بعد سنين طويلة من التدخلات الإيرانية في منطقتنا العربية والخليجية والتعامل الهادئ من دولنا إزاء ذلك الأمر الذي أدى إلى تمادي الإيرانيين في دعم أذرعتهم في بلداننا لإحداث الفوضى والإخلال بالأمن بل ومحاولة قلب أنظمة الحكم في بعض الدول كما حصل في البحرين أكثر من مرة. إلا أن إيران أصيبت بالصدمة والمفاجأة الصاعقة بالتدخل العسكري لدول التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن والذي بدأ بضربات جوية استمرت لأربعة أشهر دمرت المخزون الاستراتيجي لقوات الحوثي وصالح. المفاجأة كانت واضحة في تصريح المخلوع صالح لقناة الميادين حيث قال إنه لم يكن يتوقع تدخلاً عسكرياً من السعودية أو دول الخليج وأقصى ما توقعه أن يتم دعم الحكومة الشرعية مالياً أو بالسلاح.لقد حاول البعض التشكيك في فعالية الضربات الجوية بقولهم إنها طالت مدتها في الوقت الذي مازالت قوات صالح والحوثي فاعلة على الأرض وإنه لا يمكن للضربات الجوية أن تحسم الأمر على الأرض، وإذا بالعمل البري يبدأ حيث استطاعت المقاومة الشعبية والجيش الوطني وهما مدعومان بقوات التحالف تحرير عدن ومحافظات الجنوب، وهاهي مدن الشمال على وشك التحرير إذ تخوض فيها المقاومة معارك شرسة مع الانقلابيين ففي تعز حققت المقاومة انتصارات كبيرة وسيطرت على مواقع استراتيجية ولم يتبق للانقلابيين إلا جيوب بسيطة سيتم تطهيرها في وقت قصير، وفي إب سيطرت المقاومة على معظم المديريات وفي البيضاء معارك شرسة. الحوثي وصالح اليوم في حالة احتضار وهم يحاولون الوصول إلى حل سياسي يبقي على بعض مكاسبهم لكن الحلول السياسية لا تجدي مع هؤلاء لأنهم ينقضون العهود والاتفاقات في كل مرة. وهكذا فإن هزيمة الحوثيين وحلفائهم في اليمن والتي أصبحت شبه مؤكدة سيمثل تطهيراً للبوابة الخلفية للجزيرة العربية من درن إيران وأفكارها كما سيعطي دافعاً معنوياً لكل المناهضين للمشروع الإيراني للقضاء عليه في سوريا والعراق وغيرها كما سيخلف انكساراً وتراجعاً لهذا المشروع وأتباعه وهكذا نستطيع أن نقول وبكل الثقة إن منطقتنا بعد عاصفة الحزم لن تكون كما هي قبلها.ولذلك فقد حاولت إيران تفجير الوضع في البحرين كتفجير سترة وغيره، وفي الكويت اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة، وهكذا فإن الأجهزة الأمنية في الدولتين كانت لهم بالمرصاد فأبطلت كيدهم وأفشلت مخططاتهم، ومن اليوم وصاعداً سيكون الجواب على إيران وأتباعها ضد كل عمل تقوم به يمس دولنا سيكون الجواب ما ترى لا ما تسمع فقد ولى زمن الردود الدبلوماسية الهادئة وجاء وقت الرد بالمثل وأنكى.جلال أحمد الحطام