كتب- حسن الستري:أكد عدد من البحارة والجزافين انخفاض أسعار الأسماك الأسبوع القادم مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة المعروض منها، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار الذي حصل في الأيام الماضية كان نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي أدى إلى هروب السمك إلى مناطق أخرى.وقالوا إن أسعار السمك تتذبذب طوال العام وفقاً لقاعدة العرض والطلب، وما حصل مؤخراً أن الصياد يقل صيده إلى أقل من النصف بسبب حرارة الجو، ولتعويض خسارته يضطر الصياد إلى رفع الأسعار، وهو يبيعه بالمزاد على الجزافين، وبسبب قلة الموجود لدى الصيادين، يضطر الجزافون للمضاربة في السعر وقت الشراء من الصيادين للفوز بأكبر قدر من الكمية المعروضة للأسماك، وذلك لكي يتمكن الجزاف من العمل، وبطبيعة الحال فإن الجزاف لن يبيع السمك بأقل من السعر الذي اشتراه من الصياد.وفي تعليقهم على حملة أطلقها مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة الأسماك بعد ارتفاع أسعارها، تحت شعار «خلوها تخيس» مجاراة لحملة مشابهة انطلقت في الكويت، قال الجزافون: الحملة لم تؤثر على عملنا، لأن المستهلك يدرك جيداً أن ارتفاع الأسعار نتج عن قلة العرض، ولأن الموجود أساساً قليل، مؤكدين أن الحملة شابها نوع من التهويل والتضخيم، فقد ذكروا أن الصافي وصل سعره إلى 5 دنانير، ولكن الجميع يعلم أن الصافي أنواع، ويختلف سعره بحسب حجمه وبيئته، فالصافي الستراوي أغلى من غيره، وسعر الحجم الكبير منه أيام الوفرة لا يقل عن 3 دنانير، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة، ارتفعت أسعاره، ومع ذلك فإنه يوجد أسماك صافي أسعارها لم تتجاوز دينارين ونصف.من جانب آخر، تباينت ردود فعل مواطنين تجاه ارتفاع أسعار السمك، إذ تهكم البعض على ذلك، معتبراً أن ما يجري هو نوع من الابتزاز، وأبدى البعض الآخر تفهماً للأمر، مؤكداً أن سياسة العرض والطلب هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار السمك.وأظهرت جولة لـ«الوطن» على عدد من باعة السمك بمدينة عيسى أن سعر السمك الصافي يتراوح بين دينارين ونصف إلى 3 دنانير ونصف للكيلو، وسعر السمك الشعري بين دينارين ونصف و3 دنانير، وسعر الهامور 7 دنانير وسعر الجنم دينارين وسعر الروبيان دينار ونصف وسعر الكنعد دينار ونصف.وقال البائع جعفر الهندي: الإقبال كان جيداً، والزبائن لم ينقطعوا أبداً، والحملة التي أطلقوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «خلوه يخيس» لم تؤثر علينا، فالزبائن لديهم من الوعي ما يكفي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الأسماك.وذكر المشتري جواد السيد أن الأسعار ارتفعت نسبياً بناء على وضع الجو، ولكنها لم تتجاوز الحد المعقول، فلا أجد أن الارتفاع مبالغ فيه بالصورة التي صوروها لنا، وقد انخفضت الأسعار عما كانت عليه قبل 3 أيام، وجميعنا يعلم أن البحرين سوق مفتوح، والبيع والشراء يحكمها قاعدة العرض والطلب، ومن الطبيعي إذا انخفضت كمية الصيد سترتفع الأسعار.وأكد البائع سيد حسن أن حملة «خلوه يخيس» مبالغ فيها بشكل كبير، فالصافي لم يصل سعره إلى 6 دنانير، ولم يصل الهامور إلى 9 دنانير، كما إن السمك ليس جنساً واحداً، وكل جنس يختلف سعره بحسب الموقع الذي يتربى فيه وبحسب حجمه، كما إن البحار يريد أن يعوض جهده وماله الذي أنفقه.واعتبر المشتري محمد المشخص أن أسعار السمك بشكل عام مرتفعة على المواطنين من ذوي الدخل المحدود، ويسوء الوضع خلال فترة قلة الأسماك كما هو حاصل الآن، مطالباً بخطة حكومية للحفاظ على الثروة السمكية والإبقاء على الأسعار في وضعها الطبيعي.ووصف البائع إبراهيم أن حملة «خلوه يخيس» مبالغ فيها، بيد أنها أثرت على قرارات المواطنين، فلم يذهب بعضهم إلى سوق السمك ليرى الأسماك الموجودة وأسعارها، ولكنها لم تحقق غايتها، لأن السمك الموجود أساساً قليل، فعزوف البعض لن يؤدي إلى فساد السمك.وأفاد البائع هاني عبدالنبي أن الإقبال ضعف لسببين، أولاً موجة الحر وارتفاع الأسعار، وثانيها تزامنها مع نهاية الشهر الميلادي، إذ إن الأسر البحرينية تنتظر خلال هذه الفترة الرواتب بفارغ الصبر.وقال البحار علي المطوع: بسبب حرارة الجو، تهرب الأسماك إلى عرض البحر وقاعه، الأمر الذي يؤثر على صيدنا الذي انخفض إلى أقل من النصف، لذلك فمن البديهي أن ترتفع الأسعار، فالصياد عليه التزامات معيشية، والجزاف عليه التزامات أيضاً، ولكن الجو سيتحسن خلال الأسبوع القادم، وسيعود الصيد لوضعه الطبيعي، وحينها ستعود الأسعار لوضعها الطبيعي أيضاً.من جانبه قال أمين سر جمعية الصيادين المحترفين عبدالأمير المغني: في هذه الأجواء يهرب البحرينيون من البلد ومن يبقى فيه لا يخرج من منزله، فهل تتوقع أن السمك سيبقى في موقعه؟!، الصيادون انخفض صيدهم، ومنهم من توقف عن الإبحار، والجزافون يذهبون لشراء السمك من البحارين، فالبحار يرفع السعر لأنه يريد أن يعوض كلفة خروجه للبحر، ويتنافس الجزافون لشراء السمك الشحيح أصلاً، والبيع يتم بالمزاد، فيضطرون إلى دفع مبالغ عالية للحصول على السمك لكي يتمكن من العمل، فالجزاف يريد 10 ثلاجات، ولكن بسبب الشح قد لا يحصل إلا على 3، وبالتالي فهو أيضاً سيضع له هامش ربح ليغطي التزاماته المعيشية.وكشف المغني أن سمك الصافي غالٍ حتى أيام الوفرة، ويختلف حسب حجمه ومكان صيده، فالصافي الذي يصطاد بسترة وحوار أفضل أنواع سمك الصافي، وكذلك سمك الصافي الذي يصطاد بالدير، والحجم الكبير منه لا ينقص سعره عن 3 دنانير طوال العام، أما السمك المتوسط من الصافي، والذي لا يصطاد من المواقع المذكورة، فإن سعره أيام الوفرة ينخفض إلى دينار ونصف.