أدان سياسيون وحقوقيون التفجير الإرهابي الذي استهدف رجال أمن ومواطنين بكرانة مساء الجمعة وأسفر عن استشهاد رجل الأمن وجدي صالح، وإصابة عدد من المواطنين ورجال الأمن وطفل، وأكدوا أن تلك الأعمال الجبانة قد فشلت في زعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية لأن المجتمع البحريني لديه ثقة بالله ثم بالقيادة الرشيدة ورجال الأمن الذين قدموا الغالي والنفيس من أرواحهم الزكية، مطالبين بضرورة تقديم المجرمين للمحاكمة العاجلة، وأعربوا عن دعمهم للإجراءات المتخذة لتعزيز السلم الأهلي. حزب الله في كرانةوأوضح رئيس مركز دراسات الخليج العربي عبدالله الحويحي»إن تفجير كرانة الإرهابي يؤكد من جديد استمرار القوي الإرهابية في أعمالها التخريبية بعد أن فشلت محاولاتها السابقة في إثارة المواجهات الطائفية التي تسعى إليها»، وقال «إن هذا العمل الإجرامي يأتي ليؤكد العلاقة التنظيمية والحركية بين هذه المجموعات الإرهابية سواءً في سترة أو المحرق واليوم في كرانة والتي تثبتها طريقة زرع العبوات أو المواد المستخدمة لتؤكد علاقة هذه المجموعات مع ما يسمى بحزب الله التابع للولي الفقيه في إيران والتي تثبت الأحداث والتصريحات الصادرة من قياداتهم الدينية والعسكرية تورطهم في هذه الأعمال الإرهابية عن طريق التمويل والتدريب والتزويد بأدوات ومواد وأجهزة التفجيرات التي تستخدم في كافة العمليات الإرهابية».ولفت الحويحي إلى «أن توقيت هذه التفجيرات يأتي والبحرين تسير على طريق التعافي في محاولة لزعزعة الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية التي تسير هي الأخرى على طريق التواصل بين مكونات الوطن».وثمن الحويحي عالياً جهود أجهزة الأمن في سرعة التعاطي والتعامل مع هذا الحدث وكشف منفذي العملية الإرهابية في نفس الوقت والقبض على بعض المتورطين، وفي الوقت الذي نعزي وزير الداخلية في شهيد الواجب وأسرة الشهيد الذي قدم روحه فداءً للوطن وكذلك تقدير كل شعب البحرين لتضحيات رجال الأمن في سبيل حفظ الأمن والاستقرار في ربوع هذا الوطن.تصعيد نوعي وكمي بدوره قال رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة «إنه من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تصعيداً نوعياً وكمياً في العمليات الإرهابية والتفجيرات التي تستهدف رجال الأمن والمواطنين والممتلكات»، مشيراً إلى «أن الأمر ليس فقط عمليات إرهابية عشوائية بل إنه يتخطى ذلك بكثير سواء من خلال التصريحات العدائية من المسؤولين الإيرانيين ضد المملكة ودول المنطقة ثم تهريب أسلحة ومواد متفجرة إلى البحرين وتحريض إعلامي إيراني صريح، كل ذلك يشير إلى وجود خطة منظمة ومتكاملة لخلخلة الأمن والاستقرار داخل البلاد».وأشاد جمعة بدور وزارة الداخلية ورجال الأمن، مؤكداً «أن عليهم دوراً كبيراً ويتحملون هذا الأمر بالكامل، مطالباً بضرورة أن يكون هناك تحرك من الجميع ضد تلك التهديدات التي ضربت الوطن، وأن تتحرك الدولة على أعلى المستويات وأن تتخذ إجراءات أخرى للتصدي لهذا الإرهاب بجانب الإجراءات الأمنية من خلال تصعيد الأمر إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي في مواجهة ذلك التهديد الإيراني المكشوف والمباشر من المسؤولين الإيرانيين أنفسهم ضد البحرين».وأوضح أحمد جمعة «أن المجتمع البحريني يطالب الآن بضرورة الضرب بيد من حديد على هؤلاء الإرهابيين، وأن ينفذ القانون بكل حزم ضد منفذي العمليات الإرهابية ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه فعل مثل تلك الأعمال الخسيسة التي تودي بحياة الأبرياء، مشيراً إلى أن المواطنين يسعون بكل ما يمكنهم من قوة بمساعدة رجال الأمن لوأد تلك العمليات الإرهابية».مؤامرة إرهابية كبيرةمن جانبها أكدت الأمين العام لجمعية الإرادة والتغيير الوطنية د.ريم الفايز أن التصدي للإرهاب أصبح واجباً وفريضة على كل شخص، مضيفة أن البحرين تتعرض لمؤامرة إرهابية كبيرة تهدد أمنها واستقرارها، وقالت «إن تلك الأعمال الإرهابية ليست أعمالاً فردية، فتزامنها وتواترها بهذا الشكل يدل على أنها أعمال مرتبة ومنظمة لضرب أمن المملكة، مشيرة إلى أن تلك الأعمال الإرهابية التي تسفك الدماء وتروع الآمنين تتنافى تماماً مع مبادئ ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى الاعتدال والتسامح والحث على القيم الفاضلة».وأشارت الفايز إلى أن المطلوب حالياً «أن يكون هناك رؤية واضحة للتصدي للإرهاب، ليس فقط على مستوى المملكة بل أيضاً على المستوى الإقليمي والدولي، والعمل بأسرع وقت ممكن للاتحاد الخليجي، مؤكدة على ضرورة منع استغلال الدين لأغراض سياسية، مطالبة كل المواطنين بتحمل المسؤولية وأن يقفوا صفاً واحداً أمام تلك التهديدات».وأوضحت الفايز أن كل المعطيات تشير إلى زيادة التدخل الإيراني في الشأن الخليجي عامة والبحريني خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني مع دول الغرب، لافتة إلى أن استهداف مدنيين في حادث كرانة الإرهابي يمثل تطوراً خطيراً، ويؤكد أن نار الإرهاب لا تستهدف رجال الأمن فقط بل ستطال الجميع إن لم نقف وقفة حاسمة أمام هذا الإرهاب الأسود.وأشادت الفايز بدور الأجهزة الأمنية في العمل على حفظ واستقرار أمن المملكة، قائلة إن رجال الأمن هم درع الوطن القوي وهم ضمان أمن واستقرار الوطن، وأي ضرر يمسهم فهو يمثل تهديد وحدة واستقرار الأمن الوطني، مطالبة بضرورة التعاون الدائم والمستمر بين المواطنين ورجال الأمن.