أكدت استشارية الطب النفسي ومنسقة مجموعة الصحة المدرسية بوزارة الصحة د.أماني الصباغ أن التهيئة والاستعداد النفسي للطالب لاستقبال العام الدراسي الجديد مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة التي من سماتها الراحة والتراخي والسهر لمرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسؤولية والتزام واستيقاظ مبكر.وأوضحت أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأسرة بما يحمله العام الدراسي الجديد من آمال وتطلعات للطالب وأسرته، وتلعب الأسرة دوراً هاماً في تهيئة أبنائها لبدء العام الدراسي الجديد سواء كانوا طلاباً جدداً أو قدامى بالمدرسة أو رياض الأطفال وذلك بتكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة والمرحلة الدراسية الجديدة التي يدرس بها، وذلك من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال سرد القصص المشوقة عن المدرسة والحديث عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، وبإلحاقهم بمدارس بها اخوة أو أصحاب أو أقرباء ليكونوا أكثر أماناً وطمأنينة.وأشارت إلى أهمية الالتحاق بمرحلة الروضة حيث يساعد ذلك الطلاب على التكيف مع الجو المدرسي والاندماج مع أقرانهم، وأيضاً على ذوي الطلاب أن يبدؤوا قبل بداية الدراسة بأيام في تعويد أبنائهم تدريجياً على تقليل ساعات مشاهدة التلفاز والسهر، والنوم مبكراً والاستيقاظ في الصباح الباكر، إلى جانب حثهم على قراءة القصص وتوفير احتياجاتهم من ملابس وقرطاسية وغير ذلك مع بداية العام الدراسي، لتخفيف المشاعر النفسية غير الإيجابية لديهم عند ذهابهم إلى المدرسة ومشاهدة زملائهم وهم على استعداد تام. كما ينصح بمصاحبتهم في الأيام الأولى للمدرسة وخصوصاً الملتحقين بالصف الأول أو رياض الأطفال.وأضافت أن المدرسة تلعب دوراً أساسياً في غرس حب المدرسة وزرع بذور الثقة بين الطلاب والمدرسين، وخصوصاً في الأيام الأولى حيث تتشكل لدى الطلاب صورة وانطباعات اولية عن البيئة المدرسية يحملها معه طوال العام وتؤثر في شخصيته وسلوكه وتحصيله الدراسي.وأشارت إلى أن على المدرسة اتخاذ خطوات تغرس في نفسية الأطفال الأمان وتساعد على تكوين علاقة وطيدة بين الطالب والمدرسة، كما تيسر توافق الطالب مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين وإداريين والتكيف مع الجو المدرسي والاستقلال عن الأسرة من خلال الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبــــين مدرســــيهم، وممارسة الانشطة الترفيــهية والأناشيد الترحيبية والعروض المسلية الهادفة المحببة بالمدرسة وتقديم الهدايا المعنوية والمادية، إضافة لتزيين المدارس والصفوف بشتى انواع الزينة والالوان الجميلة والجذابة بحيث يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر الفرح والبهجة.وذكرت أنه يمكن السماح لأولياء الأمور بمرافقة أبنائهم في اليوم الأول وخصوصاً الطلبة الجدد منهم، إلى جانب العمل على إعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلاب عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذه المرحلة مع تجنب خلق أي توتر أوخوف بالنسبة إلى كل ما هو جديد، وذلك من خلال حثهم على بذل الجهد وإذكاء روح التنافس بينهم وهذا بدوره يدفعهم إلى زيادة الدافعية لديهم نحو التعلم بكل همة ونشاط. ودعت إلى أن تكون الأيام الأولى بمثابة مرحلة انتقالية يتم فيها التدرج في استقبال الحدث الجديد لتقبل التغيير وتجنب التوتر والخوف، بحيث يتم التركيز فيها على الأنشطة اللامنهجية ويتم فيها فتح المجال للحديث المفتوح مع الطلاب عن فترة الإجازة واستعادة ذكرياتهم الجميلة وكيف قضى كل واحد إجازته وليحكي كل تجربتـــه، ويتم استكشاف ميولهــم وهـــواياتهم والتعرف على مســـتوياتهم وتوقعــاتهم وطموحاتهـــم، بالإضافة إلى تعريفهــــم بأنظـــمة وقــوانين المدرسة وضرورة الالتزام بها وإعــطائهم الجــــدول الدراسي وتسليمهم الكتب والكراسات.