلك فإن المصممة البحرينية هند مطر، مصممة أزياء منظمي الإكسبو، تعاونت مع مصمم الأقمشة الإيطالي كليريسي تيسوتو من أجل إنتاج أقمشة أصلية تحمل الطابع الجمالي للجناح. كما إن كل من ستايل أرابيا ومجلس دبي للتصميم والموضة رشح المصممة مطر للفوز بجائزة الموضة، وذلك لمشاركتها الفاعلة في الإكسبو.عبر جناحها المصمم خصيصاً لهذه المناسبة، تعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد لمملكة البحرين، حيث تتمحور فكرة الجناح حول تقديم مشهدٍ طبيعيٍ مستمرٍ مكونٍ من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهةٍ معينةٍ أصليةٍ في البحرين. وتبلغ مساحة جناح «آثار خضراء» حوالي 2000متر مربع، وهو تفسير متميز للتراث الثقافي الزراعي للمملكة الذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في عمق التاريخ. ويحتوي كذلك الجناح الوطني على قطع وتحف أثرية تستحضر التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين، إضافة إلى الأساطير العديدة التي كانت تتداول حول البحرين، من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة. الأمر الذي حظي باحتفاء في عدد من وسائل الإعلام الإيطاليّة والعالمية.مجلة «Wallpaper» التي تتناول مواضيع الهندسة، التصميم والفنون، أشادت بالهندسة الاستثنائية لجناح البحرين الوطني «آثار خضراء» وبفكرة البناء المستدام الذي سيسهّل عملية تفكيك الجناح وإعادة بنائه في المملكة بعد انتهاء مدة الإكسبو الذي يدوم 6 أشهر. كما وأشارت إلى أن فكرة الحدائق العشر «مثيرة للدهشة» وتجذب انتباه الزائر والمهندس الذي يأخذ في عين الاعتبار دمج الجناح بذكاء الكتل الخرسانية الصلبة والثروة النباتية الغنية.وتحرص هيئة البحرين للثقافة والآثار على إثراء الجناح بعروض متنوعة ومستمرة، ما يضمن للجناح مستوى حضور وجذب عالٍ ومتواصل طوال فترة الإكسبو، وبما يحقق أيضًا استيفاء لجوانب عدة من ثقافة البحرين وتراثها الوطني المتنوع. وضمن العروض المباشرة التي يقوم بها الحرفيون البحرينيون في جناح المملكة في إكسبو ميلانو ستبرز تطور هذه الأشكال الفنية الحرفية والعديد من جوانبها الأخرى، حيث عرض صناعة ونسج السلال التي تقدم من خلال عرض تطبيقي حي أحد أهم الحرف التقليدية البحرينية، وعرض صنع «صندوق مبيت» الذي يشكل تقليداً حرفياً ينتمي إلى التقاليد الاجتماعية التي كانت تميز بعض العوائل الميسورة والتقاليد الخاصة بالزواج أيضاً في البحرين.كما سيحصل جمهور معرض الإكسبو والحاضرون إلى جناح البحرين على فرصة معرفة الطراز الفني لزينة الحناء البحريني وتطبيقها، حيث سيقدمه الفنيون في جناح البحرين الوطني. وإضافة إلى ذلك، فإن جناح «آثار خضراء» سيستعرض اللباس التقليدي البحريني وطريقة تطريزه المتميزة التي تسلط الضوء على تطور وتبلور الهوية البحرينية المحلية عبر الأزمانوقد جعلت هذه العروض المتواصلة والمتنوعة، فضلاً عن جدّتها وغرابتها بالنسبة للجمهور العالمي، جناح مملكة البحرين يحظى بإعجاب وحضور لافت من الجمهور الزائر للمعرض، انعكس ليس في أعداد الزوّار وحسب، ولكن في ردود الأفعال التي ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي رصدتها مجلة dezeen البريطانية المهتمة بفنون العمارة، معتبرة الجناح البحريني استنادًا لمواقع التواصل الاجتماعي من أكثر الأجنحة شعبية لدى الزوّار، متشارك في ذلك والجناحين البريطاني والياباني. وهذا ما أكدته صحيفة «كورييري» (corriere) الإيطالية، والتي تعد واحدة من أهم الصحف في البلاد، حيث أشارت إلى أن جناح البحرين «آثار خضراء» في إكسبو ميلانو 2015 يعد من أهم «المفاجآت الحقيقية» للمعرض، موضحة في مقال خاص بالجناح أنه من تصميم المهندس المعماري الهولندي آن هولتروب ومهندس المناظر الطبيعية أنوك فوغل. كما وتطرقت الصحيفة إلى كون الجناح سيتم تفكيكه وإعادة تجميعه في البحرين. مشيرة كذلك في صفحاتها المطبوعة أن جناح «آثار خضراء» يمثّل ثالث أبرز الأشياء التي يقدّمها إكسبو ميلانو في نسخته الحالية، وأنه يتميّز ببناء معماري متقن وأجواء عالية التكامل والجودة. ويستعد جناح مملكة البحرين في إكسبو ميلانو لإطلاق اليوم الوطني البحريني في الإكسبو، بحيث تلتفت أنظار زوار الإكسبو بالكامل يومها لجناح مملكة البحرين وفعاليتها . وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار قد بدأت تعمل على تجهيز الاستعدادات لإطلاق الاحتفالات بميلانو ، والتي من المنتظر أن تشهد حضورًا رسميًا، وذلك بالتعاون مع عدة جهات ومؤسسات وطنية من بينها الفرقة الموسيقية للشرطة البحرينية التي ستقدم مشاركة تتمثل في عزف للسلام الملكي، وعمل عرض متنقل، عبر موكب للفرقة الموسيقية يتحرّك في الممر الرئيس للإكسبو، تؤدي خلاله الفرقة مقطوعات موسيقية من الموروث الموسيقي والغنائي البحريني الأصيل.