كتب- علي الشرقاوي: إن العلاقة الإنسانية الحقيقية بين الشرق والغرب لا يمكن أن تتم إلا من خلال تعرف كل منهما على الآخر، معرفة الثقافة والتراث والعادات ـ والتقاليد والأحلام والطموحات، وهذا لا يتم إلا عبر الترجمة لكل هذه العوالم ، ومن هذه العوالم الشعر كأحد تجليات الروح الإنسانية التي تظهر على شكل أفكار ومشاعر وكلمات ورؤى لتصل إلى قلب المتلقى، مهما كانت لغته.والمستشرقة الجميلة بربارا ميخالاك بيكولسكا ، التي زارت البحرين، وجلست مع الكثير من الشعراء والشاعرات، وقرأت كل التجارب التي أمامها، وهنا نحاول أن ننشر ما طرحته من آراء حول الشعر البحريني ورؤيتها لهذه التجارب.تقول باربارا « من أهم الشخصيات الأدبية في الساحة البحرينية، بلا أدنى شك إبراهيم العريض الذي قضى السنوات العشرين الأولى من عمره في الهند، هناك تعلم، وتبلورت أفكاره ورؤاه وفي معرض تناوله للواقع امتزج العالمان الهندي والعربي، اللذان مثل كل منهما قيماً أخلاقية، وجمالية، ومعيارية مختلفة فيما بينهما قليلاً، هذه الثقافة المتعددة مكنته من النظر إلى قضايا مهمة كثيرة من منظار واسع. وهو كثيراً ما خرج عن الحدود التي رسمتها ثقافة واحدة محددة، فعامل مادته الفكرية بوجوه متعددة، وهذا ما انعكس بامتياز على أعماله الإبداعية.فيما كان لأحمد بن محمد الخليفة تأثير كبير في صورة الشعر المعاصر في البحرين، فعندما نقرأ دواوينه الشعرية المتتالية يتكشف لنا تاريخ البحرين، وقائع العالم العربي.إن الشيء الذي يثير الانتباه في أشعار عبدالرحمن المعاودة عذوبتها، ورقة المشاعر التي تحفل بها، ونظرتها الهادئة إلى الواقع المحيط. وقد عالج قضايا سياسية ووطنية، متخذاً موقفاً وطنياً صلباً، مناضلاً في سبيل الوطن.أما عبدالرحمن رفيع فهو منذ البداية بحث عن أجوبة على مسائل الحياة والموت والغنى والفرح والحزن. ديوان «ولها ضحك الورد» هو ثمرة تأمل الشاعر في قضايا الواقع المعيش.ومعظم أعمال محمد كمال الدين تقدم موضوعات متنوعة أهمها الحب، غير أنها أيضاً تظهر دور الشعر والشاعر في حياه الفرد، وماضيه، وفي أسس الأخلاق. وله قصائد كثيرة ذات طابع مديحي، أهداها لشخصيات عربية مشهورة تحظى بالتقدير. من أشعار عديدة له تنبعث رائحة الوطنية الحارة، وحب السلم وتجميده.وأصبح شعر علي عبدالله خليفة زاداً روحياً لكثير من القراء. وهو شخصية ذات حساسية شعرية عالية استطاع أن يجمع كل الأساليب الأدبية السائدة في أعماله ببراعة ظاهرة. وقصائده لها طابع وطني واضح، وهي مليئة بالمشاعر التي في ضباب خفايا أحلامها تبوح بأسرارها، ورغباتها، وبحثها عن «الجزر السعيدة». الموضوع المتكامل هو الحب الذي – كما يبدو – يمثل هدف الشاعر في رحلة الحياة، وفي بحثه عن الإبداع، كما إن شعره يسعى لالتقاط المعنى الجمالي لشعور المحبة.ويصور علوي الهاشمي المتناقضات، وأهمها بالتأكيد مفارقة الإنسان والزمن، اللحظة والأبدية، والضوء والعتمة، فأعماله تحوي صوراً غنية بالتشبيهات، والمجازات، والأخيلة، والأمزجة، والموضوعات التي سودها ذكاء الشاعر وثقافته. وشعره كله مبني على مزاج ينبعث من جمالية الكلمة المنتقاة بعناية فائقة، وبغريزة حسه الفني.