بيروت - (العربية نت، أ ف ب): أكد وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، أن «مجموعات معروفة بعدم سلميتها، ومحسوبة على سرايا المقاومة التابعة لـ «حزب الله» الشيعي، تعمل على اختراق التظاهرات التي نظمها المجتمع المدني ضد أزمة النفايات، وتحاول استغلالها وركوب موجتها»، فيما دعت حملة «طلعت ريحتكم» التي انطلقت قبل أسابيع في لبنان احتجاجاً على عجز الحكومة عن التعامل مع أزمة تكدس النفايات في مناطق عدة، إلى المشاركة في تظاهرة حاشدة اليوم وسط بيروت.وأوضح ريفي أن «اللامركزية الإدارية التي نص عليها اتفاق الطائف هي الحل لأكثر من أزمة لبنانية»، مشدداً على «ضرورة تشكيل مجلس شيوخ يعمل على تحرير مجلس النواب من الطائفية».من جهته، اعتبر وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أن التظاهر وحرية التعبير حق من حقوق كل اللبنانيين مكفولة بموجب الدستور اللبناني.واتهم المشنوق في مؤتمر صحافي مجموعة من الأشخاص بالانتماء إلى أحزاب سياسية دخلوا التظاهرات ودفعوا باتجاه العنف. ورفض المشنوق اتهامه بأنه ابن النظام الأمني، وأشار إلى اضطهاده من قبل النظام السوري مراتٍ عدة. ودعا المشنوق القوى الأمنية إلى حماية المتظاهرين يوم السبت، محذراً من اعتداء المشاغبين على الأملاك العامة والخاصة. وعلى وقع غليان الشارع اللبناني المطالب بإيجاد حل لأزمة النفايات وغيرها من الأزمات الخدماتية التي تعصف بالبلاد، انعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أمس الاول، بغياب وزراء «تكتل الإصلاح والتغيير» التابع للنائب ميشال عون، ووزراء «حزب الله»، في مؤشر على الخلاف حول آلية عمل الحكومة في ظل غياب رئيس الجمهورية. ففي الوقت الذي يصر وزراء النائب ميشال عون و»حزب الله» على عدم إقرار مراسيم من دون إجماع كل الوزراء عليها، ترى البقية أنه من الضروري تمرير المراسيم المتعلقة بالأمور الملحة. وبعد الاجتماع تلا وزير الإعلام رمزي جريج بياناً أكد فيه تشديد رئيس الحكومة على استمرار التواصل بين الفرقاء لإيجاد الحلول، التي تعيد الجميع للمشاركة في الجلسات وتحمل المسؤولية المشتركة».وحول ملف النفايات، أشار الوزير إلى «أفكار جديدة تم تداولها لحل المشكلة، منها إفساح المجال للبلديات واتحاد البلديات للمشاركة بالمعالجة».في سياق متصل، دعت حملة «طلعت ريحتكم» التي انطلقت قبل أسابيع في لبنان احتجاجاً على عجز الحكومة عن التعامل مع أزمة تكدس النفايات في مناطق عدة، إلى المشاركة في تظاهرة حاشدة اليوم وسط بيروت.ووجه منظمو الحملة من الناشطين في المجتمع المدني دعوة عبر صفحتهم على موقع «فيسبوك» جاء فيها «لأن السلطة اللبنانية مصرة على دفن رأسها بالرمال ضاربة بعرض الحائط مطالب اللبنانيين، (...) لأن قضية النفايات لم تحل بعد، والمعتدين على المتظاهرين لم يحاسبوا.. تدعو حملة «طلعت ريحتكم» الشباب اللبناني بكافة أطيافه إلى النزول نهار اليوم في 29 أغسطس الساعة السادسة مساء إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت للدفاع عن صوتهم المستقل». وبدأت الحملة نهاية يوليو الماضي بعد أن غزت النفايات شوارع بيروت ومدن وبلدات محافظة جبل لبنان نتيجة أزمة نتجت عن إقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة لم يعد يتسع للمزيد من النفايات ورفض الأهالي المقيمين في محيطه إعادة فتحه، وعن انتهاء عقد شركة «سوكلين» المكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد.ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في أماكن عشوائية، مثل مساحة أرض ملاصقة لمرفأ بيروت وتحت الجسور وفي أراض مهجورة، من دون معالجة وفي شروط تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية.وعلى الرغم من تشكيل مجلس الوزراء خلية أزمة، لم يتم التوصل إلى حلول بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وأرباح من أي عقود مستقبلية. وفجرت الأزمة غضب الشارع الذي بدا تحركات احتجاجية نجحت السبت الماضي بحشد آلاف المتظاهرين وسط العاصمة. ولم تعد المطالب تقتصر على إيجاد حل لأزمة النفايات، بل تفرعت إلى الدعوة لاستقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية، ما يعقد الأمور في بلد يعاني شللاً سياسياً كبيراً بسبب شغور منصب رئاسة الجمهورية منذ سنة وثلاثة أشهر. وتخللت التظاهرات التي جرت السبت والأحد الماضيين أعمال شغب قام بها من سموا بـ»المندسين» بين المتظاهرين الذين أقدموا على تحطيم أعمدة كهرباء وإشارات سير وواجهات محال تجارية، وأحرقوا أشجاراً وقطع أثاث وآليات لقوى الأمن ومستوعبات بلاستيكية. كما أقدم هؤلاء على رشق عناصر قوى الأمن بالحجارة وعبوات المياه البلاستيكية. وردت القوى الأمنية بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وبضرب المشاغبين، ولم يسلم بعض المتظاهرين السلميين. وأصيب 100 شخص بين مدنيين وأمنيين في المواجهات.وجمدت الحملة أنشطتها لمدة أسبوع وكثفت الدعوات إلى الالتزام بـ»سلمية» التحركات.