وإبداعات حمده خميس هي كالحياة التي تسير على إيقاع الطبيعة مثل مد البحر وجزره، وتعبر عن الحزن والفرح، الموت والولادة، التحليق المبدع والانكسار. تظهر الشاعرة وارتباطها الشديد بالوطن والحنين إليه، وتبين دفق العشق، الذي بعد مضيه، يترك في الروح العذاب والفراغ. حب الوطن هو الوشم الذي يبقى مطبوعاً في نفسها إلى الأبد.أما أشعار يوسف حسن فهي تتميز باتصالها الدائم بالحياة اليومية للريف وسكانه، وواضح فرحه بالابتعاد عن المدينة. ففي جو الريف الهادئ الوديع تولد أفكاره، ومشاعره، وتأملاته التي تطرق جوانب مختلفة من قضايا الحياة.وعلى ما يبدو فإن غاية إبراهيم بوهندي الشعرية التفكر في القيم العامة، دائمة الحضور، مثل الحب ومعنى الحياة. وفيها صراع موقفين من الحياة – شعري يجسد المثل الأعلى ذا الحساسية المرهفة بجمالية العالم المحيط، ووجودي يومي، رمادي، أو لا لون له، وأشعاره هي تأمل في الحب والماضي.وينتمي علي الشرقاوي إلى المبدعين الذين يصعب تصنيفهم، ووضعهم تحت تقويم نقدي واحد. وغايته من الكتابة، على ما يبدو، تقليد الحياة في الشعر، والسيطرة على مخيلة القارئ عبر بث الصور الغنية والتشبيهات الغامضة فيها. ونرى شعره يتعلق بالأفكار الفلسفية والسيكولوجية في مشهد سريالي مدهش. ويعبر عن سأم، وتشاؤم، وعزلة الإنسان الضائع، لا في دروب الحياة في العالم المعاصر، بل في الكون أجمع.ويستلهم أحمد مدن أشعاه من الأفكار التي تتصل، قبل كل شيء، بدواخل الذات الحياتية. وهو اللثام عما يستتر خلفها تدريجياً.ويستحضر أحمد الشملان الماضي ويربطه بالراهن. ويتحدث من جهة عن وجود القانون، ومن جهة أخرى عن عدم التقيد بالمعايير الأخلاقية. أعماله مليئة بأفكار تتأمل الحياة، والموت، وقضايا الإيمان، والشك، واليقين.ويكتب عبدالحميد القائد عن أهمية الشعر بالنسبة إليه، ويعتبره شيئاً عابراً للزمن، وشاملاً، كالوطن. فالشعر يمتلك قوة عظيمة تجعله خالداً أبداً.أما الولع بالخطر، والقتال، والغموض فهو سمة شعر سلمان الحايكي. وهو عاشق للبحر يرى فيه القوة، والاقتدار، والعظمة. تهيمن مشاهد الموت، والعنف، والألم، والشقاء على قصائده.وشعر عبدالكريم رضي تسيل للمشاعر، والأفكار، والتصورات. ينطبق بلغة الصور التي يستقي النص منها معناه ومغزاه. وهو نقد موجه إلى النظام السائد في عالمنا المعاصر، ضد الظلم والحرب والاستبداد.وتتناول مجموعات إبراهيم شعبان الشعرية موضوعات، مثل: وجود الإنسان، الله الفضاء، وقلبها جميعاً الحب. والشاعر لا يجيب بشكل مباشر على الأسئلة التي يثيرها في نصوصه.واستحضار التاريخ يصبح نقطة استناد في الحالة الشعرية لدى حسين السماهيجي، ولكن الرموز التي يستخدمها تتعمق في تربتها الثقافية، والدينية، والفلسفية. وشعره حافل بأفكار التنسك والزهد وبالأسرار.ويرى علي الجلاوي أن الأشياء التي تحدد هوية الإنسان والمواطن هي الدين، واللغة، والتقاليد. وهذه العناصر يمكن أن تكون ملجأ للحياة، ومحطتها الآمنة. وقصائده تنأى عن مفهوم محدد، وتخرج عن أطر مغلقة. والمضمون بالنسبة للشاعر أهم من الشكل.وشعر حصة البوعينين الغنائي مكثف في معانيه، وسياقاته، وإحالاته، التي يتخفى وراءها عالم الشاعرة. ديوانها، الذي يحمل عنوان «للوقت للمكان»، يظهر بشكل بيّن التركيز على المكان، والعلاقات الإنسانية التي تشغل الحيز الأكبر في أعمالها.ويقدم قاسم حداد في كتابه «ورشة العمل. سيرة شخصية لمدينة المحرق» صورة عن مراحل جديدة من حياته، وتاريخ مدينته الحبيبة. إن التأمل والاستذكار يصبحان فرصة لطرح فلسفته الحياتية، وتبيان موقع الإنسان في العالم. حداد يتحدث عن الحب، والشعر، والإبداع، وكذلك عن تأثير الزمان والمكان في نفسية البشر. إن كثافة الأسلوب الشديدة وتنوع وسائله قد تشكل، من جهة أولى، مشكلة لفهم مقاصد الشاعر، ولكنها، من جهة أخرى، تفتح آفاقاً واسعة للتأويل. إن الشاعر في لغته الإيحائية المميزة التي ترسم صوراً رشيقة، مدهشة، رمزية، بل غامضة أحياناً، يترك القارئ يفكر في شواردها واحتمالات تفسيرها، واللغة هي صورة الأفكار، والتي يجب أن تكتب حتى تبقى.أما أمين صالح في أعماله فهو يقدم أسلوباً أدبياً بروح جديدة. وهو لا يصف شخصياته من الخارج، بل بتعمق في داخلها، مظهراً معاناتها ومشاعرها. في نثره يبتعد عن السرد التقليدي، وكثيراً ما يمزج الشعر بالنثر. يستخدم لغة صعبة، تتشكل من كلمات تأخذ معانيها الخاصة من طريقة تجاورها، فلا يفهمها القارئ إلا من خلال السياق العام. ونشهد في أعمال أمين صالح لغة التكثيف التي تعطي محتوى غنياً بأقل عدد ممكن من الكلمات.ومضمون الموضوعات التي تتناولها إيمان أسيري في أعمالها تستحق الإعجاب، فمن الغزل إلى التأملات الوجودية، ومن الرغبة الفرحة في العودة إلى الطفولة، المنبثقة من واقع الخيبة، إلى الحزن الذي يسببه العذاب المحتوم.وتظهر فوزية السندي دوافعها الشعرية باحثة عن الرغبات، والأفكار الدفينة في الأماني والأحلام. لغتها إيحائية حافلة بالرمز. الشعر بالنسبة إليها هو المعبر عن أحاسيسها، وهو من يمدها بالمعاناة الشعورية في خضم الكتابة الإبداعية، وهي لا تقدم أجوبة جاهزة على تساؤلات الواقع، فهي تفتح آفاقاً جديدة، تترك لمخيلاتنا استقراءها حسب إمكاناتها.ويبدو أن غاية أحمد العجمي في أعماله إظهار حالات معنية من حياة الإنسان اليومية: في المقهى، في الحديقة، في البيت، حيث يجد فيها الإنسان ذاته. العديد من أشعاره تعبر عما يعتمل في الروح، إذ يملؤها بتأملاته ورؤاه.وتمتلك نبيلة زباري روح الفنان، وهي منذ سنوات تكتب الشعر، والنثر، والقصة، وكذلك تزاول فن الرسم. عالمها الأدبي فرداني وخاص بامتياز، وهو عالم التوحد الذي أضناه الشوق. إن ظواهر الوجود تغدو مجال اهتمامها الرئيس بين اهتمامات أخرى تمس الناس على اختلاف أجناسهم، وكثيراً ما نراهم في أماكن مختلفة من العالم.وأعمال فاطمة التيتون هي اعترافات متشائمة كبيرة تخص الماضي والموت، مع أنها لا ينقصها الشعور الوطني المتأمل. تقودنا الشاعرة إلى أعماق معاناتها ودفق أفكارها في أجواء سوداوية الظلال.وتؤكد ليلى السيد من خلال أولى كلمات الإهداء في ديوانها «قالت لهم عشتار» أن أشعارها مهداة للحب، ولعلاقة الرجل والمرأة، فعشتار الآشورية كانت إلهة الحب والقتال. تلجأ الشاعرة إلى الحلم، فهي ترجو أن تجد فيه بر السعادة والحب.وارتبطت بروين حبيب بالشعر منذ نعومة أظفارها، وعاملته كمصنف من اللهو واللعب، وهذا ما تشي به كلمات أول سطر، في بداية ديوانها، إذ تقول: الشعر هو الطفولة والطفولة لعب والشعر هو الحب، وقصائد من الديوان كلها هي صنيع مشاعرها وأفكارها ورغباتها.ويمكن أن يكون عالم فتحية العجلان الشعري هروباً خاصاً من الحياة اليومية، ومن نثر الحياة. من ناحية أخرى فإن الشعر الغنائي بالنسبة إليها، أيضاً، وسيلة لمعايشة أحاسيسها الذاتية.وتعتبر أعمال سوسن دهنيم استلهاماً للتأمل في وجه العالم المعاصر، والطاقة الروحية للإنسان، الذي يعيش فيه.ضمن سياقات نصوص جعفر حسن الشعرية تبرز فكرة أن الشعر الغنائي له أكثر من سمة. فمرة يرتفع القارئ على أمواج الصور المتدفقة من مخيلة المؤلف، ومرة أخرى يلفنا بكثافة كلماته، والمعاني الخفية والأخيلة.وتعبر أعمال جعفر حسن عن تجاربه، إذ يحاول الشاعر أن يمنح تأملاته شكلاً أدبياًشيء عن المستشرقة: الاسم: باربارا ميخالاك – بيكولسكا . Barbara Michalak-Pikulskaمن مواليد 1965 في بولندا.حصلت على درجة الماجيستير في اللغة والأدب العربي في 1991.حصلت على درجة الدكتوراه 1994، وموضوعها الأدب المعاصر في الكويت.حصلت في 2002 على درجة بروفيسور في جامعة ياجيللونسكي في كراكوف – بولندا، والتي تعمل فيها كرئيسة لقسم اللغة العربية وآدابها.ومن أهم مؤلفاتها :* التراث والمعاصرة في إبداع ليلى العثمان، دمشق، دار المدى، 1997.* ثريا البقصمي : بين الريشة والقلم، الكويت، 1997.* القصص القصيرة المعاصرة الكويتية في الحرب والسلام منذ 1929 إلى 1995 ، كراكوف ، 1998.* نماذج من القصة في الجزيرة العربية، كراكوف ، 2000.* Modern Poetry and Prose of Oman, Krakow 2002* Modern poetry and Prose of Bahrain, Krakow 2006* في عالم علي عبدالله خليفة الشعري – نظرات تحليلية نقدية ودراسة تطبيقية، حلب، دار عبد المنعم ناشرون، 2008.* في دائرة الحضارة الإسلامية (حضارة الهلال)، كراكوف 2002.* Authority, Privacy and Public Order in Islam, Leuven–Paris–Dudley 2006* النثر والشعر العماني المعاصر من 1970 حتى 2000 ، كراكوف ، 2002.* Modern Literature of the United Arab Emirates, Krakow 2012* أكثر من (100) مقالة عن الأدب في الخليج العربي.منظمات الاستشراق البولندية والعالمية التي اشترك في عضويتها :* منذ 1991 عضو في جمعية الاستشراق البولندية* في السنوات 2000 – 2003 عضو في مجلس الإدارة الأعلى لجمعية الاستشراق البولندية* في السنوات 2003 – 2006 عضو في اللجنة العليا للمراجعة في جمعية الاستشراق البولندية* من 1994 عضو في Union Europeenne des Arabisants et Islamisants* في السنوات 2010 – 2014 عضو في مجلس إدارة UEAI (نائبة السكرتير العام)* من 1999 عضو في European Association of Modern Arabic Literature* في السنوات 2003 – 2005 عضو مجلس إدارة EURAMAL ، عضو مجلس الإدارة في الفترة 2012 – 2016* منذ 2011 تم تعيينها عضوا في لجنة علوم الاستشراق التابعة لأكاديمية العلوم البولندية للفترة 2011 – 2014 . وخلال الاجتماع الذي عقد بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2012 م تم تعيينها عضواً في هيئة إدارة أعمال لجنة علوم الاستشراق في أكاديمية العلوم البولندية .شاركت في الكثير من المؤتمرات العلمية التي عقدت في بلدان أوروبية وعربية من بينها: بولندا – روسيا – ألمانيا – فرنسا – إيطاليا – هنغاريا – بلجيكا – الأردن – بحرين- تونس – سويسرا – عمان - المملكة العربية السعودية.عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية 8/ 1/ 1435 ـ 2013م- درست المنجز الإبداعي الإماراتي لتترجمه إلى لغتها.